|
ماذا فعلت -جنرال إليكتريك- الأميركية بالكهرباء في العراق؟
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا فشلت الحكومات العراقية في توفير الكهرباء؟ بقلم رياض محمد: أنشر أدناه فقرات مهمة من هذا التحقيق مساهمة متواضعة في التعريف بحجم الجريمة التي ارتكبها نظام المحاصصة الفاسدة وشركة جي إي الأميركية جنرال إلكتريك (General Electric) واختصارها GE وشركات أخرى أصغر منها، والتي ينبغي أن يعرفها جميع العراقيين، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، ليعرفوا عَمَّ يتحدثون وما هي التفصيل الدقيقة للجريمة التي ارتكبت بحقهم، ومن المسؤول عنها وهل يجوز تبرئة الاحتلال الأميركي أو أحزاب الفساد التي جاء بها إلى الحكم؟ وليس لي من تعليق سوى القول لإن أية عقوبة تنزل بحق من يعذب شعبا كاملا ويلقي به طيلة السنوات السبع عشرة الماضية في جحيم اللظى والمعاناة ستكون أقل مما يستحق قانونيا وأخلاقيا، ماديا ومعنويا حتى ولو حكم عليه بأقصى عقوبة معروفة لدى البشر عدة مرات... الفقرات: *يستند هذا التحقيق الى وثائق الحكومتين العراقية والامريكية ولقاءات كثيرة مع ذوي الشأن على مدى 5 سنوات. وقد مول معهد الامة الامريكي في نيويورك جزئيا هذا التحقيق. *في شهر كانون الاول من عام 2008 وقع وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد وبحضور رئيس الوزراء نوري المالكي عقدا مع شركة جي إي الامريكية لتجهيز العراق ب 56 وحدة توليد طاقة كهربائية تستخدم أنواعا متعددة من الوقود بقيمة مليارين و800 مليون دولار. وكانت طاقة كل وحدة توليدية 125 ميغا واط بإجمالي 7000 ميغا واط. وقد سمي العقد حينها بالميغا ديل وكان أكبر عقد في تاريخ شركة جي اي منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن علي يد المخترع الامريكي الشهير اديسون. *ورغم مرور أكثر من عقد على توقيع المشروع، لم تفِ الشركة الامريكية ولا الشركات الاخرى بما وقعوا عليه. *ان شركة جي اي كذبت على العراق. فقد قالت انه يمكن إصدار أمر الشراء وتشغيل التوربين خلال 6 أشهر. وقد احتاجت أول ثلاث محطات في العراق الى ست سنوات كاملة في حين دخلت اخر محطة الى الخدمة جزئيا الشهر الماضي بعد مرور اكثر من 11 سنة ونصف على توقيع العقد. *وكانت كذبة جي اي الثانية هي ادعائها ان التوربينات تعمل ب 52 نوعا من الوقود وانها قادرة على التحويل من وقود الى اخر اثناء التشغيل. والحقيقة ان التوربينات مصممة للعمل على الغاز، وانه يمكن لها العمل على انواع اخرى من الوقود مثل الخام لكن ذلك سيؤثر على انتاجيتها. *كانت كذبة جي اي الثالثة ادعائها ان جميع مكونات التوربينات مصنعة في الولايات المتحدة في حين كانت توربينات العراق تحوي أجزاءً مصنعة في الصين وهنغاريا وفرنسا. *وعند استعراض المحطات الـ 11 التي ضمت توربينات جي أي، تنقلت محطة الناصرية الغازية بين ثلاث شركات فشلت اثنين منها في بناء المحطة ثم رسا عقد البناء على جي إي نفسها. وبسبب التعطيل الحاصل في انشاء المحطة فقد جمد حساب مصرفي للحكومة العراقية في دبي بقيمة 123 مليون دولار لمدة سنتين كاملتين! *كانت الشركات التي تعاقد العراق معها لنصب المحطات فاشلة وغير كفوءة وفي 4 من المحطات من أصل 7 انتهى الامر إما بإدراج الشركة على القائمة السوداء أو التوصية بمقاضاة الشركة او رفض الحكومة العراقية لاستلام المحطة غير المنجزة وفق شروط العقد. *في البصرة انشئت محطتان تضمان توربينات جي اي. وفي احدى المحطتين حصلت الشركة المتعاقدة على 218 مليون دولار (اضافية) لاعمال (خارج) نطاق العقد الاصلي. أما المحطة الاخرى المسماة النجيبية فقد رمت نفايات تشغيلها للوقود مباشرة في شط العرب مما ادى الى تكوين بقعة نفطية عملاقة لوثت المنطقة بأكملها! *في بغداد اضطرت المحطة التي انشئت بتوربينات الميغا ديل للتوقف عن العمل لمدة سنة كاملة حتى تموز 2018 لان عضوا بالبرلمان العراقي اقنع المزارعين في منطقة المحطة بمنع مد خط غاز يغذي المحطة