|
قصص اطفال / الجزء الاول
سمير عبد الرحيم اغا
الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 18:41
المحور:
الادب والفن
قصص اطفال
الجزء الاول
1- السلم
أراد مروان أن يصعد السلم ، جرب مروان الصعود ، لكنه لم يستطع صعود السلم ، نادى يدعو أمه أن تساعده ، عندما حضرت أمه مسكته من يده ، وبدأ مروان يصعد السلم .. درجة .. درجة ، في الخطوة الثالثة شعر بسهولة الصعود ، قال - اتركيني يا ماما .. استطيع الآن ان أكمل الصعود وحدي ، وشعر مروان بالفرح عند ما اخذ يصعد السلم لوحده مبتسما .............................................................1978نشرت في مجلتي
2- إخوة العصفور
استلم الغراب بلاغا حاد اللهجة من العصفور ينذره للمرة الأخيرة بوجوب الامتناع عن دخول حقله الذي زرعه حديثا ، ضحك الغراب كثيرا مع نفسه ، حين قرأ البلاغ وقال : العصفور الصغير .. ينذرني ..هه ..هه! ذهب الغراب مسرعا غير مهتم بالإنذار ، لم يكن الطريق طويلا ، كان الغراب عجلا من أمره هذا ، يريد ان يعرف ما سيفعله العصفور هذه المرة ، وما ان حط الغراب على حقل العصفور حتى رأى سربا من العصافير يندفع بقوة وإصرار نحوه ، وحين أحس انه في خطر ولا يستطيع مجارة العصافير كلها ، فر من الحقل يائسا من كل شي ، يريد النجاة لنفسه ، ولم يعد الغراب ثانية الى حقل العصفور . .............................................................1979نشرت في ملحق تموز
3-عش الحمامة
في وسط شجرة الرمان غصنان يحتضنان عشا لحمامة بنته منذ لحظات ، بعد رحلة شاقة في البحث عن مكان مناسب ومريح ، وحين رأى احد الغصنين نفسه منزعجا أراد ان يلعب ، فرفض الغصن الثاني وقال : سيسقط عش الحمامة ... لا تلعب اضطرب الغصن المنزعج ، فرد عليه الغصن الثاني لو لم نكن متلاصقين لما جاءت الحمامة الى هنا ، فمن ترى يلم عشها ، ان لم نحتضنه نحن ، ربما لو لم نكن هكذا ... لهبت ريح عنيفة قوية وكسرت احدنا . في تلك اللحظة ، استيقظت الحمامة بينما كانت أشعة الشمس تشرق على عشها ، نظر الغصن المنزعج حول الحمامة وابتسم ، ثم فتح ذراعيه والتف حول الحمامة وحجب أشعة الشمس وهو يشعر بالفرح الغامر ، حين رأى الحمامة تعود للنوم براحة وهدوء .. فرح أكثر ، وهكذا أصبح الغصنان صديقين متلاصقين من اجل عش الحمامة . .................................................................1978نشرت في ملحق تموز
4-الدب الكسول
فرح الدب كثيرا حين رأى خلية عسل كبيرة في أعلى الشجرة ، أراد الدب ان يحصل على العسل دون تعب وملل ، دار بلهفة حول الشجرة فلم يحصل شيا ، وبعد لحظات ظهر أمامه ثعلب مسرعا ، فطلب الدب منه ان يدله على طريقة سهلة للحصول على العسل ، قال الثعلب : عندما لا تستطيع ان تحصل على شي تمناه ... فيأتي إليك فعل الدب ذلك ثم وقف في مكانه ينتظر العسل ليأكله ، وفي لحظة رأى عصفورا يحط على غصن قريب من خلية النحل ، فرح الدب وقال : سيأتي العصفور بالعسل ، انتظر الدب بلهفة وشوق .. لما يحدث ، ولكن العصفور طار الى شجرة أخرى ، وظل الدب واقفا ينتظر ما تمناه حتى مل ورجع خائبا ولم يحصل على العسل . ........................................................ 1979نشرت في ملحق تموز
