|
محاولة فلسفية في زمن الكورونا
اولحسين علي
الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 20:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"👈محاولة فلسفية في زمن الكورونا " يقف الوضع البشري في شتى أبعاده اليوم لحظة قلق وجودي ،يمكن ان نعبر عنها بلغة نملة النبي سليمان " ادخلو مساكنكم" هي لحظة قاهرة تهدد وجوده الكلي"تاريخي،وعلائقي بل وحتى شخصي "فالتهديد صفة ملازمة له، وحتمية تدفعة الى التفكير في سبل الحماية باستمرار ، فما كانت فكرة تجاوز حالة الطبيعة كما نفهم عند فلاسفة التعاقد الاجتماعي، سوى آلية من آليات الحفاظ على الإستمرارية في الوجود وتأسيس فكر المجتمع المؤطر ، ان خروج الانسان من دائرة الهمج إلى حيز النظام والدولة، جعلته يفكر في كيفيات السيطرة على الطبيعة ،فهو كائن طبيعي من جنس الحيوان ،من هنا انبثق السؤال الاول والاهم ، ما اصل الاشياء؟؟؟؟ على امتداد سبعة قرون في ما قبل الميلاد حاول الحكماء السبع الإجابة على هذا السؤال من خلال اعتماد العناصر الاربع التي تشكل اقليم للوجود ،وقد شكلت تلك المحاولات مناسبة لظهور العلوم بصفة عامة، سواء الانسانية او الأخلاقية او الطبيعية وبوجه خاص العلم. حيث اتخد العلم عند ارسطو اتجاها ماديا بشكل كبير على حساب الميتافيزيقا ، اتجاها ممنهج جعل من الإنسان والطبيعة مجال لبناء العلوم وفق المنطق والعقل ، غايتة ان يكون الانسان سيدا على الطبيعة لا سيدا فيها فقط . التطور السريع للعلوم افضى بينا في عصر ما بعد الحداثة الى بروز قانون رأسمالي، لغته امتلاك وسائل الانتاج كما قال بورديو، قانو متوحشا يطمس القيم التي كان بها الانسان يناشد لتأسيس مجتمع اخلاقي هدفه العيش الكريم، او ما يسميه الفارابي بالمدينة الفاضلة، سواء من خلاصات دينة او اعراف مجتمعية أو انتاجات المفكرين . السوال الجوهري اليوم هو من يحكم ؟ ليس بالضرورة أن يكون دولة وانما قد يكون منظمة أو جهة مختصة أو قوى معينة،إن شئنا قلنا بصيغة اخرى ، من يهدد الوجود البشري ؟ اذ اعتبرنا ان الغاية هي السيطرة بالعلم،و هنا يصبح وسيلة. ان المستوى العالي من التطور التكنولوجي والعلمي الذي وصل إليها الإنسان ،جعلته قادر على انهاء الحياة البشرية في ظرف وجيز، من خلال "قنابل هيدروجينية" وأسلحة نووية" و"انتاج الأوبئة " ليبقى السوال الاخلاقى هامشي لا محل له امام معظلة اليوم. ما يضهر للعامة والخاصة من الناس ان القوى المحركة لهذا الوباء " كوفيد 19" لا تستند الا على لغة الأرقام والاقتصاد ، فالمحرك الذي يتحرك "الاقتصاد" يحتاج في اعتقادهم كبش الفداء كي يستقيم اتكائه لجهة معينة ،فهو لا يقبل الجهتين ، ولا تنصفه المنافسة ولا تريحة الدبلوماسية، غايته او هم هي ان يعيش البعض الرفاهية على حساب البعض .... في الجانب الاخر من العالم المظلم إذا سلمنا بان غياب الأخلاق والقيم ظلام، تجلى الجانب المشرق بالامل في الطبقات الفقيرة والمتوسطة التى عبرت بالفعل الأخلاقي والتضامني على الخير الاسمى في الانسان، وهو طبيعتة الطابعة وليست المطبوعة فيه، فقد دعى خلال هاده الفترة العصيبة بكل ما يؤمن وتضامن بكل ما يملك وساعد بكل ما أوتي، متجاوزا بدلك كل الحدود الدينىة والثقافية واللغوية ، ومتمساكا بمبدأ الانسانية فقط لا غير. اذا كان هناك ما يستوجب الوقف منا عنده فهو فكرة الخير والشر ، الخير بالنسبة للجميع ، والشر بالنسبة للجميع ،وقد جسد الانسان فكرة الخير الاسمى ،وكانت اشبه بدعوة نتشه نحو الانسان الاعلى " السوبر مان" على خلاف الانسان الادنى عند " علي حرب" ، فالانسان الاعلى هو الانسان محرر من كل اوهام الانانية والسيطرة والانتمائية، هو تجسيد لارادة الحياة من خلال إرادة القوة، لا إرادة الحقيقة ، واردة القوة هي العالم منظورا اليه من الداخل ، اي ان نحافظ على الانسان ونوجه قوته نحو الفعل الخير ، بمعنى آخر كيف نحافظ على الخير الاصيل في الانسان ؟ هذا السؤال يعيدنا الى باب من ابواب الفلسفة الحديثة الذي هو كانط حينما تحدث عن مشروعه الاخلاقى الكبير في كتابه "نقد العقل العملي". قد لا تكون محاولتنا هده محاولة يسير ، ففي الاخير محاولة مبتدئ ، لكن يبقى السؤال ، هل نحن في حاجة للفلسفة فعلا اماما عالم لا يعترف الا بلغة الاقتصاد؟ هل فعلا تستطيع الفلسفة ان تطرح اشكالات اليوم بمعزل عن الارقام ؟ السنا في حاجة لتفكير في فلسفة جديدة تواكب لغة اليوم ،فهي دائما إجابة سياسية لواقع سياسي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#اولحسين_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات
...
-
أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم.
...
-
كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك
...
-
الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق
...
-
فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ
...
-
نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
-
عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع
...
-
كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
-
آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
-
العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|