أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العراق يغرق وسنغافورة تربح الحياة














المزيد.....

العراق يغرق وسنغافورة تربح الحياة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من مشكلة تحطم الانسان مثل مشكلة السكن, المشكلة العراقية التي باتت عصية على كل حكام والساسة الجهابذة العراقيين من السابقين الى الحاليين, بسبب كسلهم وغبائهم وعدم مبالاتهم بالمشكلة, فلم يكن ضمن اهتماماتهم الأساسية حل مشاكل المجتمع, مما جعل أزمة السكن تتفاقم, في زمن غاب فيه الرقيب, وكما يردد المواطن (( اغلب حكام اليوم يفتقدون لصفة مهمة, وهي مخافة الله)).
ساحاول اليوم التكلم عن الحل السنغافوري لمشكلة السكن, حيث تعتبر التجربة السنغافورية من انجح التجارب في معالجة قضية السكن, فالبلدان عندما تمتلك قيادات نزيهة ووطنية, وتملك من الحكمة والتعقل ما يسعفها لعبور الازمات, عندها يتحقق الكثير, وهنا كان مقتل العراق, فاغلب من حكمه وسيطر على القرار كان لا يملك النزاهة ولا الوطنية وفاقد للحكمة والتعقل, مما جعل ليل العراقيين طويل.

لنترك حكاية العراق الحزينة مع ساسة السوء, ولنتحدث عن الإرادة السنغافورية, التي احالت جبل من الهم الى وادي من الامنيات المتحققة فعلا.

انشاء هيئة الإسكان والتنمية
سنغافورة كانت تعاني من أزمة سكن خانقة جدا, بل حتى ما كان موجود من سكن كان يعتبر غير مناسب للسكن, فكان ما موجود يعتبر رديء جدا, كحال العراق ألان, ولإصلاح هذا الوضع البائس قامت حكومة سنغافورة بعدة إجراءات فاعلة, فعمدت الحكومة الى أنشاء هيئة الإسكان والتنمية (Singapore Housing and Development Board ), وتم تكليف هذه اللجنة بمهمة توفير مساكن عالية النوعية, خلال سقف زمن محدد, واشترطت أن تكون الوحدات السكنية منخفضة التكلفة, وقد قررت الحكومة دعم هذه اللجنة عبر إعطائها الحق في الشراء ألقسري للأراضي الخاصة, والتي تراها اللجنة بأنها مناسبة لإقامة مساكن عامة, بسعر يعادل فقط 20% من القيمة السوقية لتلك الأراضي.
وقد حققت هذه الطريقة توحيد عملية بناء المساكن, نتيجة التخطيط المتكامل والتوجيه الامثل للموارد, من قبل هيئة الإسكان والتنمية, مما مكنها من الحصول على الأراضي ومواد البناء والعمالة بتكاليف متدنية, وقد أسهمت حركت البناء الواسعة في خفض نسب البطالة, عبر توفير فرص للعاطلين عن العمل, بالإضافة لاكتساب خبرات كبيرة نتيجة الاستمرار بالإعمال.

العقل السنغافوري الجبار
وقد عملت لجنة الأعمار على تخيير المواطن, بين أن يسكن مستأجرا او أن يشتري الوحدة التي يسكنها بالتقسيط, وقد تم تحديد الأقساط السنوية بحيث لا تزيد كثيرا عن القيمة الايجارية للوحدة, مما شجع المواطنين على شراء الوحدات التي يسكنونها, وحددت أسعار الوحدات بأقل من التكلفة الإنشائية كما تم استبعاد تكلفة الأرض تماما من سعر الوحدة, بحيث أصبحت الوحدات الحكومية تباع بأسعار تقل بحوالي 50 إلى 70 من قيمة الوحدات السكنية الخاصة, وكان من نتيجة هذا المشروع أن حوالي 93% ممن سكنوا في الإسكان العام امتلكوا الوحدات التي خصصت لهم.
واثبت العقل السنغافوري انه عقل جبار, حيث فكر بكل الجزئيات, ولم يترك قضية مرتبطة بالمشروع ألا وضع لها علاج.
فكرت اللجنة السنغافورية في أهمية تجاوز أخطا الدول الأخرى التي ظهرت في مشاريع الإسكان الحكومي, من قبيل انتشار الأنشطة الإجرامية في المساكن الحكومية للفقراء, فاهتمت أن في تكون الوحدات ذات جودة ممتازة, وتدار بكفاءة عالية, حيث تولت الهيئة مسؤولية الصيانة والترميم وفق برامج دورية صارمة ودقيقة, بما في ذلك أعادة تأهيل كامل وشامل كل خمس سنوات, مما حول هذه المجمعات السكنية إلى مناطق جذب لكافة أفراد المجتمع السنغافوري, إلى حد أنها ألان توفر سكنا لما يزيد على 82% من السنغافوريين.
هكذا تحولت سنغافورة إلى واحدة من اغلب بلدان العالم من حيث ملكية المنازل, حيث بلغت هذه النسبة 92% في عام 2009.