5- الزورق السعيد مضت مدة ليست قصيرة لم ير خلالها القنفذ صديقه الأرنب ، ولم يجد أحدا يحمل سلامه إليه ، لان الأرنب كان يسكن في آخر الغابة الرحبة ، ولهذا صنع القنفذ زورقا ورقيا كبيرا وكتب عليه - سلامي إلى صديقي الأرنب ، سلامي ان شاء الله يوصل سلامي . ثم رماه في النهر الذي يمر من إمام بيت الأرنب ، مضى الزورق مسرعا يحمله الماء ، ترفعه موجة وتضربه أخرى ، وما ان وصل الى ارض مستوية ذات عشب كثيف حتى رأى الأرنب جالسا يتأمل النهر ، فرح الأرنب ، وكبرت فرحته حين علم (بالسلام ) التي يحمله الزورق من صديقه القنفذ وقال في نفسه : انه صديق طيب وأراد الأرنب ان يرد السلام الى صديقه ولكن فجأة تذكر انه لا يعرف ألكتابه ، فقال له الزورق : ما بك يا صديقي الأرنب ..؟ إنا لا ستطيع ان اكتب (سلام ) الى صديقي لأني لا اعرف ألكتابه ، رد عليه الزورق - لا تحزن سأبلغ القنفذ تحياتك وسلامك . فرح الأرنب مرة أخرى وبسرعة اخذ الزورق ورماه في نهر يمر من أمام بيت القنفذ .. ومضى الزورق يحمله تيار الماء سعيدا بلقاء ومحبة الصديقين . ................................................... 1979نشرت في مجلتي
مشاجرة
في ساحة مدرستنا تشاجر عصفوران صغيران على سنبلتان سقطا على الأرض بأمان لا غالب ولا مغلوب من الاثنان تألم الهواء والألوان نزلت من الخد دمعتان ولكن الضحية سنبلتان بكت من بعيد نخلتان ليتهما فكرا قليلا في ما كانا يفعلان والنتيجة حذف اسمهما من سلالة علوم الحيوان . ...........................................................2010
خرج ولم يعد
مروان كثير الفشل في دروسه لا يسأل عنه أبوه ودائما يقول له : - أنت فاشل ... لا يمكن ان تنجح ، فتح مروان باب البيت ، وخرج يفكر في فشله ، بعد بضع سنوات تخرج .وعاد الى ابيه .... فخرج أبوه يبحث ويسال عنه. ..................................................................................2010
قراءة قررت مريم أن تقيم معرضا للقراءة ، في حدائق الكلية بمجهود فردي وبمساعدة الطالبات ، أقيم المعرض وطلبت من كل طالبة أن تأتي بكتاب ليطلع عليه زملائها ، تراكمت الكتب .. كتب .. كثيرة... وما أكثرها ، ، تعجبنا لهذا الكم الهائل ، هل حقا ان الطالبات لديهن كل هذا الكم الهائل من الكتب .؟ بعد أيام .. امتلأت المناضد بالكتب ، لم يكن لأحدنا وعي كامل بهذا المعرض ، العجيب ان احد لم يشتري والأعجب من ذلك ان الكتب انسحبت تدريجيا على رؤوس الأصابع من المناضد ، هربت وهي تسال نفسها .. لما جئت ..؟ فوجئت بكتاب صغير يقول : باباي ...؟ لم نعرف ما هو الموضوع .؟ لم هربت . ....؟ بعد لحظات اكتشفنا أن كل الكتب التي جلبتها الطالبات للمعرض هربت لأنها لم تجد احد يشتريها ، وباءت كل محاولاتنا لإعادتها بالفشل . ......................................... 2013
صياد
