أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - من قتل شكري بلعيد لعبد القادر بلحاج نصر- الرواية التي تعود بالرواية إلى قواعدها














المزيد.....

من قتل شكري بلعيد لعبد القادر بلحاج نصر- الرواية التي تعود بالرواية إلى قواعدها


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


طبعة انيقة اصدرتها منشورات زخارف للروائي عبد القادر بن الحاج نصر لروايته "من قتل شكري بلعيد".استحضر الكاتب شخصية شكري بلعيد ضمن شخصياته مستخدما خياله وبعض ما كتب عن حادثة الاغتيال في نقل الوقائع التي تخص الشهيد ولكنه مع باقي الشخصيات استند الى واقع تصويري لكل شخصية من خلال الحوار الديناميكي الذي يدور بين الابطال ويكشف عن تاريخ ورؤى لفترة مهمة جدا في تاريخ تونس .ولم يكن التأريخ هدفا للسرد وانما الروائي عبد القادر بلحاج نصر اتخذ حادثة الاغتيال بؤرة يفيض منها كل ما يتصل بالواقع الإجتماعي و السياسي التونسي قبل الثورة وبعدها .
الواقع لم يتغير بنظر الكاتب لا لأننا إزاء نفس الأشخاص بل للتأثير المتواصل للموروث الإجتماعي في السلوكات .شعب تربى على عقلية يتحكم بها البوليس السياسي ويوجهها كيفما تشتهي إرادة الحاكم لن يكون ابدا شعبا ذو إرادة خاصة تنأى عن إرادة السلطة لذلك حمل الكاتب كل مآسي الوطن وشعبه الى جهة محدد أسماها سدنة الجهاز السري(إذا اخترقت رصاصة جسدك وأنت سائر على الرصيف أيها العاشق لوطنك فأعلم أنهم سدنة الجهاز السري، وإذا حاصروك و مرغوا وجهك بالتراب فاعلم أنهم سدنة الجهاز السري..)وأعلن عبد القادر بلحاج نصر في روايته "من قتل شكري بلعيد "عن رأيه الصريح من القضايا والجرائم المرتكبة وحتى من ثورات الربيع العربي التي قال انها ليست من صنع العرب بل من تخطيط اجنبي فاستخدم شخصيات الرواية لتمرير تلك الرؤى سواء بالإفصاح او التضمين .
"من قتل شكري بلعيد" سؤال بلا علامة استفهام تنهيه ،في انتظار اجابات متعددة لأن الاغتيال حسب الكاتب لم يطل الناشط السياسي شكري بلعيد فقط وانما هو سلوك متكرر يتعرض له جزء واسع من الشعب .اغتالو أمننا الشخصي ،أحلامنا ،طفولتنا براءتنا(رقية) ،شبابنا (هيثم وفاطمة) ،واقعنا ومستقبلنا ،قدر لأبناء الشعب البسيط ان يهجروا ،ان يشقوا من اجل لقمة عيش تأتي مغمسة بالعرق والدم في حين جزء آخر من الفاسدين ينهبون خيرات الوطن ليتمرغ فيها من كان على دينهم أو من صلبهم ،وقسّم الكاتب على لسان بطلته فاطمة الشعب الى فئتين ابناء السلطة والأذرع التي تخدم مصالح بقائها وابناء البسطاء الذين تمارس عليهم مختلف الإرهاصات حتى يندثروا .
الشخصية المحورية في الرواية هي عثمان ،عميل المخابرات او احد المتعاونين مع الأجهزة السرية التي تكون وظيفتها عادة جمع المعلومات وتنسيق العمليات القذرة ،عثمان الذي اغتصب في ما مضى الطفلة رقية والذي لم يشعر ابدا بالندم عن هذا الفعل ،جعله الكاتب المحرك الاساسي للسرد والقطب الذي تدور حوله الاحداث وليس عثمان سوى رمزية للعقول المخططة والمنفذة للجرائم التي تحاك ضد الشعب وحين تحايلت رقية على تعرية عثمان من ملابسه وكشفت عورته امام الكل جاءت عملية اغتيال شكري بلعيد وهذه اشارة تضاف الى عدة اشارات واضحة من الكاتب في كل الرواية وهي ان من قتل الشهيد هي عدة اذرع اتفقت على ان تكون في جسد واحد يخطط وينفذ ،هو الكيان المنبوذ الذي استلم السلطة بعد ثورة بنظر الكاتب مدبرة ليواصل سياسة قطع الرؤوس التي تطلعت دوما للحرية وما عاشتها.قاتل شكري بلعيد هم نفسهم من خططوا لثورات الربيع العربي فتغلغلوا في نسيج المجتمع التونسي وغيروا جيناته المتآلفة لتسيل انهار الدم دون ان يطبق القصاص (دماء كثيرة أنهار جرت على الأرض واغلقت الملفات)
اسلوبيا أعاد عبد القادر بلحاج نصر مجد الرواية الواقعية دون ان يكون في حاجة لتضخيم قذارته بالسلوكات المتخيلة او اللغة المعقدة ،اذ ينساب سرده وفقا لقاعدة التشويق والمتعة التي تخلقها سلاسة سرد الاحداث وتصويرها .حتى الشخصيات على اختلافها مشاربها تشعر بأنها قريبة منك وتشبه جيرانك فتتابعها لتتعرف على نفسك او معارفك بينهم . وهذا هو اسلوب الكاتب المعروف عنه حيث يبتعد عن الفانتزايا والديستوبيا التي انتشرت في الروايات الحديثة للتعبير عن الانهيار القيمي في المجتمع المعاصر والتي أحيانا ينفر منها القارئ لما تختزنه من سواد وقذارة ليس للكاتب ذنبا بها سوى انه اختار الاسلوب الذي لا يرتقي الى إجماع الذوق العام.



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية الخطاب الروائي في رواية -غالية-للكاتبة هند الزيادي
- سيميولوجيا اللفظ والإشارة في نص -حتى- للدكتور مصطفى المدايني ...
- رواية النهار راح للدكتورة رجاء بوستة ،رواية تحتفي بمبدأ الاس ...
- 8مارس اليوم العالمي لاعتراف العالم بدونية المرأة
- المدجج بالتأويل، الشاعر عبد الفتاح بن حمودة حالة شعرية خاصة
- فينومينولوجيا التصوير السردي في رواية أمطار على افريكا
- بوكاب كتاب في أدب الرحلة للأديبة صفية قم، رحلة المعرفة والام ...
- بطعم الشاي بالنعناع يكتب وليد بن أحمد قصصه القصيرة جدا:المجم ...
- أيام إسبانية،رحلة الفتى الجنوبي نور الدين بالطيب الى فردوسه ...
- ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد ر ...
- الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا
- ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل ...
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - من قتل شكري بلعيد لعبد القادر بلحاج نصر- الرواية التي تعود بالرواية إلى قواعدها