أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم - أمي وطفلتي














المزيد.....


أمي وطفلتي


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


تأملت..... وبنظرات تسبح في الماضي، شعيرات بيضاء ثلجية صامدة في ريح عاصف، تأبى ركوعا أو سجودا على فروه رأس عارية، تجاعيد ونتوءات تتخللها دوالي من زمان مُر، مَر الزمن... ضفيرتان مجدولتان حتى الأرداف، وأحيانا ككعكة عيد الفطر أو تاج يرصع رأس الملكة، وكنت مؤمن أنك أنت الملكة،
ملكة رواياتي المرسومة بخيال الطفل القارئ للقصة، وجه محنط خالي النبض،
فرشاة من نار الفرن البلدي لامست وجنتيك البضة، فظهر اللون الأبيض المشرب بحمرة، وتلك الفطيرة المدهونة بالقشدة تعلوها بياض وصفار البيضة، التهمها بجوارك وترد د ذاتي.....أريد أن أكون في حمرة لونك.....ما أحلى لونك أماه......يا واد.....أتريد فطيرة أخرى ؟ .....أماه...... حدقة ذابلة غائرة على خديك تحوى الحسرة،
حدقتا العينان.....كانت تحتويني.....وأرى وجهي بتلك المرآة البلورية الصافية.....وبحركاتي بعدا أو قربا.....أتنقل في عينيك وأسبح...ما أبهي عيناك أماه.....و
كثيرا سئلت نفسي كيف يرى في سواد العين؟......أماه..... تزداد ثنيات ثوبك دور تلو الدور، صارت نصف الثوب.....واكرر لك دوما قصي طرف الأثواب، أشفق عليك من ثقل الثوب، وتردى دوما..خسارة قد يلبسها محتاجا ذات يوم، وأداعبك.....تصغرين.....و طفلتي بعد اليوم ستكونين.....تبتسمين كذات نهار..... فيه.... تساقطت دمعاتي، وأنت تضحكين تقهقهين.....وتقولين..كفى قم ، سأقشر أنا حبات الثوم وسأبشر بصلاتي بذاتي، كفى أنك قد قلت يا أمي أفعل وفعلت...
آه لك يا أماه.....كوبا من شاي ونصف فطيرة أمامي لم تخطر حتى ببالي، وأنت تجلسين بجواري وأمامي تترنحين..يمنى ويسرى.....وفجأة تُلوي الرأس على الصدر..... صوت نومك يشجيني، وكنت أكرر.....أماه..... نامي يا أماه.....أيه أنى صاحية يا واد ..... ذاكر ذاكر يا ضناي.....اجدعن.....لم أستوضح معنى لتلك الكلمة حتى الآن ! ، كنت أتبسم وأبذل جهدا أكبر...ما معناها يا أماه ؟.
أماه..... كم أحببتك وأحبك.....كم أتمنى أن أظل كظلك .....لا.....لا تنتبهي لحضوري... اتركيني..... أتذكر كيف وجودي.......................
** من ؟....حمادة....أنت ح....
** أماه ؟ نعم يا سيدتي الملكة.
** من أمتي وأنت هنا...مش تتحدث يا واد ؟
**وجدت نائمة سيدتي ولم أرغب في إيقاظك.
**أنا ؟ ...أنا صاحية........
**أأمرى سيدتي ؟
**لا شيء......يا ....
**لم أسمع دعاءك هذا اليوم...فأسمعيني ها.
** ربنا........
وصعدت درجات السلم للطابق العلوي وقد خر جسدي على أقرب كرسي،
حولي الأولاد يضحكون يلعبون، إلا بنت تبصرني وتحدق بي ،.......بما ذا.... تتمتم تلك البنت ؟.
ـــــــــــ شكرا.



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة علم
- أحلام قصيرة 5×5
- نصائح في صفائح ألنت
- حبة لبان أو علكة
- ( ضرب على القفا ( 2
- ضرب على القفا 1
- قتيل...و...قاتل
- لبانة الغلب
- خيارة و حجارة من السطح اللعين
- المسطحاتى
- تُقاسُ حرية المجتمع بمدى حرية نسائه


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم - أمي وطفلتي