استطاعت "رشا " أن تصبح بين ليلة وضحاها ، صيادا ماهرا في الاحتمالات ، وبالذات في اصطياد سؤال واحد من مجموع الأسئلة التي تأتي في كل امتحان مهم ، منهم من تقول : أنها تحلم بالسؤال ، ومنهم من تقول : أن لها عيون زرقاء اليمامة ترى مكان السؤال ، ومنهم من يقول : أنها صياد ماهر تعرف كيف تصطاد السؤال من بين الكتاب ، وقد حصلت على لقب (صياد النجاح ) بأجماع الكل ، في يوم الامتحان ننتظرها لتقول لنا هذا السؤال يأتي ، ويحصل التوقع ونحن بين مصدق ومكذب ، وفي يوم امتحان الإحصاء الصعب ، انتظر الجميع .. رشا أو ( صياد النجاح ) كما يسمونها ، فحصلت الكارثة ، حين فشل الكل في امتحان الإحصاء ، ترقبت العيون... نريد أن تعرف أين رشا ..؟ وفي صباح اليوم التالي ....بهت الجميع ... (صياد النجاح) مريض . ....................................................... 2014
امتحان
امتحان .. امتحان .. امتحان. . مكتوب على لوحة القسم يقابله في الجهة الأخرى خوف .. ارتباك .. توتر . ينتشر الخوف بين صفوف الطالبات ، يتجول بين الحدائق ، يزحف إلى السطح ، العيون تترقب ، القلوب تفكر ، الأصابع ترتجف ، حتى الأشجار .. تلفظ امتحان وهي لم تكمل سنتها الأولى ، البيوت ، الأمهات . الخائفون منه نقلوا إلى الطوارئ ، قالوا أن هناك ضحايا ، الأذكياء يحسبون خوفهم درجات ، العاجزون يتأملون التأجيل ، أما الجالسون في الصفوف الخلفية من القاعة... فقد قالوا بهدوء : لقد تأجل الامتحان ..! ................................................... 2015
.قرار العصفورة
قررت العصفورة البقاء في كلية الادارة والاقتصاد كطالبة ، ألغت كل مواعيدها وأبدت إعجابها بأسلوبي ، ولم يعد تهتم بالطيران ، وفي باب الكلية قابلت عصفورا مهتما بجمع الأحجار النادرة ، قال العصفور : لماذا تركت هواية الطيران ..؟ أجابت العصفورة : أريد أن انجح رد عليه العصفور مندهشا : ولماذا أصبح قلبك منحازا إلى النجاح ..؟ أجابت العصفورة بثقة : - لان الكاتب (سمير أغا ) أهدى كتابه هذا إلى الطالبات اللواتي عقدن قرانهن على النجاح . ................................................ 2015 صداقة
صديقتي " امتحان " نناديها هكذا ، وهذا ليس اسمها الحقيقي ، بيني وبينها صداقة لا تعجبني كالبلور ربما ينكسر في أية لحظة ، جميلة رقيقة إلا إنها لا تجد من يصادقها ، الكل يخاف صحبتها ، تصادفني كل يوم في الكلية ، حتى أنني أتحاشى نظراتها - تريد أن تصبح أستاذا في الجامعة ، تحزن وتقول : ـ لا ( تزعلون ) مني ، أفكر بحال أسرتها وحالي حين ( أقع في حضنها ) تشير إلي أن العب معها ، ارفض لان هناك شيء قد ينكسر بيننا ، ولم يعد هناك من أمل لترميمه . ثم قالت لي : - هل سنصبح أصدقاء .؟ أجبت بسرعة : - لا ... لا يمكن . ..........................................................................2015
حفلة
في يوم حفلة التخرج التنكرية ، ، لبست سناء ثوب الأسد ، وإيمان ثوب الثعلب ، وربى ثوب الباندا ، وسوزان ثوب الدب ، وشيما ثوب النمر ، وصفية ثوب الغزال ، وماريا ثوب الأرنب ، وخلود ثوب التمساح وليلى ثوب الذئب ، كان يوما جميلا ، بملابسه وأغانيه ومرحه ، تساؤلات تتحدث عن لوحة معقدة ، ولكن لم تعرف أيمان من هي سوزان ولا ماريا لم تعرف من هي خلود..وحين انتهى النهار ذهب الجميع منهارين في ضحك لا يكاد ينقضي ، في اللوحة الأخيرة كل شيء تغير .. من فوق تظهر كأنها أشباح ... لم تكن تعرف احدهما الأخرى ، وكان كل واحدة تود ان تعود الى نفسها . ........................... 2017
