أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف














المزيد.....


جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


الشك يساورنا من اول صفحة في رواية (السيدة دالاوي) للكاتبة الانجليزية فرجينيا وولف، فيما اذا كنا سنكمل القراءة ام نكتفي بالصفحة الاولى. بيدا اننا نتابع ونحن نحدث انفسنا ماذا عجبك بالرواية ايها الكاتب الكولومبي غارسيا ماركيز حين قلت في كتابك رائحة الجوافة العطنة: ان رواية (السيدة دالاوي) كانت بمثابة الشعلة التي انارت لي طرق جديدة في الابداع السردي. ولولا رأيك هذا وثقتنا بذوقك الادبي لحرمنا من جمال النص، وربما وقعنا في ما ينطبق على ما نقوم به من استنتاجات متسرعة ازاء كثير من الاشياء التي تملئ حياتنا. مثلما ان الكراسي يبقى عليها اثر الجلوس من دون وجود احد فأن اثر الرواية بشخصيات ابطالها ومن خلال تيار الوعي الذي عرفت به الكاتبة فرجينيا وولف يبقى مع القارئ قويا وبانفعال مفرط الى ما بعد الانتهاء من القراءة. نتابع احداث الرواية بشفاه مزمومه وكاننا نخيط بحافة ثوب نخشى في كل لحظة ان نضيع ما وصلنا اليه. تكتب فرجينيا وولف ببساطة وكأنها ترد على كل ما يخطر على بالك اذ لابد لك ان تقف عند عبارتها: (ان المرء سيجد لذة في فهم الناس اكثر من لومهم) وهي قاعدة ذهبية لنحيا بسلام وقبول الاخر. بالرغم من ان الكاتبة فرجينيا وولف كانت تمتلك خيط متين من خيوط الحياة والذي مكنها من التغلب على كثير من العقبات التي صادفتها في حياتها الا انها انتهت نهاية مؤسفة بالانتحار. ان جنون الثرثرة الذي عانت منه الكاتبة طوال حياتها وهو( مرض نفسي من انواع الاكتئاب) كان السبب في انهاء حياتها بأن اثقلت جيوب معطفها بالحجارة لتنتهي غرقا في نهر اوز. كان الموت حاضرا في اكثر من مناسبة في الرواية. تقول: ان القبول التام لحياتنا يعني اننا نحث الخطى للموت وهذا حالنا ما دامت فوهة النفق قد ضاقت حتى لم يعد يدخلها ضوء شمعة وهذا يبرر حالات الانتحار في اكثر من مكان في واقعنا الحاضر. ان قبول انتحارهم على انه ليس كفرا يعني اننا في الطريق الى ذات المصير. صنفت رواية (السيدة دالاوي) وهي دعوة لقراءتها ضمن اهم 100 رواية في القرن العشرين وتعتبر بطلة الرواية مادة خام حية لانها تحيا كثيرا في الضمائر الحية من البشرية او العالم. تدور احداث الرواية في يوم واحد من حياة كلاريسا دالاوي ومن خلال السرد شبه الذاتي تستعيد البطلة مع اشخاص الرواية معنى الحياة لتاريخ مضى بتفاصيل دقيقة وبديعة. الحقيقة ان مترجم الرواية الاستاذ عطا عبدالوهاب ابدع في نقل النص بشكل يوافي ابداع النص بلغته الاصلية من حيث السلاسة والشاعرية وهناك شهادة من الاستاذ والكاتب جبرا ابراهيم جبرا تؤكد جهد المترجم ومقاربته للنص الاصلي. لا اخفي انني استخدمت الشبكة العنكبوتية في البحث عن الكاتبة فرجينيا وولف وعرفت ان هناك اصدار جديد للرواية وبترجمة جديدة. وهذا يعني ان هناك جهد اخرمن مترجمة اخرى لميلاد نص استحق الحياة. في الرواية تتكلف كلاريسا دالاوي الاسراف بالعاطفة وهي ترحب بضيوف حفلتها وعلى بالها عبارة واحدة الحفلة ستكون فاشلة، تثرثر مع نفسها ان زهاء الحفلة الباذخ يذهب الى الارض لان الموت يطل على حفلتها من احد الحضور. كانت صالات الحفلة في بيتها مزدحمة مثلما كانت افكارها، الثرثرة بينها وبين نفسها مجدولة دوما عند سماعها بالموت. تقول: اننا نواجه علة البكاء بالوقت غير الصحيح وكذلك فأننا لا نضحك بالوقت الصحيح مصابين بميوعة عاطفية واستعداد حساس لان نذرف دموعا من دون ان نعرف لماذا! تمر الامور بالحفلة بظروف غير صحيحة يسيطر عليها شعور بأن كل ما يحدث هو شيء تافه معظم الحضور يتسكعون في الصالة على غير هدى. تبرر اصرارها على اقامة الحفلات رغم ما يصيبها من قلق لضمان نجاح حفلتها وغير ما يقولون عنها بانها تحب ان تحيط نفسها بالمشاهير بل لانها في كل حفلة تقدم قربان لحب الحياة، لكل لحظة فيها وكأنها تقاوم دعوة الموت والذي يتكرر كمعنى ملازم لاحساسها بالحياة. اين هي المسألة.. اين هي السكينة .. تلك هي الحياة التي لا نستطيع التكهن بسرها او ابجديتها.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمل المرأة في بيتها!!
- كورونا وحصار طروادة
- المرأة بصورتها المشرقة
- رائحة الجوافة العطنة!!
- السلامة في الحذر!!
- كلن يعني كلن تحت القانون!!
- من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
- انا كارنينا ودروس بالحب
- الخاطبة والازمة السورية!!
- هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
- ثرثرة حول قصة موت معلن!!
- رواية العاشق!!
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر
- المرأة اللاجئة في عيدها
- حين يختلط الحابل بالنابل!!
- ملعب رياضة ام إبادة!!
- لطفا بنا ايها العام الجديد
- زوجة في الاربعين!!


المزيد.....




- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - جنون الثرثرة ام جنون الابداع فرجينيا وولف