أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - وزارة الكهرباء معول هدم لا بناء!














المزيد.....

وزارة الكهرباء معول هدم لا بناء!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سخريات القدر الغاشم، أن درجات الحرارة في الدول الست المحيطة بالعراق كلها وبدون إستثناء، أقل مما حبانا الله به من نعيم. في بعضها الفارق كبير، وفي بعضها الاخر، وتحديداً في بلدان الخليج العربي، التي كانت للأمس القريب مضرباً للأمثال في قربها من جهنم، نجحت في خفضها درجات عديدة، مع توفير الكهرباء حتى في دورات المياه! تاركين للعراق تسجيل رقم قياسي اَخر، يضاف إلى أرقامنا القياسية في الفساد والفشل في إدارة الدولة، وغيرها الكثير، بفضل وزارة الكهرباء هذه المرة، وعديمي الضمائر والأخلاق، المهيمنين على صناعة القرار فيها.
ما رصد لوزارة الكهرباء خلال هذه السنوات السوداء، بلغ (65) مليار دولار، حسب الأحصاءات الرسمية، وهي كافية لبناء دول. في مصر ذات المائة مليون نسمة، إستطاعت الحكومة المصرية حل معضلة الكهرباء. بالتعاقد مع شركة "سمينز" الألمانية، لأنتاج (14,000) ميكا واط في مدة سنة ونصف لا غير!
والأنكى أن فرسان وزارتنا ومن يقف وراءهم في الدولة العميقة، لم يكتفوا بحرمان العراقيين من نعمة الكهرباء، وتدهورها سنة بعد أخرى، في درجات حرارة هي الاعلى في العالم، ولا بتقاسم ثرواتها الخيالية، ولا بتأمين الكهرباء على مدار الساعة للمسؤولين وأبنائهم وحاشياتهم، وإنما يلجأون أيضا الى تحطيم أعصاب المواطنين وأجهزتهم الكهربائية، بلعبة خسيسة تتعمد التشغيل والأطفاء كل دقيقة، أو بضع دقائق، والتواطؤ مع أصحاب المولدات الغارقين بالجشع من قمة الرأس حتى أخمص القدم.
إنها محنة ما بعدها محنة، تتجدد كل صيف، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل لمعالجتها والأنتهاء منها قريباً، وبدلاً من المعالجة الجدية لهذه المعضلة الكبرى، تستمر السلطات في عرض مسلسل غرائبها، الذي برعت فيه، واَخرها تشكيل "لجنة عليا" للتحقيق في فساد وزارة الكهرباء! والأغرب من كل ذلك، هو الترحيب الرسمي والشعبي الذي قوبلت به هذه اللجنة، وكأن المئات من اللجان السابقة، وبعضها في ملفات خطيرة قد حققت النتائج المرجوة منها، متناسين عمداً أو سهواً أن تشكيل أية لجنة في العراق، خاصة "في هذا العهد الزاهر" لا تعني سوى ترحيل القضية إلى مقبرة وادي السلام. إنه الضحك على الذقون بأسوأ سيناريوهاته، والكل يعرف أن تماسيح الفساد أطبقت أنيابها ومنذ فترة طويلة على مقدرات الوزارة إطابقاً كاملاً.
إنها قضية سياسية بالدرجة الأولى، وليست فنية فقط، وهي ما يجب أن يوليها السيد الكاظمي أهمية إستثنائية، ويسارع إلى حلها، أو تقليص معاناتها في الأقل، فلم يعد في القوس منزع كما يقال، وسوف تكون سبباً مباشراً في تجدد الأنتفاضة، التي ربما تأخذ مديات غاية في الخطورة، لاسيما وقد رافقتها هذه السنة، جائحة كورونا وإنقطاع أرزاق الفقراء والمعدمين، بالإضافة الى الكوارث التقليدية المعروفة.
وهنا لابد من الحذر، من تاَمر ودسائس الفاسدين في وزارة الكهرباء، ووزارات أخرى، لتخريب أي مسعى إصلاحي مهما كان محدوداً.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العميقة تستعرض قواها!
- بارقة الامل لن تخبو جذوتها
- الخارجون على القانون
- مخلب واحد أم مخالب كثيرة ؟!
- هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟
- حذارِ مسك العصا من الوسط!
- مفوضية الانتخابات تعيد انتاج حصان طروادة
- هيروسترات عراقي
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها


المزيد.....




- إدارة ترامب تهدد جامعة هارفارد بحظر قبول الطلاب الأجانب
- ألمانيا تكشف عن حزمة جديدة من الأسلحة والمساعدات العسكرية ال ...
- ما وراء زيارة وزير دفاع السعودية لطهران؟
- ترامب: لن أقول إنني تراجعت ولكني لست مستعجلا لضرب إيران بسبب ...
- زيلينسكي يوجه اتهاما جديدا لمبعوث ترامب الخاص
- بوتين يلتقي أمير قطر في موسكو
- إسرائيل.. مئات جنود الاحتياط من لواء -جولاني- يطالبون بإنهاء ...
- اجتماع لمنتدى الأعمال الروسي القطري
- الصفدي يبحث مع الشرع العلاقات الثنائية وينقل رسالة من ملك ال ...
- إسرائيل تتصيد الفراغ في ضوء حديث عن انسحاب أمريكي وشيك من سو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - وزارة الكهرباء معول هدم لا بناء!