حزينة
زميلتي "حزينة" هذا ليس اسمها الحقيقي ، المكتوب في دفتر الميلاد ، كل شيء لا يعجبها ، لا الجلوس في (الكافيتريا ) ، ولا الجلوس في الحديقة ، تغضب بلا سبب ، لا يمكن إرضائها ، تلف نفسها بملائتها السوداء وتخفي سرها عن كل طالب وطالبة ، تخلو إلى نفسها مرات ولا تجد لها معينا ، حتى ألقى عليها الحزن غشاء شاحبا .. نسألها دائما : - هل تشربين قهوة معنا ..؟ ترفض وتقول : ـ كلا لا اريد ... نسألها مرة أخرى : - لماذا أنت غير فرحة - أنا لست (فرحة )... إنا (حزينة ) وفي كل يوم أرى في الجدار الأبيض آثار المسمار الذي علق عليه أبي شهادة " حزينة " الابتدائية ، والى جوارها شهادة أخرى لا اعرفها .. لأني عرفت ان اسمها الحقيقي ( حزينة ) ... ......................................... 2017 قطر الندى
بينما كانت أشعة الشمس تطوف في إرجاء غرفتها دق هاتفها الجوال ، ، فلم يكن أمام "قطر الندى " إلا خيار النهوض ، تريد أن تذهب إلى الكلية ، تجابهها تحديات النهوض المبكر .. انتفضت فجأة من أريكتها تمسح عينيها.. ليفر ما بقي من اثر النوم ، حدقت في الساعة ، فإذا الثامنة والنصف ، لحظتها شعرت برغبة في النوم ، انتظرت قليلا حاولت الاتصال بصديقتها ، كان مشغولا ، فقدت القدرة على النهوض ، وراحت تحدق في صمت. - النوم جميل .. لن اذهب اليوم ثم غمرت نفسها في فراش النوم الدافئ . ........................... 2017
بائــــــــــــع الخواتم
في مدينة الغابة الحياة جميلة ، الزهور من كل الألوان ، الطيور من كل الأنواع ، الحب من كل الألوان ، الأرض خضراء في كل موسم ، الشمس ام الغابة تكلل أهلها بدف وفرح طيلة النهار ، المطر ينزل فيفرش الأرض بخضرة رائعة الجمال ، حتى لا يدع مجال للغبار ان يتجول في الغابة ، ويؤذي أهلها الطيبين ، الطيور من اجمل سكان الغابة .. حيث يحلو لها اللعب تلعب ، وحيث يحلو لها ان تمرح ، تروح صباحا طلبا للرزق ، وبطونها فارغة ، وتعود مساء وبطونها مليئة بالطعام ، فهي ولدت هنا ، وأحبت أهل الغابة ، الجميع هنا متحابون ينامون بسلام ، وينهضون بسلام ، والسعادة ترقص والفرح عصفور محبوب يدور من بيت الى بيت ومن غصن الى غصن .............
في مدينة الغابة سوق كبير تصنع وتباع فيه كل شيء ، فهذا دكان تباع فيه القبعات الملونة ، وهذا دكان تصنع فيه العربات الخشبية ، ويقابله دكان لبيع الحلي والخواتم ، وهناك يوم عطله في الأسبوع ، وهو يوم الجمعة ، والدكاكين تفتح جميعا من ساعة نداء حارس الغابة حتى غروب الشمس ، وفي صباح كل يوم يردد حارس الغابة المحبوب من فوق البرج . يا أهل الغابة دعوا الكسل وأغلقوا أبوابه أحبوا العمل وافتحوا أبوابه وتلك هي الأغنية التي يغني أهل الغابة عند سماعهم نداء حارس الغابة ، فيخرج الجميع الى عملهم ، وينتشرون في إرجاء مدينة الغابة الواسعة ، يطلبون الخير والرزق الذي يقسمه الله لهم كل حسب عمله وجهده ، قانعين بما أعطاهم الله ، ومن هؤلاء الحطاب الذي يسكن