أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1














المزيد.....

في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتفل العراقيون اليوم بالذكرى السنوية لتحرير الموصل من وجود داعش، لكن لم يسأل أحد أو يتسائل لماذا وجدت داعش أصلا؟ ولماذا سقطت الموصل بيده؟ ومن المسئول الحقيقي عن أصل المشكلة؟ هل هي نتيجة حتمية لواقع الصراع بالمنطقة؟ أم أن أخطاء من تسيد المشهد وفرض فلسفته ورؤاه على العراق تحت مسميات وعناوين هي من مزقت المجتمع العراقي وجعلت العراق مسرحا ملائما لمثل هذا الحال؟ لماذا لم تتحرك الجهات والقوى الدينية لمعالجة الوضع المنحرف إلا بعد ما وصل شرار داعش لأطراف ثوبها؟ وقبل ذلك لماذا لم تؤدي وظيفتها الاخلاقية والدينية بـ (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهي ترى أقزام السياسة ودعاة الطائفية والتفتيت يمارسون دورهم التخريبي في تفتيت المجتمع العراقي؟ كل هذه الأسئلة أصبحت واجبة البحث عن إجابات لها فرض واجب بالفهم الديني، وضرورة حتمية لمعايرة ودرس التاريخ بالفهم المدني.
هذه التساؤلات ليست وليدة الذكرى وليست نبشا بماضي لم يعد له قيمة في حياة الشعب العراقي خاصة والشعوب المجاورة بشكل عام، أولا ما زالت داعش حية على الأرض وفي الأسباب المؤدية لوجودها أصلا، فهي قد تكون هزمت عسكريا بشكل ما برغم الثمن الذي دفعه الشعب العراقي في الأرواح والبناء والوضع المادي والسياسي، هذا لا يخفي حقيقة مهم هي أن فرص داعش ما زالت متوفرة على الأرض، وما زالت فاعلة وقادرة على لعب الدور المعد لها سابقا بموجب إرادات وأستحقاقات كبرى، ما لم تعالج جذور القضية من أصلها.
داعش ليست وليدة صدفة ولا أعتقد بوجود مخطط دولي لزرعها في العراق لسبب أو أسباب، وداعش ليست نبتة غريبة زرعت في غير أرضها الطبيعية وما هي إلا وليدة حتمية ونتيجة منطقية لأخطاء متراكمة داخليا وخارجيا، وجدت في الجو العام المتوجس من حولها ومن تأثيرات التغيير المباشر في العراق أثر الأحتلال الأمريكي للبلد، جعلت الكثير من الجوار من يتبنى هدفها ووجودها لاحقا، فصار التخادم المشترك بينهما حقيقية ليس بتوافق المصالح وحدها، ولكن بغباء وقلة وعي من قبل الطبقة الحاكمة في العراق سياسيا ودينيا وأجتماعيا، بعد مرحلة إسقاط حكم الرئيس ونظامه السابق، الخطيئة الكبرى التي أرتكبها سياسيوا بريمر وهو على رأسهم أنهم أختاروا العنوان الخطأ لبناء العراق، العنوان هو من يصنع المنهج ويفرضه بقوة الحجة.
كان على النظام الجديد أن يختار الرؤية الشمولية التي تعيد توازن الامور في المنطقة الإقليمية ككل، خاصة وأن المحيط الجغرافي بالعراق في غالبه من حلفاء الاحتلال وأنصاره والداعمين له، بمعنى أن الرؤية التي كان يجب أن يتم البناء عليها للعراق مستقبلا تطمئن الجوار العراقي ككل من خلال أعتماد مبدأ التوازن الواقعي في إدارة المجتمع العراقي المبني على أحتمالات الصورة القادمة لا محال، وليس البناء على صورة أطراف عراقية قدمت نفسها على أنها ضحية النظام السابق وهي الأقدر على خدمة والتحالف مع المحتل.
هذا الأعتماد منح قوة لطرف ضد طرف وأصبحت لغة المصالح والتخادم هي لغة الواقع الفعلي مما فوت على الاحتلال فرصة أن يكون قارئ واقعي للمجتمع وليس طرفا منحازا لطرف مما يشعر الأخرين بأنهم سيكونوا ضحية لهذا التمايز، وهو ما حدث فعلا ولاحقا حين تبنت قوى عراقية محددة خيار الوقوف ضد الأحتلال وتحالفاته، ليس من باب الموقف الوطني بشكل أكيد، ولكن من خلال نظرة المصالح البعيدة والتوجس من الشكل القادم الذي سيبنى عليه العراق، فأحدث الشرخ وأفرزت عناوين كانت تخندقات عميقة على الجبهة دون أمل ولا عمل جدي على ردمها، والعودة الجماعية لساحة الوطن الواحد الموحد تحت ظل الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء المستقبل الواحد للشعب العراقي برمته.
من هنا ولدت فكرة داعش أولا ومن هنا أسس المحتل الأمريكي الظرف المناسب الذي تم تغذيته لاحقا بإجراءات لا تمت لحقيقة المظلومية في العراق وهدمت أركان الدولة الواحدة، من قانون حل الجيش والقوى الأمنية إلى قانون أجتثاث البعث إلى مسألة تكوين مجلس الحكم والشروع ببناء دستور طائفي تجزيئي مشلول وأعوج وأنتهاء بما عرف لاحقا بشكل البناء السياسي القائم على المحاصصة والمكونات، هذا هو الأساس الذي ولدت فيه داعش، وهو ذات الأساس الذي وفر لها بيئة حاضنة ومرحبة وداعمة له بقوة، صحيح أن وجود القاعدة في العراق ترافق قبل وبعد الأحتلال ولكن ما شجعها لاحقا هو شعور كتلة شعبية كبيرة بأنها ستعاقب بشكل جماعي لأخطاء النظام السابق وعليها أن تدافع عن نفسها بأي طريقة ووسيلة حتى لو كانت تخريب العراق وهدم بنيانه الأساس.
إذن داعش وقبلها القاعدة وقبل ذلك فشل الأحتلال الأمريكي من توفير الدليل الحقيقي على مشروعه العسكري كانت جميعها السبب الأول والأخير في كل ما حرى في حزيران عام 2014، ولولا هذا الخطأ الخطيئة وتداعياته التي تفرعت لاحقا في سلسلة من المواجهات المسلحة بين السنة وفصائل مسلحة عمت الأعتقاد بأن المشروع الأمريكي بحاجة قوية لدعم الشيعة والأكراد، ودعم مقابل لهم ليكونوا خندقين متقابلين أدت إلى تسلط ومواجهة بينية بين الشعب العراقي وإيغال كل طرف في إيذاء الطرف الأخر بحجة المواجهة مع بقايا نظام البعث أو محاولة البعض بتسويق فكرة أن موقف الشيعة والأكراد هو موقف الحفاظ على مصالحهم من عودة البعث، وهو وهم حقيقي ما زال قائما في عقول الكثير من العراقيين.
حكم ومنهج البعث سقط قبل الأحتلال بزمن طويل ولم يعد ممكنا التفكير بإحيائه بأي وجه من الوجوه، لكنه بقى السوط الذي يجلد به العراقيون أولا والمنطقة ثانيا وخاصة من قبل دول ومحاور ترى في العراق الجديد لو بني على أسس أخرى سيكون المنافس الحقيقي والعامل الذي سيحطم بنيان المنطقة الأيل للسقوط حتما، لذا كان التركيز دوما على هذه المخاوف والشعور به كأنه على الأبواب قدرا مكتوبا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة التطرف والطائفية بين البحث عن الأسباب والمعالجة الواق ...
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1