رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6621 - 2020 / 7 / 17 - 05:43
المحور:
الادب والفن
كتب الشاعر سمير التميمي ومضة جاء فيها:
"٥_يقضُمُني طولُ العمرْ
قضمةْ
تلو الاخرى
واخشى ما اخشاه
ان يأتيني الموتْ
ولا يجدُ شيئاً مني
وابقى
اطيرُ
اطيرُ
اطيرُ
كومضة
ولا احد يعرف اين."
يمكننا من خلال الكلمات المجردة أن نصل إلى رؤية الشاعر عن الحياة؟، اعتقد أن تكرار بعض الكلمات يحمل دلالات واشارات: "يقضمني/قضمة، وأخشى/أحشاه، أطير (مكررة ثلا مرات)، فالتكرار يشير بطريقة ما إلى تعلق الشاعر وحبه للحياة، كما أن معنى هذه الكلمات يشير إلى رؤيته للحياة، فهو يراها تمضي/تسير/تذهب من خلال استخدامه ألفاظ "تقضمني/قضمة، كما أنه يخشى ذهاب الحياة ونهايتها: "وأخشى/أخشاه، وهو يعشق الحرية والفضاء من خلال تكرار "أطير" وهي الكلمة الوحيد التي تكررت ثلاث مرات ودون تصريف، كما أن معناها الأبيض يتناقض مع معنى "يقضمني/أخشى" الأسود، وبهذا يكون الشاعر قد أوصل لنا فكرته عن الحياة من خلال استخدامه لكلمات وتكرارها.
أما بالنسبة للكلمات المنفردة التي جاءت في هذه المقطع:
" ان يأتيني الموتْ
ولا يجدُ شيئاً مني"
فكلمات "يأتي، الموت، لا يجد، شيئا مني" تشير إلى نفور الشاعر من الموت وامتعاضه من نهاية الحياة، خلال كثرة الحروف المستخدمة: "أن، ولا، شيئا" وكأنه من خلال الحروف يهرب من "الموت"، كما أن عدم تكرار لفظ "الموت" يؤكد على نفور الشاعر من هذا الموت وعدم قبوله له، وإذا ما توقفنا عند معنى الفقرة سنجد (عبثية) فعل الموت إذا ما اقترب من الشاعر، بمعنى أن الموت لن يجد شيء من الشاعر، فلماذا يقترب منه أو لماذا يأتيه؟.
وإذا أخذنا المقطع الأول والأخير في القصيدة:
" يقضُمُني طولُ العمرْ/ ولا احد يعرف اين." نجد فكرة الشاعر عن الحياة، فالعمر/الحياة تمضي، ولا أحد (يعرف) أين تمضي، حتى هو نفسه، وهذه اشارة أخرى من الشاعر على أن عمر الإنسان/الحياة لا يمكن أن (تمسك)، وكأنه يدعو/يريدها ان تستمر بهذا (العبث) ودون أن تنتهي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