معالجة العرقية بمشاريع السكن
ولم يكتف العقل السنغافوري في الجانب الاقتصادي, بل عمدت إلى الاهتمام بالجوانب المرتبطة الأخرى كالجانب الاجتماعي حيث كان للمجمعات السكنية الحكومية دور أساسي في تفتيت التجمعات العرقية التي كانت تتصف بها سنغافورة ما بعد الاستقلال, حيث كانت توزع الاسكانات العامة حسب نسب كل عرق من أجمالي السكان, ويمنع التنقل بين المجمعات أذا كان يؤثر على نسبة كل عرق في كل مجمع سكني, هكذا هي العقول الراقية تنتج حضارة عندما تتاح لها الفرصة لانجاز شيء ما.
فشل الساسة العراقيون على مدار 14 سنة في حل مشكلة الطائفية بسبب غياب الرؤى والأفكار الناجحة, وتمسكهم بالقشور, والبحث الدائم عن أبواب للفساد, وغرق الأغلبية السياسية بالفساد, فها هي سنغافورة تكتشف أن عامل السكن ممكن أن يكون حلا للتعايش, هذا الحل ممكن فقط عند الساسة الشرفاء, الساعين بطيبة قلوبهم وسمو نفوسهم لرقي مجتمعهم, بخلاف قافلة من ساسة العراق ممن يسعون بكل جد واجتهاد لتكريس الطائفية والجهل, كي تتزايد مكاسبهم الخاصة وتستمر سطوتهم على كرسي القرار.


الثمرة
ما تم في سنغافورة يعتبر حلم كبير ويقارب الاستحالة في العراق, لكن الصدق والأمانة التي تتحلى بها السلطة السنغافورية احالت المستحيل إلى حقيقة, فما يحتاجه حلم العراقيين أن تتواجد سلطة تشابه ليست لصة, فما يملكه السنغافوريين من قيم أخلاقية وإنسانية هو ما اسعدهم, فهل يسعدنا القدر بساسة يكون كل همهم مشاكل الشعب والوطن, ويكرسون كل وقتهم للعمل, والسعي لرضا الله واقامة العدل.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تصلح الكهرباء العراقية يا ...؟
- ماذا لو طالبت النساء بتعدد الزوجات
- القنوات الفضائية المحلية ومنهج بث السم
- غوص في رواية صخب ونساء وكاتب مغمور
- المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم
- هديتي للحكومة: حل الازمة الاقتصادية
- فلسفة البطيخ العراقي
- عشرون عاما لتشكيل عالم جديد
- الامام علي شهيد العدل والرحمة
- جمهورية الكرة ما بين الفساد والاحلام
- الحكومة العراقية تقرر: توزيع قطعة ارض لكل عراقي
- اريد قطعة ارض صغيرة
- رسالة عاجلة الى الرئيس
- عندما تكون الحكومة مراهقة
- هل اتاك حديث لصة النصوص الادبية؟
- قراءة في رواية وحدها شجرة الرمان
- فضائيات الهلوسة العراقية الى متى ؟
- ارجو أن لا تنسيكم الكورونا فساد الاحزاب
- سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية
- ستار كاووش ورحلة الابداع العالمي


المزيد.....




- مصر.. قرار جديد بخصوص أزمة سلاسل -بلبن- بعد إغلاقها
- بعد الوداع الحزين.. صلاح عبد الله يوجه رسالة مؤثر لسليمان عي ...
- نتنياهو: -إسرائيل في مرحلة حاسمة من المعركة-، والجيش الإسرائ ...
- هل تهاجم إسرائيل إيران رغم معارضة ترامب؟
- زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للهدوء مقابل الهدوء
- التعاون الإسلامي تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه و ...
- أول تعليق من الاتحاد الأوروبي على -هدنة عيد الفصح-
- إسرائيل: متفقون مع واشنطن بالملف النووي
- الأمن العام السوري ينفذ حملة أمنية في ريف درعا
- اليمن.. الحوثيون يبثون مشاهد لحطام مسيرة أمريكية أسقطوها في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العراق يغرق وسنغافورة تربح الحياة