|
هكذا هم الإخوان المسلمون في الأردن
يسري غباشنة
الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا كانوا وما يزالون، جماعةٌ وحزبٌ على الأرض الأردنية، يحملون جوازات سفر أردنية، يتأبطون أجندات غير أردنية، في مقرهم يعلِّقون صور الشهداء، ولكن ليس منهم شهداء الأردن كوصفي التل، وحابس المجالي، وفراس العجلوني، وغيرهم الكثير، يأنفون وضع العلم الأردني؛ لذا يوصفون بأنهم حزب على أرض أردنية. تجدُ الخلافَ بين حمائمهم وصقورهم في أخطر الثوابت التي يحملُها كلٌّ منهم؛ لذا اضطُر البعضُ منهم طرحهم والخروج عن صفوفهم بعد أنْ أيقن أنهم أبعد الكائنات الحية عن هموم الوطن ومصالحه،يتطاولون على أيِّ رأي أو فكر يتناقض معهم، كيف لا وهم حاملو لواء الإسلام الذي لا يعلو له شأن إلا على أيديهم، لإنّ الآخرين حسب تصنيفاتهم غوغائيون وجهلة، فهم من يمنح ويعطي صكوك الغفران لهذا وذاك،لايرتقون منبرا إلا ويثيرون على درجاته بذور الفتنة والشقاق، لايسيرون إلا وميليشيا خاصة تحيط بهم تمارس عملها عند الحاجة، يقولون ما لايفعلون وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
إن جماعة الأخوان المسلمون و حزبهم جبهة العمل الإسلامي في الأردن يمتعضون من كلِّ ما هو أردني،فعندما تم القبض على عناصر من حماس في قضية تهريب الأسلحة جلجلت أصواتهم بمفردات التكذيب والافتراء والإدعاء بحق الجهات الأمنية التي لم يتعود المواطن منها إلا الصدق، والصدق كله، ولم يفتروا على أحد، وكان لصدقهم قناعة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بالحقيقة بعد أن قُدمت له الوثائق والأدلة الدامغة.كما أن المواطن العادي لايذكر من تحركاتهم إلا زيارة السجون للاطلاع على أحوال المنحرفين والمتطرفين الذين حاولوا العبث بأمن الوطن والمواطن والدفاع عنهم.ومن مظاهر استقوائهم على الوطن والمواطن قيام أحد رموزهم بضرب إمام مسجد مخيم الشهيد عزمي المفتي في إربد هو وميليشياته لتحرير منبر المسجد والسيطرة عليه. ولم يكتف هذا النائب بذلك بل فجَّر بزيارته إلى بيت عزاء أبو مصعب الزرقاوي ضمن مجموعة الأربعة امتعاض عشرات الآلاف من الأردنيين الذين وصفهم بالغوغاء والجهل على شاشات الفضائيات وهو لايعلم أنّ الغوغائيين هؤلاء هم الذين انتخبوه وأوصلوه إلى قبة مجلس النواب كي يكون ضميرهم، وناطقا باسمهم، ومدافعا عن حقوقهم، لا أن يستهين ومَنْ ذهب معه إلى بيت العزاء بمشاعر الأردنيين الذين خرجوا بالآلاف بعد تفجيرات الفنادق في عمّان، عمّان التي قال فيها من يعرفهم ويعرف نواياهم ( من يحاول أن يحرق عمان سأحرق يده قبل أن يصل إليها)وبعد كل ذلك قام هذا الرمز برأيهم بإعطاء صكوك الغفران ليصنِّف الشهادة للزرقاوي، والغوغائية والجهل لمن وصف الذين ماتوا في أفراح الفنادق بالشهداء، كما جاء على لسان أحد الأربعة بأن ما قاموا به يأتي ضمن الواجبات الأسرية أو العشائرية، وهو لايعلم أنَّ من العادات الأردنية عدم تقديم العزاء لمن ينتحر حتى لو أصر أهله بفتح بيت للعزاء ، فكيف بمن كان كالزرقاوي الذي لم نر بصمته الجهادية إلا في شوارع بغداد وفنادق عمان.
إن التطرف الفكري، والتنظيمي، والسلوكي يولد وينمو ويكبر بتبنِّيه، وتشجيعه، وتبريره فيغدو سرطانا منتشرا في كل مفصل من مفاصل الحياة،وأخطر مافي الأمر عندما يتبناه ذوو الأصوات المرتفعة، والذين منحوا أنفسهم القوامة على المغرر بهم والبسطاء من الناس البريئين الذين لحسن نواياهم وطيبتهم يظنون كل ما يلمع ذهبا، الذين يقعون في حيرة من أمرهم عندما يسمعون مصنفات الإخوان في كون المجرم القاتل شهيدا، والمقتول في مطعم أو فرح ليس كذلك ومن يدعي غير ذلك فهو من الغوغاء والجهلة.
ومن هنا، يجب أنْ يأخذ البعد الأمني دوره بكل حزم وشدة لاجتثاث هذا الفكر وكلِّ من يروج له ويشجعه أيا كان، ولتضرب الأجهزة الأمنيةبالحديد على كل يد تمس الوطن وأمنه واستقراره وتعرضه للفتنة والفرقة فالشر من مستصغر الشرر، على الرغم من أن الاستهانة بمشاعر الأردنيين هو الشرُّ كلُّه. كما يجب أن يقوم مجلس النواب بدوره في مساءلة مجموعة الأربعة على التصرف الذي قاموا به حتى تكون هذه الحادثة الأخيرة وإن لم تكن الأولى. وأخيرا قد يُطرح هذا السؤال: بما أنَّ هذه مواصفات الشهادة التي يسعى البعض لنيلها،هل نتوقع زيارات مستقبلا للراديسون أو حياة عمان لمن يؤمن بذلك؟؟؟؟
#يسري_غباشنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيدي أبا القاسم... عذرا
-
والله خير الماكرين
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|