الكوخ القديم المهجور في أقصى الغابة وكانوا ينادونه ب( الحطاب ذو الفأس المفقودة ) او الحطاب الكسول ، وحكاية فاسه معروفة للجميع ، فكل من يسأله عن عمله يقول له : لقد فقدت فأسي في الغابة بينما يعرف الجميع ان فاسه موجودة ، وكان يسخر من غيره ، الذي يعمل ، ولذلك لم يشأ احد ان يجادله في عمله ، وكان دائم التجوال في المدينة ، فمرة يجلس تحت ظل شجرة التوت الكبيرة ، ومرة ينام ساعات طويلة قرب النهر ، ويستمر هكذا حتى ينتهي اليوم فيعود الى كوخه . .......... وما أرسلت الشمس أشعتها ذات صباح حتى سمع صوت يتردد بعد صوت حارس الغابة ، لم يستطع احد ان يعرفه ، وقالوا : من الممكن ان يكون ذلك صوت الحارس ، ولكن العكس هو هو ما حدث ، كان الصوت لرجل غريب يرتدي ملابس غريبة عجيبة ، يحمل سله صغيرة بديعة الألوان مصنوعة من أغصان الخيزران ، وما ان دخل الغابة .. اخذ يردد بأعلى صوته . قد جئتكم حبيبا وفي يدي خواتم فغني يا صغيري لترجع المواسم ويدور في دروب الغابة من الصباح الى آخر النهار ... ينادي بنفسه : يا طفلتي سنكبر ويفرح الصغار ونلبس الخواتم بطلعة النهار وعرف أهل الغابة ان هذا الرجل قد جاء من مدن بعيدة ، من خلف الجبال يحمل خواتم ملونه ، سحرية غريبة عجيبة تمنح كل من يلبسها قوة خارقة ، وقدرة على عمل كل شيء بدون جهد ، ذاع صيته في مدينة الغابة ، وأصبح بياع الخواتم حديث الغابة من أولها الى أخرها حتى وصل خبره الى مسامع الحطاب الكسول الذي سرعان ما أفاق من نومه ، بعد ما كان نائما كعادته ، فالضجة التي أحدثها بياع الخواتم قد زلزلت عقله ، فنهض مسرعا ، والفرح يملا قلبه باحثا عن بياع الخواتم في دروب المدينة ، حتى وجده قرب شجرة الجوز العملاقة جالسا من شدة التعب ، والى جانبه سلته ، فقال له الحطاب ، وهو يلهث : انا لا استطيع ان اعمل وبدون ان يسأله بياع الخواتم عن السبب قال له : هذا الخاتم لك .. واطلب ما تشاء ...! اخذ الحطاب الخاتم وهو غير مصدق ذلك ، ووضعه في إصبعه ، وشكر بياع الخواتم ، ثم عاد الى كوخه بحماس لم يألفه من قبل ، وفي غمضة عين بدا يقطع الأخشاب ، ويحملها دون تعب او ملل ثم يبيعها في السوق ، وذهب الى حطاب الغابة العجوز ، ووجده يقطع الأخشاب بكل عزم وقوة ، والعرق ينصبب على جبينه فقال له : انظر ألي .. انا استطيع ان اقطع الأخشاب بلحظة واحدة بفضل هذا الخاتم السحري الذي اشتريته هذا اليوم ، لم يعجبه الحطاب العجوز هذا الكلام فمضى الى عمله ، وقال في نفسه : أنا لا أحب هذه الصحبة ، واني لا أرجو إلا الخير له . أما بياع الخواتم فحمل سلته ، واخذ يطوف في مملكة الغابة يغني أغنيته المشهورة . قد جئتكم حبيبا وفي يدي خواتم فغني يا صغيري لترجع المواسم وهو سعيد بما حققه ، يحلم أحلاما تتراوح بين الجد واللهو ، يتبعه من يريد هذه الخواتم ، ولكن لم يجد احد يشتري حتى أنهكه التعب ، فجلس قرب جدول صغير ، وسرعان ما غلبه النعاس ، وما هي إلا لحظات حتى أفاق من نومه ، وهو يعرف نفسه انه يستيقظ لأقل همسة ، وحين فتح عينيه رأى إمامه حصانا ابيضا ذو شعر طويل فقال له بلهفة أين أنت .. أنا ابحث عنك منذ مدة ، وأريد خاتما ،فانا