مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 18:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لم يكون ابداً يوماً ما التاريخ الوطني لأي بلد حكايات للأطفال أو المبتدئين كتلك التى تسردها الجدات من التراث الشعبي ، حكايات تطوع مستمعيها لاستقبال التهديدات الوجودية بالترحاب والورود ، وقبل مسألة سد أثيوبيا ، نعرج قليلاً عند تصريح السيدة كالاماي ، وبالتالي جميع الاغتيالات التى تمت بأمر من سليماني في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان كانت حسب تقديرات الموظفة الأممية ضمن القانون الدولي ، وإذ ما غض المرء النظر عنها وألتفت فقط إلى تلك التى خطفت أرواح النخب العراقية ، بالطبع أطباء وعلماء ذرة ومفكرين وخبراء في مجالات متعددة وسياسيين واخيراً الخبير هشام الهاشمي ، جميعهم قتلوا غدراً ، بل أعدموا بدم بادر ، وربما المحققة الدولية لم تسمع أخبار إعدامها أو لم تشاهد دماءهم المدرجة على الطرقات أو أن الأممية انييس كالاماي حاضرة في مكان من هذا العالم وغائبة في أماكن اخرى وبالتالي أدرجتهم جميعهم تحت القتل القانوني ، في حين ، الذي لفت انتباهها فقط مقتل سليماني ، وبالتالي ما يثير حفيظة المراقب ، تهافت كالاماي للدفاع عن رجل على الأقل يجتمع العالم على أنه واحد من أهم المسؤولين عن قتل مئات الآلاف السوريين ، وبالتالي أنصح السطات الأمريكية إلى إعادة النظر في تصفحها على شبكة الإنترنت ومتابعة نوعية الكتب التى بحوذتها ، لأن بصراحة انحيازها نابت عن مفاهيم خاصة ، وهذا لا يكون إلا نتيجة قراءات شكلت لديها عقيدة دفينة وايضاً أسمها مأخوذ من الملالي .
في المقابل ، إستمرار تعنت اثيوبيا بملء خزان السد دون توصل الاطراف لاتفاق يبدد مخاوف السودان ومصر ، يقلل فرص السلام في القارة الأفريقية ويدفع الطرف المصري إلى إعادة النظر بالتوقيع على الوثيقة ، ولكي نكون منطقين ، الوثيقة التى وقعت سابقاً جيدة ، لكن التفرد في تطبيقها وتشدد اديس ابابا بسنوات الملء يعزز مخاوف العرب من المقاصد الحقيقية للدول الداعمة لبناء السد ، إذن ، ليس على اثيوبيا سوى تقديم النوايا الطيبة لمصر والسودان بقبول مقترحات الطرفين ، وهي في واقع أمرها منصفة لجميع الاطرف ، وبالتالي لا بد أن تعلم حكومة اثيوبيا بأن مياه النيل خط أحمر يجتمع حوله المصريين والسودانيين والعرب ، وبالتالي أي معركة مائية ستكون أثيوبيا خاسرة بلا أدنى الشك ، وهذا لا يتمناه أحد ، بل الجميع يتطلع من فوائد بناء السد كما جاءت بالوثيقة ،كحق البلدين قبل أي دول أخرى بالاستفادة من الكهرباء .
في وقفة أخرى تستحق التأمل ، تحديداً بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد الشهيرة ، سُئل الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر عن الضمانات التى يمكن لها أن تضمن إستمرارية الإتفاق ، قال بالحرف ، (عندما تكون أمريكا ومصر وإسرائيل في حلف واحد في الشرق الأوسط، فلن يكون في مقدور أحد في المنطقة كلها أن يرفع رأسه ) وبالتالي إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل معاً ، يعملان حساب ووزن لمصر وجيشها ، فإن من الأولى لاثيوبيا التى ترتبط بمصر مياهياً وثقافياً ودينياً وعرقياً ولغةً ، أن تعي جيداً ما يعني أن تهدد مصر مائياً . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