|
أوراق ميت .....تاليف هشام شبر
هشام شبر
الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 04:42
المحور:
الادب والفن
( دخول مجموعه الى المقبرة وهي تحمل نعش تصل به قرب حفرة تفتح النعش وتحمل كفن يلف ميت وتضعه بالحفرة وتغطيه بالتراب )
( ينهض الميت ويتفحص المكان محاول ان يجد ثغرة يخرج منها )
الميت : في القبر أنا وحيدا بعيدا لا أجد من يبعد عني وحشتي ويبدد لي ظلمتي أتلمس المكان وأنا أقف بعيد عن جسدي أستمع الى صوت التراب الذي ينهال على حفرتي وهو يخنق كلمات ملقن كان يجلس قرب رأسي المخثر بالذهول...
( يتحرك يمين ويسار يحاول أن يسيطر على الخوف الذي هو فيه )
لا وقت عندي لتقبل العزاء وأنا عالق بين التراب والتراب دون وجه أو ملامح
( يصرخ ) تعلمون جيدا انني لا أحسن الموت ( يتهالك على ركبتيه وهو يبكي بحرقة) ورغم ذلك رميت في بيت غربة بيت وحدة بيت تراب رميت وذاكرتي وبقايا أيام وبصمات وصور وأمنيات ودموع و حاجز بيني وبين الرجوع
( يدخل رجل من جهة اليمين واخر من جهة اليسار كل منهما يحمل بيده كتاب كبير )
الميت : من أنتما الاول : جئنا نطمئن على أحوالك الثاني : ونقيدك في سجلاتنا الاول : الليلة سندعك مع وحشتك الثاني : وغدا صباح سنبدء الاول : جهز نفسك الثاني: لأننا لا نتقبل الكذب ولا التأويل الاول : حاول أن تتعود على المكان الثاني: لأنك ستمكث به طويلا ( يحملون كتبهم ويتوجهون خارج المكان )
( يرتجف) الميت : كتب وقرطاس وأسئلة وأنا وحدي أحوم حول جسد ماعاد لي و ماعاد للروح من حيلة ( يتحرك باحث عن منفذ ) لابد من ثغرة هنا أو هناك أخرج منها فقد مللت رائحة الكافور....
( يتحدث بهمس )
لا شيء يجدي ولا شيء ينفع مع حفرة أطبقت فمها وأصبح لابد الرضوخ للموت الواقع الجنة تفتح أبوابها متأخرة وقد لا يسعني الوقت أن أصل اليها لأكون أول المتسوقين فالحرب هنا والحرب هناك متشابهة ولا بد لرصاصة تسعى لمقتلك ليس مهما أن تكون معك أو ضدك المهم أن يكتب عليها أسمك .....
( يزحف على ركبتيه وهو يردد ) الوقت جليد وأنا مترف بالبرد ( موسيقى) ( اظلام )
( اضاءة المكان )
( يدخل الاول والثاني وكل منهما يحمل بيده كتاب كبير )
( ينظر اليهما الميت )
الثاني : سؤالي عن عمرك كيف أفنيته ومالك كيف اكتسبته الميت: قضيت عمري على الأرصفة أجمع ماتيسر من الطعام لأتلوه على فم اطفالي الاول : هل مارست العداء الميت : وقت طويل وأنا أتربّص بالذين يتربّصون بي (ينهض الميت مبتعد كأنه يهرب من شيء) الثاني: مابك الميت : أنا أتخيل وجودكم وكل مايجري حولي محض وهم الاول : الوهم أن لا تعتقد بوجودنا الميت : أنا الوحيد الموجود وكل شيء يحدث أمامي أو حولي هو امتداد لوجودي الثاني : يبدو ان الموت قد أخذ منك مأخذه ( صمت وترقب) الميت : مايحدث مجرد أمور تشوش ذهني لن أنظر حولي ولن أرقب شيئا أمامي الاول : الى الان لا تريد أن تصدق موتك الميت : لا أستطيع أن أصدق وجودكم الثاني: نحن هنا كي نكتب ماجرى الميت : وماسيجري الاول: ليس من مسؤوليتنا ماسيجري الميت : تفقد الحياة معناها في اللحظة التي نفقد فيها وهم كوننا خالدين الثاني: لازلت متخم بالهروب الميت : أحاول أن أتخلص من ركام الأيام السابقة الاول : الحياة تعطى مرة واحدة الميت : تعبت تعبت جدا تعبت الثاني: سنتركك الان على أن نعود اليك لاحقا (يخرجان من المكان ويبقى الميت في لحظة ذهول)
الميت : قد أكون مثقل بالكوابيس وكل مايحدث نوم لايقبل أن يعلن نهايته ولكن مايقلقني الكتب والقرطاس والاسئلة وهذا الكفن .... نعم الكفن الذي لا يرتديه ألا من ... أأكون قد مت فعلا وان كنت كذلك فكيف أستطعت أن أتحدث وأرى وأسمع وأبكي وأصرخ ( يصرخ ) من يعيدني الى حيث كنت كي أكون جاهز لتلك اللحظة ( يدخل الاول والثاني وكل منهما يحمل بيده كتاب كبير )
الاول : حدثني عن الخير والشر الميت : لا أمتلك تصورفالأشياء بالنسبة لي تحدث وحسب الثاني: لا شيء يحدث دون تصويب منك الميت : الكل كان يصوب نحوي الاول : لازلت لا تعطي للأجابة معنى الميت : ماذا تريد أن تعرف الثاني : ماأقترفت الميت: لم أقترف بل كانوا يقترفون بي الاول : من هم الميت: أخاف أن أذكرهم أو أتذكرهم الثاني: حتى وأنت في القبر الميت : حتى وأنا في القبر الاول: اخبرني عن سبب موتك الميت : مت لأنني لا أحسن الحياة الثاني: هل تمتلك حسن الخاتمة الميت : كلا لأنني لم أكن أمتلك حسن البداية الاول: أنت لم تعش حياتك بل عبرتها الثاني: ولم تتعب نفسك في اكتشاف ماحولك الاول : لم تكن موجود أصلا الاول :ولذلك لا يمكن أن نسجل موتك الميت : هههههههه لم تقبلني الحياة ولم يتقبلني الموت ومابين جسد مسجى وروح تراقب هاأنا أقيد ضد مجهول ( موسيقى )
( خروج الاول والثاني وسط تصاعد ضحكات الميت )
#هشام_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للكبار فقط .....تاليف هشام شبر
-
سارق الكتب المقدسة.....تاليف هشام شبر
-
انتيفايروس.....تاليف هشام شبر
-
ذاكرة الدمى ... تاليف هشام شبر
-
Gin are the reason ..تاليف هشام شبر
-
على اطراف كرامتنا ...تأليف هشام شبر
-
موتى وقبور ..تأليف هشام شبر
-
الشمر....تاليف هشام شبر
-
وطن التباهي
-
The killing of Hussein تاليف هشام شبر
-
الكاف...تأليف هشام شبر
-
بتوقيت الكوفة.....تأليف هشام شبر
-
Circuit Breaker تأليف هشام شبر
-
بهلول.....تاليف هشام شبر
-
اجروفوبيا ....تاليف هشام شبر
-
أبواب موصدة ... تاليف هشام شبر
-
حبل غسيل ... تاليف هشام شبر
-
خطوط حمراء ..
-
the game .... تأليف هشام شبر
-
بوبجي... هشام شبر
المزيد.....
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|