مظفر النواب
الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 19:43
المحور:
الادب والفن
توضأَ بِصَمتِ الوجودِ
عيونُ صَغيرٍ بِلا جَسدٍ
تَتَفَرَّسُ فيكَ
وأمٍّ تُغَطي بَنيها
ولم يبقَ غيرُ الأصابِعِ
مُمسِكةً بالرمادِ
وثَدياً يَدُرُّ حليباً
على كَومَةٍ مِن حريقٍ يُناغي
ولحماً كثيراً يُريدُ النهوضَ
لِيَحمِلَ طِفلاً
تَراكَضَ بين الشَّظايا
وما زالَ يركضُ
ما زالَ يركضُ
ما زالَ لكنَّ رِكضَتَهُ
دخَلَت فَجأةً في السُكون
لا تُحَرِّض غِطاءً
هُما جَسدٌ نائِمٌ
بِمئاتِ العيونِ الحزينةِ
حقلٌ مِن الدّمعِ
والصَّمتِ والذكرياتِ
وضَجّةُ لِعبٍ بعيدٍ
وطِفلٌ يحاولُ أن يستفيقَ
بِلا رأسِهِ
وحَذارِ حَذارِ
تَمُسُّ السكون
سيَنمو حِكايةَ شَعبٍ
يُحَددُ يومَ القِيامَةِ
إنَّ الصواريخَ جاهزةً للمَدى
هُم غِمارُ الرَّدى
وثَباتُ عَلِيٍّ
تَمُرُّ الدهورُ
تَمُورُ الرواسي
وتَرتَبِكِ النُّهُجُ
وهو على نَهجِهِ
قائِدُ الفُقراءِ
الشجاعِ الحَنون
لَسَوف يقومُ المسيحُ بِقانا
تُتَوِّجُهُ طِفلةٌ
مِن دموعِ قُرى الحُزنِ
يَفرِشُ ثَوبَ نبوءَتِهِ
للذينَ بدونِ بيوتٍ
يُعَمِّدُ لبنانَ بالأوَلِيِّ
ويَمضي يُسَجِلُ
إني عيسى المسيحُ
الذي ولَدَتني السماواتُ
أنضَمُّ للثابِتينَ معَ اللهِ
فوقَ الحُدودِ ولا يَبرَحون.
#مظفر_النواب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