أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - أمور مزعجة














المزيد.....

أمور مزعجة


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


اعتدت في صائفة سابقة الذهاب الى الجانب المقابل من الحائط المجاور للاستمتاع ببرودة الجو وقت صلاة الفجر و ربما النوم فليلا في ظله بعد شروق الشمس. المكان هاديء نسبيا، لكنه لا يخلو من بعض الامور المزعجة. أولا، يوجد نمل أسود متوسط الحجم، مجتهد و دؤوب، يسلك طرقا كثيرة يصعب تفاديها، فهو يجمع غذاءه في الصيف ليقتات و يدخره للشتاء، و قد ساعده في عمله هذا وجود الرمل الناعم بجانب الحائط، و إقامة مزرعة جديدة قريبة من المكان . أما مصدر الإزعاج الثاني، فهو الكلاب. فهي تنشط بشكل لافت أثناء ساعات الصبح الأولى، و تستغل ذلك الطريق الذي يحميه الحائط من جهة، و بنايات و سياج من الجهة الأخرى للوصول إلى وجهتها المقصودة. الكلاب تعرف الطريق جيدا و تراقبه بدقة قبل أن تمر منه، حيث تبدأ في النباح و المناورات لكي تعرف ما اذا كنت مستيقظا ام نائما. فاذا راتك تتحرك تنبح نباحا يائسا ثم تتفرق و تبحث عن طرق اخرى. أما إذا اعتقدت أنك نائم، فإنها تمر وسط مناورة شبه هجومية تتخللها أصوات تخويفية تشبه زئير الأسود، الغرض الأساسي منها هو الإنذار و حث بقية الكلاب على أخذ الحيطة الاسراع قدر الإمكان. لفت انتباهي فيما بعد أن كلبا استطاع في وضح النهار استدراج سيارة "طويوطا" لبعض المنمين الى ذلك الطريق المحصو ر من الجانبين، بينما كانت على وشك أن تدهسه، لأنه، على ما يبدو، يعرف أنه توجد حفر و رمال و مطبات كثيرة و أن الطريق في نهايته يتشعب في عدة إتجاهات أكثر صعوبة، فتزداد بذلك فرصه للنجاة بحياته من المطاردين، رغم أن الطريق يبدو ظاهريا في صالحهم. ذكاء الحيوان يفوق أحيانا ذكاء اليابان!
أما العامل المزعج الثالث، فهو الانسان، و هو صنفان: أجانب، و أهل البلد، اي نحن. الأجانب مؤدبون، عندما يكتشفون اني موجود هناك، يحاولون، تقدير المسافة بيني و بين الحائط، فادا كانت كافية، ينتظمون في صف و يمرون في هدوء تام. إذا لم تكن كافية، فإنهم يتركون ظل الحائط و يمرون بعيدا عني. أما أهل البلد، أي نحن، فلا يابهون لوجوي هناك مطلقا، يمرون بالقرب من رأسي و عند القدمين. إنهم يسيرون في خط مستقيم. في أحد الأيام، اضطررت الى النهوض و مغادرة المكان قبل الأوان لما لاحظت أن أحدهم وقف بالقرب مني و أخذ يتطلعني، كانه يستغرب نومي هناك أو يريد معرفة من أكون. إن تذكيره بأن ما يقوم به ليس أخلاقيا، لن يؤدي إلى شيء إيجابي. سيجادل فورا بأن المكان عام، و ليس مكانا للاستراحة و النوم، و سيحاول توظيف كل قوانين الدنيا لتبرير موقفه. ما يزعجني هو سلوك الانسان الصحراوي الذي تعود على العيش في العراء و النوم في ظل و دفء الاشجار و الصخور و المغارات و يعرف أن الظروف صعبة و ان الحرارة شديدة جدا، مقابل سلوك الإنسان الاجنبي الذي تعود على حياة المدينة و النوم في بيته و بئته الحميمية. الفرق بيننا و بين العالم يكمن في الكيفية التي نتصرف بها حيال موقف معين.



#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ساهمنا في تعيين الحكومة الجديدة؛ فلماذا التذمر؟!
- الاعلان عن منحة في النرويج لطالب(ة) صحراوي(ة)
- الحياة السريعة في البلدان المتقدمة
- الإلهام و الإبداع
- نحن و الطفرة التكنولوجية في القرن الواحد و العشرين
- شُكوكٌ متبادَلة
- بناء مؤسسات لا مخزنية
- بعد قرار البرلمان الأوروبي .. الصراحة راحة!!
- جريمة قتل خاشقجي: رسائل مُشفّرة للسعودية
- ملاحظات على هامش قضية خاشقجي
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!
- الرأسمالية، ايضا، لديها برنامج عمل وطني
- المرأة إنسان راشد؛ و الرجل كذلك
- الو، بريسيدينتي


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - أمور مزعجة