أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ تحليل سيكوبولتك (2)















المزيد.....

السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ تحليل سيكوبولتك (2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسيّون في العراق..لماذا فشلوا؟(2)
تحليل سيكوبولتك
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
أمين عام تجمع عقول

يعدّ (فشل العملية السياسية في العراق) هي السبب في كلّ ما اصاب العراقيين من فواجع وما حلّ بالوطن من خراب،وان من واجب الأكاديميين تشخيص اسبابها ،ليس بمقالات تميل الى الذاتية وان كانت رصينة،بل بدراسات تستوفي شروط المنهج العلمي من حيث الصدق والموضوعية.
تناولت الحلقة الأولى تحليلا لنتائج دراستين(2016 و 2020)..ونخصص هذه الحلقة لمناقشة النتائج والتوصيات التي تهم حكومة السيد مصطفى الكاظمي والمعنيين بالشأن السياسي بهدف دعم عملية الأصلاح وتأمين نجاحها.

مناقشة النتائج

احتل (التعصب او عدم النضج السياسي )المرتبة الاولى في اسباب فشل العملية السياسية في العراق،وهو تشخيص صائب.ولفهم ذلك نوضح ان المعنى العلمي للتعصب يعني (النظرة المتدنية لجماعة او خفض قيمتها او قدرتها او سلوكها او صفاتها ليس له اساس منطقي ).

وما حصل بعد 2003 ان العملية السياسية صنفت العراقيين الى (نحن - الشيعة) التي تبالغ وتعظّم ايجابياتها وتغمض عينها عن سلبياتها،و(هم – السنّة ) الذين يضخمون سلبياتها ويغمضون عيونهم عن ايجابياتها..وتبادل الأدوار بينهما على مدى سبعة عشر عاما.

ومع ان الغالبية المطلقة من السياسيين العراقيين مصابون بهذه (العلّة)،فانها متضخمة اكثر عند السياسيين من الطائفتين السنية والشيعية.وبهذ المعنى فأننا نصف السياسي العراقي ،سيكولوجيا،بانه (احول عقل)..وهو خلل ادراكي يؤدي الى استقطابات تعصبية تعمل على اشاعة الكراهية بين افراد الجماعات الطائفية والقومية على صعيد الناس،وخلق الازمات على صعيد السياسة،وتغليب مصالح الطائفة او الجماعة على صعيد الثروة الوطنية.
واحتل (عدم او ضعف الشعور بالانتماء الى العراق من قبل المسؤولين الذين يحملون جنسيات اجنبية) المرتبة الثانية. وسيكولوجيا،يتفق علماء النفس على ان الشعور بالانتماء حاجة اساسية لدى الانسان،لأنها تمنحه الأمان والحماية وتجنبه الشعور بالاغتراب النفسي والاجتماعي والسياسي.ويترتب على (الانتماء) التزام متبادل هو ولاء الفرد للجهة التي ينتمي لها(أسرة،طائفة،دولة...)مقابل حماية تلك الجهة له.ويكون الولاء هنا مرتبطا بالهوية المصحوب بنوعين من الشعور:التباهي،حين تكون الجهة متمتعة بالهيبة والقوة والاعتبار،وبنقيضه..التباهي العصابي حين تكون تلك الجهة ضعيفة.وطبيعي أن الانتماء لجهتين في آن واحد يكون اقوى للجهة التي تتمتع بالاعتبار والتباهي بهويتها،واقوى للجهة التي تؤمن له حاجته الى البقاء.
هذا يعني ان معظم السياسيين العراقيين من مزدوجي الجنسية،لاسيما امريكا ،بريطانيا،كندا،السويد،يكون ولاؤهم للعراق ضعيفا،مقارنة بسياسي عراقي وطني ليس لديه انتماءان،او جنسيتان. فضلا عن ان المستجيبين اشاروا الى ان السياسيين يعانون من (عقدة الدونية لانهم عاشوا على الرعاية الاجنبية والعيش على فتات موائد اسيادهم)،وانهم ( ما ان حدثت الازمة الحالية فان معظم النواب ذهبوا الى اوطانهم البديلة).