احلم كل يوم بالطيران في السماء، لقد سئمت من الأرض ، فرد عليه بياع الخواتم : وماذا ستدفع مقابل ذلك رد الحصان الأبيض : كل ما تريد وعندما أعطاه خاتما ، طلب منه ان يوصله الى مدينة السهل المجاورة الى مدينة الغابة ، وفي لحظة وضع الحصان الخاتم في أحدى رجليه ، وانطلق في الفضاء ، وكأنه يخاطر بنفسه ، وعلى ظهر بياع الخواتم ، وحين نظر الى الأرض قال : كيف تبدو الأرض من الأعلى ..! قال الحصان : كأنها سجادة خضراء نظر بياع الخواتم الى الحصان وقال له : ولكن لماذا أنت هنا في مدينة الغابة ، فأجابه الحصان : كنت اعمل عند فلاح كسول فهربت منه ، فطلب منه بياع الخواتم ان يدله على مكان الفلاح ، ثم عاد الحصان وقال وألان كيف تبدو الأرض ..؟ فرد رد عليه بياع الخواتم لم اعد ارى شيا ... أنزلني هنا فهبط الحصان كما يهبط الطائر ، ونزل بياع الخواتم ، واخذ يسير في دروب مدينة السهل واخذ يردد أغنيته : قد جئتكم حبيبا وفي يدي خواتم فغني يا صغيري لترجع المواسم وذاع صيته في مدينة السهل ، وعرف كل من سمعه ، انه يبيع الخواتم السحرية ، فهل من مشتري ..؟ وهذا ما كان يقوله ،ولم يشتري منه احد اية خاتم ، فقرر ان يذهب الى الفلاح الذي كان يعمل عنده الحصان الأبيض ، اما الفلاح ففرح حين سمع بما جاء به بياع الخواتم ، واخذ يبحث عنه في دروب مدينة السهل ، حتى تعب من البحث ، فرجع الى بيته خائبا خاسرا ، أما بياع الخواتم فقد ظل الطريق إلى الفلاح ، فرجع الى صديقه الحصان الأبيض ، وطلب منه ان يعيده الى مدينة الغابة ، وثب على ظهر الحصان ، وطار محلقا في الفضاء فقال له الحصان : هل وجت الفلاح ..؟ كلا لقد بحثت عنه كثيرا ولم أجده . وما ان وصلوا مدينة الغابة حتى هبطوا ، ونزل بياع الخواتم وسار في دروب الغابة ، وحين وصل الى شجرة الجوز العملاقة ، قابله الحطاب العجوز بثيابه الباليه ، وهو يقطع الأخشاب ، فتعجب لذلك وقال لنفسه – كيف يعمل هذا العجوز يا ترى..! لماذا لم يشتري مني خاتما .. لابد انه لا يعرفني ولا يعرف هذه الخواتم ، فطلب منه ان يأخذ خاتما ليمنحه القوة والنشاط ، الا ان العجوز رفض بشدة ، واعتبر ذلك أهانه لعمله ولم يقبل الطلب ، ولم يقتنع به ، لأنه يحب ان يعمل ويأكل من جهد يده ، أما بياع الخواتم فحين سمع ذلك شعر انه مغلوب على امره ، حتى انه لم يجد احد يتخذه صديقا وهو بذلك غير مرغوب به ، فقفل راجعا دون ان يودعه احد ، ثم اختفى بين الجبال ، ، وعاد الحطاب العجوز الى عمله وقد أحس انه أحسن القول وأحسن العمل ، ثم جاءه الحطاب الكسول يسال عن بياع الخواتم متعللا بضياع خاتمه ، فرد الحطاب العجوز : سوف لن تظفر بشئ . رد عليه الحطاب الكسول ماذا تقصد ....؟ فأجابه العجوز : سوف تهلك نفسك لم يفهم الحطاب الكسول شيا من هذا الحوار ، او كأنه تغافل عن معناه ، فعاد يبحث ويسال .. كل من يصادفه ، ولم يجد الى ذلك سبيل ، فجلس ليصرف تعبه ، فرأى أمامه الحصان الأبيض يتثاقل في مشيه ، فسلم عليه الحصان ، وقص عما كان عليه من فرح ، لا انه حين فقد خاتمه فقد معه الفرحة ، وعليه ان يعود الآن الى عمله السابق ، ثم غلبهما النعاس وناما . .....................
