فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6619 - 2020 / 7 / 15 - 17:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشوك نبات بري يجمع كميات كبيرة منه ويستعمل في ذلك الزمان من خلال إشعاله تحت القدور لطهي الطعام أو في (التنور) الذي يشبه الإناء الكبير من الفخار وله فتحتان من الأعلى والأسفل وتوجد فتحة صغيرة في أسفله لدخول الهواء الذي يساعد على إشعال النار ويستعمل لشوي الخبز لأن في ذلك الزمان لا يوجد نفط ولا غاز حتى تستعملها للطبخ والتنور.
كنا في ذلك الزمان أطفال نتجمع حولها بعد العشاء لنقضي سهرتنا مع إحدى حكاياتها الجميلة في الشتاء نجتمع في الغرف وفي الصيف فوق سطح المنزل وكانت حكاياتها حول (الشواك والأفعى) وكان ذلك الرجل يغادر بيته مع حماره فجراً ويذهب إلى خارج المدينة لجمع نبات الشوك ويضعه في كيس كبير يضعه على الحمار ويجلبه إلى السوق لبيعه وفي أحد الأيام بينما كان يقطع الشوك من الأرض ظهرت من إحدى ثقوب الأرض أفعى تحمل في فمها (درة من الياقوت) وقدمتها إلى الشواك فتناولها وشكرها كثيراً وصار الشواك يذهب في كل يوم إلى ذلك المكان وتخرج له الأفعى وتعطيه الدرة ويشكرها أيضاً وحينما يعود الشواك إلى المدينة يذهب إلى السوق ويبيعها ويشتري بمبلغها الطعام والحاجيات الأخرى لأفراد عائلته.
في أحد الأيام رغب الشواك لأداء فريضة الحج نادى على ولده وأخبره الذهاب في كل يوم إلى المكان الذي تخرج منه الأفعى وفي فمها (درة) فيأخذها ويقدم لها الشكر وأثناء عودته يذهب إلى السوق ويبيعها ويجلب لعائلته الطعام وحاجياتهم الأخرى فذهب عدة أيام وكانت الأفعى تخرج من الثقب وتعطيه (الدرة) فأصاب الولد الجزع والطمع وقال في نفسه عندما تخرج الأفعى أقتلها بالفأس التي معي وأحفر الثقب وأستولي على جميع الدرر أفضل مما أذهب في كل يوم وأنتظرها وتقدم لي درة واحدة وفي اليوم الآخر ذهب وهو مستعد ومصمم على قتلها وحينما خرجت من الثقب تحمل الدرة وتوجهت نحوه لتعطيه الدرة سحب الفأس وضربها وقطع ذيلها فانطلقت نحوه وقتلته وبعد عودة الأب من أداء فريضة الحج وسمع من عائلته قصة مقتل ولده ذهب في اليوم الثاني إلى مكان الأفعى فخرجت له وأخذ الأب يعتذر إليها ويطلب منها الصفح فقالت له الأفعى : عد يا رجل إلى أهلك لأني لا يمكن أن أنسى ذيلي وأنت لا يمكن أن تنسى ولدك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