فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجراح توقفت عن الصراخ والأم كفكفت دموعها والوالد أجل حسراته وآهاته وجماهير انتفاضة الجوع والغضب أخذت تلملم خيامها وتنظف الشوارع وتعود إلى بيوتها حينما تلمس حقيقة ومصداقية الوعود وتنفيذ مطاليبهم التي بذلوا من أجلها الدماء والدموع .. هذا هو موسم النصر ورحيل عذابات الليالي المرعبة وهذه أمانينا التي تحدرت عبر السنين المجدبة بعد أن تجاوزنا حدود الألم وتمردنا على سهر مآقينا التي لا تنام وسنتذكر أيام النضال والماضي وأهواله. وبصمودنا صنعنا النصر وأجهزنا على الماضي وأغلاله وكيف أسقطنا بإصرار معاقل الظلام من أجل أن تعود للعراق المحبة والتآخي والسلام.
وينتهي جزعنا من الوقوف دقيقة صمت حجرية، بعد أن عشنا تجربة الصمت على شهدائنا أشهر طويلة كانت بلا جدوى وأصبح علينا أن نعيش تجربة النضال السلمي بعد أن تجاوزنا دقيقة في حداد حجري وقفنا حزناً على روح شهيد ولتكن ألف دقيقة ما الذي تصنعه ألف دقيقة ؟ في ضبابية جيل وسمته بدماء الشهداء غير أن نتضرّع لله ونبكي ونصلي ونطيل ثم نسأل المولى بأن يلهمنا الصبر الجميل وبأن يسكن شهدائنا الجنان وبأن يرزقنا حسن المآب وبهذا نتقي سخرية الشهداء وسخط الجراح ..!! إن كل الشهداء عندما تصرخ في ضمائرنا تلك الحقيقة لم تمزق بأسهم وقفة صمت لدقيقة حجرية في مقامات رثاء بينما يرتحل الزيتون من كل حديثة بينما يمسخ تاريخ العراق وطأته الغرباء ليكن هذا ولكن ليس كصمت العاجزين أو كما يصرخ صمت الدم من عمق الجراح ويتبارى الشعراء والخطباء وتبتل مناديل الحرير بالدموع وعشنا تجربة الصمت على روح الشهيد أنه الصمت الذي يسبق انفجار العاصفة ساعة الصفر مثلما يصمد شهيد لرصاص البندقية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