بحجة الاضرار باراضيهم. *كما شهدت هذه المحطة اكبر فشل لشركة جي اي على الاطلاق عندما اكتشف المهندسون العراقيون ان 6 من اصل 10 توربينات احتوت على تشققات في بدنها مما يؤشر على عدم جودة المعدن الداخل في تصنيعها. *بعد مرور اكثر من عشر سنوات على توقيع عقد الميغا ديل الضخم وفي اخر مرة اتاحت وزارة الكهرباء الاطلاع على انتاج كل محطة على حدة في شباط 2019 لم تنتج المحطات السبع العاملة إلا حوالي 2000 ميغا واط وهو ما يعادل اقل من ثلث الطاقة التي تعاقد عليها العراق والتي كانت 7000 ميغا واط. *وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال لها في عام 2018 (إن كل عقد طاقة في العراق يجب ان يستفيد منه احد الاحزاب السياسية والقوى الدينية حتى يوقع". وقد اعطى التقرير اسم علي شمارة الذي استفاد من علاقة تربطه بنوري المالكي وحصل على احد عقود محطات الميغا ديل في البصرة وقد تأخرت شركته في اكمال عملها لمدة 40 شهرا كما كلفت العراق 218 مليون دولار اضافية. كما اتهم تقرير الشركة وكيلا لوزير الكهرباء يدعى عبد الحمزة هادي عبود بطلب الرشاوى قبل السماح لاي شركة بالعمل في ميدان الكهرباء). *لم تجب شركة جي اية الاجابة على اسئلة كاتب هذا التحقيق. كما وعد مكتب نوري المالكي بالاجابة عليها لكنه لم يفعل ايضا. أما حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء الاسبق لشؤون الطاقة والرجل الاكثر نفوذا في هذا الموضوع في عراق ما بعد 2003 فقد كتب الى كاتب التقرير قائلا: " كنت وزيرا للنفط عام 2008... وقلت في اجتماع مجلس الوراء الذي عقد لمناقشة هذا المشروع ان العراق لايملك الغاز الكافي لتشغيل هذه التوربينات." وقد القى الشهرستاني باللوم على وزارة الكهرباء. لم تستجب السفارة الامريكية على اسئلة كاتب التحقيق. ولم يفعل ايضا كريم وحيد وزير الكهرباء الذي وقع العقد. *توضح أرقام الموازنات العراقية بين اعوام 2003 و2020 ان العراق أنفق ما لايقل عن 70 مليار دولار في الاستثمار والتشغيل والوقود لقطاع الكهرباء بالاضافة الى استيراد الكهرباء من دول الجوار. وبالرغم من ذلك لا يزال العراقيون يعانون من انقطاع الكهرباء حوالي 16 ساعة يوميا في الصيف حيث تصل درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية. رابط يحيل الى النص الكامل للتحقيق الاستقصائي المقتبَس منه: http://www.albadeeliraq.com/ar/node/3140
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما السر في التصاق يساريي بريمر بالمتصهين مثال الآلوسي؟
-
-الإسلام السياسي- مصطلح ملتبس لغةً ومريب مضموناً
-
متى ولد مصطلح -إسلاميون- وما الفرق بين الإسلامي والمسلم؟
-
كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من كتاب لونكريك
-
حملوا نسختكم من كتاب -التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمير
...
-
من قرر قتل الملك وعائلته في 14 تموز؟
-
رواتب العائلة المالكة وتقييم بريطاني لعبد الإله ونوري السعيد
-
لماذا وصف السفير الأميركي 14 تموز بحركة رعاع، وكيف رد عليه ح
...
-
حول 14 تموز الفرنسية التي -يقدسها- البعض عمياوي
-
حول آيا صوفيا الكنيسة فالمسجد فالمتحف فالمسجد!
-
خسائر البريطانيين البشرية والمالية في ثورة العشرين العراقية
...
-
لماذا يهاجم برجوازي قومي ضيق الأفق مثل بوتين اشتراكي أممي مث
...
-
كارثة أوسلو لا تقل شرا عن كارثة صفقة القرن الترامبية
-
ثورة العشرين والإقصاء الطائفي المتبادل
-
دفاعا عن الشيخ المقاتل ضاري المحمود وعن ثورة العشرين
-
تركيا بدأت المرحلة الأخيرة من تجفيف نهر الفرات وإزالته من ال
...
-
كارثة الاقتراض والديون في لبنان اليوم والمكسيك بالأمس والعرا
...
-
جهاز مكافحة الإرهاب يداهم أحد الفصائل المليشياوية المسلحة
-
انتفاضة تشرين في مواجهة الحزبين الأميركي والإيراني في الحكم
-
الزرفي: حاجة أميركا إلى العراق هي واحد بالمائة من حاجة العرا
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|