أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن عصر الاقلام و الكتابة باليد !














المزيد.....

عن عصر الاقلام و الكتابة باليد !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


اتذكر الوقت الذى كانت هدية قلم باركر من الهدايا التى يعتز بها المرء.و كان هناك نوعين واحد سائل و الاخر ناشف .كان ذلك عصر الاقلام و الدفاتر و الكتابة ياليد.
و عندما بدات اكتب اطروحة الماجستير كنت لم ازل اكتب باليد ثم اعود لاكتبه على الكمبوتر الذى استبدلته بالة الكتابة التى لم ازل احتفظ بها حتى الان للذكرى. ثم جاء صديق كاتب قصص اطفال و قال لى هذا الشغل لا ينفع و لا بد لك ان تتعلم ان تكتب مباشرة على الكمبيوتر.قلت له انى لا استطيع ان افكر ان كتبت على الكمبيوتر مباشرةفقال لى انت تقول هذا و المسالة مسالة مران لا اكثر.

فالكتابة على الورق لها طقوسها .و رائحة الورق كل ذلك يجعل من الكتابة على الورق نكهة مختلفه عن طباعة الكلمات . الكتابة باليد تمنح الشعور بالابداع ربما اكثر من الطباعة.ربما يشبه الفارق بين الطعام الذى تجهزه بيدك و الطعام الجاهز.

و بالفعل بدات اكتب و اكتب و انا اعانى من الامر و صرت اتحسر على الكتابة بالقلم التى بدات مع الوقت افقدها شيئا فشيئا .

و فى اخر زيارة لى الى بيروت قابلت زميلة اعرفها من ايام دراسة الادب الانكليزى فى الجامعة اللبنانية .ثم قدمت لى قلم باركر هديه . شكرتها على الهدية و قلت لها مازحا انت تجمدىن التاريخ .لقد مضى زمن قلم اباركر بل مضى زمن اقلام الحبر و صار استعمال تعبير مثل بقلم الكاتب الفلانى تعبير رمزى لا اكثر .

و ذات الامر يبدو انه يسير مع العملة اى الفلوس .فقد قال لى صديق انه من كثرة استعماله للكارت فى الدفع نسى شكل العملة الورقيه .و كان ان اخرجت ورقه جديدة من فئة المائتى كرون و لم يكن صديقى يعرفها .

فقد كنا نقول فى السابق العالم يركض ركضا و لكن الامر صار لهاثا يقطع الانفاس .
و عندما ارى صورا من الشرق الاوسط لاشخاص يجلسون بهدوء يدخنون النارجيلة فاقول فى نفسى كم هم مرتاحين من اللهاث و الركض .انهم يملكون مفهوما اخر للوقت عن المفهوم الغربى الذى ياخذ طابع معركة مع الزمن اكثر منها العيش ضمن الزمن .

و عودة الى قلم الباركر و انا لا استغرب ان ياتى الوقت ينسى الناس فيه كيف يكتبون كما هو الامر مثلا مع جدول الضرب الذى كنا نحفظه عن ظهر قلب او بصم كما هو التعبير السائد لكن الا ن صرنا نضطر لاستعمال الة حاسبة لعمليات ضرب بسيطه .

لا اعرف ان كان يوجد حتى الان من يشترى اقلام باركر او يستعملها للكتابة .
فزمن كتابة الرسائل الورقيه على وشك التلاشى .انتهى عالم الرسائل الغرامية التى قرناها من غسان كنغانى و انسى الحاج التى ارسلت لغادة السمان او رسائل نابليون الغرامية .و لم اكن اظن ان قائدا عسكريا يمكن ان يكتب هذه الرسائل ..

و قد كتب نابليون ذات مرة لجوزفين زوجته التى تركها فى باريس و توجه لاحدى حروبه .ساحطمك بين ذراعى و اقبلك ملايين القبلات الحارة لتشعرى انك على خط الاستواء!

و ذات مرة كنا جالسين فى سهرة جميلة مع صديقتين فنانتين نرويجيتين و صديق اسكتلندى عندما شكت احداهما انها تحن لايام الرسائل الورقيه .و كان ان ارسلت لها فى اليوم التالى رسالة اعجاب مكتوبة على الورق .و كنت قد اخبرت الاخرين بذلك.فلما التقينا الاسبوع الذى يليه و كان اللقاء اسبوعيا قالت فرحه انها تلقت رسالة ورق .انفجرنا كلنا ضاحكين وسط استغرابها .و عندما فهمت الامر انفجرت ضاحكة .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يصل القطار بعد !
- عن ماياكوفسكى!
- سلمى يا سلامة !
- حول الكورونا و فلسفه الاخلاق
- القومية العربية الى اين الجزء الثانى
- العرب فى مائتى عام فى رحلة البحث عن الذات ! الجزء الثانى
- القوميه العربية الى اين . الجزء الثانى
- العرب فى مائتى عام فى محاولة البحث عن الذات ! الجزء الاول
- ماذا تكثر اغانى الحب فى المجتمعات البدويه؟
- نهاية القومية العربية! الجزء الاول
- فى نظرية تراجع المجتمعات العربية حلول عصر الظلام على المنطقه ...
- فى نظرية تراجع المجتمعات العربية
- نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية اعوام الفوضى و الاضطراب
- نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية افول المرحلة الثورية القوم ...
- فى جذور التراجع العربى
- هذا العالم المتشابك !
- من زمن الحوارات!
- من زمن سبارتاكوس الى ثورة السود فى امريكا النضال السياسى ادا ...
- تسعة دقائق هزت العالم !
- اللغة الخشبية!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن عصر الاقلام و الكتابة باليد !