مر زمان وجاء زمان ، ومملكة الغابة السعيدة تكبر ، وأشجار الخير تكبر ، ويحصد من يحصد من هذا الخير ، وطيور الحب تدور من بيت الى بيت ، ومن شجرة الى شجرة ، وما زال حارس الغابة يردد كل يوم . يا أهل الغابة دعوا الكسل أحبوا العمل وافتحوا أبوابه وعاد صباح .. وجاء صباح .. فكان بياع الخواتم قد عاد وهو يردد أحبتي تعالوا لنشهد الضياء ونطلق الأماني في زرقة السماء كان يحمل معه سلة الخواتم ... ولكن هذه المرة من الزهور ، وانطلق يغني في الغابة ، التي أصبح يعرفها جيدا وليرى ما حصل وجرى ، بعد تلك الغيبة الطويلة ، فوجد الحطاب الكسول والحصان الأبيض على حالهما ، نائمين . فرحا بمجيئ بياع الخواتم ، وركضا مسرعين نحوه ، طالبين منه خاتما جديدا ، الا أن بياع الخواتم ردهما بقوة وعنف لأنهما لم يستوعبا الدرس ولم يدركا ان العمل رفيق أهل الغابة الطيبين ، ولا خير في رفيق لا يعمل ، وان الخواتم التي معه من الزهور ، وهي خواتم رمزية ، يعطيها لمن يحب العمل ، ويحب الخير ، إما انتم ويقصد بهما الحطاب الكسول ، فاخرجوا من مدينة الغابة ، لا يوجد لكما مكان هنا ... ثم تركهما وغادر الى مدينة السهل ، فوجد الفلاح يعمل بجد وأرضه خضراء تعلب فيها الطيور وتسرح فيها الحيوانات ، فرح بياع الخواتم وقال ان هذا الفلاح يستحق كل الخواتم مكافئه لحبه لعمله وإصراره على عدم الاعتماد على غيره ، مضى بياع الخواتم الى عمله ، وقبل ان يودع الغابة مر بدكان لبيع القبعات الملونه واشترى قبعة ، لتكون ذكرى من هذه المدينة التي سماها أخيرا مدينة الغابة السعيدة ، وهكذا أصبح يطوف بالمدن يحث على العمل، وفي كل مدينة يدخلها يردد أغنيته الجديدة أحبتي لا تيأسوا وقدسوا العمل فإننا طلائع لا نعرف الكسل ومازال بياع الخواتم يدور ويدور يغني أغنيته ويدور الخير معه في كل زمان ومكان ............................................................1979
التنين السعيد حكايه مترجمه
1-الحقيبة الفارغة كان هناك ملك ، كبير السن ومريض جدا ، ذات يوم استدعى اولاده الثلاثة، نظر اليهم وقال انا سأموت ، وسوف اعطي للأول نصف ارضي ، وسأعطي للثاني النصف الاخر من الارض ، لكن سأعطي لابني الصغير هذه الحقيبة ، وبعد ذلك اغلق عينيه ومات . اخذ الولد الصغير واسمه تامبي الحقيبة ولم تكن ثقيلة وحين فتحها وجدها فارغة، وخرجت منها رائحه وعطس تامبي وبعدها ضحك ، وضحك كثيرا وقال : لماذا عطست وضحكت ولماذا ابتسم ، هل توجد رائحة في تلك الحقيبة ، وماهي تلك الرائحة ..؟
3- القط والحقيبة
اعطته امه بض الخبز ، وقطعة من الجبن وتفاحتين وموزة ، اخذهم وذهب خارج المدينة مشيا ، وبعد ذلك جلس لأنه كان متعبا فجاء اليه قط ووضع راسه في حقيبة تامبي ، فعطس وضحك كثيرا ثم ابتسم ، فأعطاه تامبي بعضا من طعامه ثم تبعه الى القرية المجاورة .
4- الرجل النحيل
وجد تامبي رجلا نحيلا جدا في القرية المجاورة ، وكان كئيبا ... لأنه نحيف قال تامبي : - لماذا تبكي .؟ قال الرجل النحيل - لأنني نحيف ونحيل جدا والممتلئين هم السعداء . فتح تامبي حقيبته وقال : - ضع انفك بداخلها ووضع الرجل النحيف انفه في الحقيبة فعطس ثم ضحك وبدها ابتسم وقال : انا سعيد الان ، وقال تامبي - نعم وانت الان سمين ايضا واعطى الرجل النحيف لتامي بعض النقود ففرح تامبي وقال : - هذا جيد هناك الكثير من الناس سأمنحهم الابتسامة من حقيبتي ، وبعدها سأجعلهم يضحكون ويعطونني نقودا .
5- التنين
وصل تامبي والقط الى مدينه يوجد فيها الكثير من الرجال في الشوارع ، لكن النساء والاطفال كانوا في بيوتهم ، وجميع الرجال خائفين ، نظر اليهم تامبي وقال : - لماذا انتم خائفون احد الرجال قال : يوجد تنين شرير بالقرب من مدينتنا ، انه قادم الينا عند الظهيرة ، وهو قادم ليأخذ الرجال فقال تامبي - كم الوقت الان ..؟ قال الرجل - انها الثانية عشر الا عشر دقائق ، قال تامبي - انا لست خائفا ، اجلب لي بعض اللحم ، فجلب اليه اللحم ووضعه تامبي على الشارع ، وجلس القط وتامبي ، صرخ ضابط - التنين قادم هرب جميع الرجال الى بيوتهم خائفين ، ثم جاء التنين الى الشارع ، وكان كبيرا جدا والنار تخرج من منخريه ، فاشعل ثلاثة بيوت في الشارع ثم اتى الى اللحم ، ففتح تامبي حقيبته الفارغة والقاها بالقرب من اللحم ، فاكل التنين اللحم ثم نظر الى حقيبة تامبي فوضع انفه فيها ، فعطس ثم ضحك كثيرا وابتسم ، انه سعيد . قال تامبي - لن يخرج من منخريه نارا بعد الان ... هذا جيدا .. يا تامبي . 5-الملك والتنين
ذهب تامبي الى التنين فوضع يده على انفه وجلس القط فوق راسه وقال تامبي : نحن ذاهبون الى الملك الان وطرق تامبي الباب وفتح رجل الشباك وقال الرجل : ماذا نريد .؟ قال تامبي اين ملككم ...؟ قال الرجل : انه في قصره قال تامبي واين يوجد قصره ..؟ قال الرجل : خلف تلك الاشجار الكبيرة ،وذهب تامبي والتنين والقط الى قصر الملك ، ونظر اليهم الناس من بيوتهم فخافوا وقالوا : التنين قادم ليأكل ملكنا ، نظر تامبي الى القلعة ، وكان يوجد رجل في اعلى القصر ، انه الملك ... لقد كان خائفا ايضا فصرخ : اقتلوا ذلك التنين ...! لكن تامبي قال : كلا لم اتي لأقتلك ، انه حيوان لطيف انظر اليه . نظر الملك الى التنين ، فابتسم لكنه كان خائفا .
6- الملك تامبي قال تامبي تعال انزل الى الاسفل ، لن يأكلك هذا التنين ، فوضع تامبي يده على انف التنين مرة اخرى ، عند ذلك نزل الملك الى الاسفل واتى الى الشارع . نظر الى التنين وابتسم ثانيه ، الملك سعيد الان ، نظر الى تامبي وقال : - سأعطيك مالا كثيرا وسأهبك ابنتي ايضا ..انها جميله جدا وتزوج تامبي ابنه الملك ، وكان كلاهما سعيدان جدا ،حتى التنين كان سعيد جدا ، لان الحقيبة كانت لديهم . وكبر الملك ومات ، وبعدها اصبح تامبي ملك تلك البلاد . ............................................................
#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لاتدع الاطفال يرقدون
-
لاتسبق ريح الحب
-
لاتغلق الهاتف
-
حزينة
-
قصص بطعم البرتقال
-
لاتبتعد كثيرا
-
لاتسرع في سيرك
-
طبية وعامل
-
ازهار جامعية بيضاء
-
انا ونبيل وسؤدد
-
سيرة ذاتية
-
صور حب جامعية
-
( أرواق عنب ندى فوزي ...................رسائل امرأة من زمن آ
...
-
فراشات جامعية
-
صورتان
-
يوميات دفتر جامعي
-
سر اسعد
-
صورة رقم 59
-
حادثة طريق
-
مندوب العبيدي ... بيدر شعرك ممتلى بك
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|