في المرتبتين الرابعة والخامسة جاء السببان:

-اشخاص يأتمرون بتعليمات دول قوية (امريكا وبريطانيا) واخرى اقليمية،و
- قضية اشخاص اضطهدهم النظام الدكتاتوري ويرون ان من حقهم الاستفراد بالسلطة والثروة.
السبب الأول يفيد بان السياسي العر اقي لا يمتلك ارادته الوطنية ،بل هو يعمل او يخضع او ينفذ توجيهات دولة خارجية يرتبط بها سياسيا او مذهبيا او قوميا او مصلحيا.ويتفق المحللون السياسيون على ان اقوى ثلاثة دول كان لها دور رئيس في العملية السياسية العراقية هي اميركا وايران والسعودية.واذا استثنينا اميركا بوصفها دولة محتلة تهمها مصالحها والموقع الاستراتيجي للعراق بوصفه الدولة الاولى التي سيبدأ منها تغيير خارطة الشرق الأوسط،وانها هي التي جاءت بهم ولا تهمها هوية السياسي العراقي،فان ايران والسعودية يذكيان الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العراق،وان السياسي العراقي اضطر الى ان يسند ظهره الى الدولة التي تحميه في اوقات الازمات.ويعني هذا ان غياب الارادة السياسية الوطنية السيادية كانت احد اهم اسباب فشل العملية السياسية في العراق،والسبب الرئيس في اعادة انتاجها للأزمات.
اما السبب الثاني فهو سيكولوجي خالص،اذ يرى السياسيون الذين كانوا في المنافي زمن النظام الدكتاتوري،ان من حقهم الاستفراد بالسلطة والثروة تعويضا لهم عن التضحيات التي قدموها سواء كانت تصفيات جسدية لأقرباء او اعضاء في تكتل او حزب معارض ينتمون اليه،او مادية ترتب عليها معاناة حياتية قاسية.
وفي هذا خطئان كبيران،الأول: انهم ينظرون الى الناس الآخرين انهم كانوا من الخانعين او الراضين على النظام السابق الذين لا يحق لهم المطالبة بما سكتوا عنه من ظلم وهدر كرامة وحياة قاسية.والثاني:ان تفكيرهم هذا يقودهم الى ما يؤمن لهم البقاء في السلطة ويضمن لهم مصالحهم الاقتصادية والاعتبارية..وهذا يفسر احد اسباب فشل الحكومة في ادارة شؤون الدولة.

التوصيات

في ضوء النتائج اعلاه،نوصي بالآتي:

أولا: للمعنيين بالشأنين السياسي والأعلامي:
• اصدار تشريع او قانون يرتّب عقوبات مادية ومعنوية،بما فيها السجن ضد كل سياسي تتضمن خطاباته تحريضا طائفيا او تعصبا عنصريا او عشائريا.
• قيام وسائل الاعلام ورجال الدين والمؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني باشاعة ثقافة المواطنة والتسامح والسلام بين مكونات المجتمع العراقي.
• اجراء استفتاء بشأن اصدار قانون ملزم لا يسمح فيه لمن يحمل جنسيتين الترشيح لعضوية مجلس النواب،او تولي مسؤولية حكومية بمنصب مدير عام فما فوق،بدءا من الأنتخابات القادمة.
• اشاعة الوعي الانتخابي بين الناس وافهامهم بأنهم كانوا أحد الأسباب في توالي الخيبات والحياة البائسة التي عاشوها لأنهم جاءوا باشخاص اتفق الجميع على ان غالبيتهم فاسدين،وان الطريق لحياة كريمة يكون باعتمادهم معايير الكفاءة والنزاهة والولاء للعراق في الانتخابات القادمة.
• قيام القوى العلمانية والوطنية وشباب التظاهرات بتوحيد صفوفها على وفق استراتيجية سياسية واضحة منطلقة من حقيقة ان قوة السلطة الحاكمة تكمن في فرقة هذه القوى،وان توحدّها يشكّل ضغطا على سلطة فاشلة سياسيا لأنها مؤلفة من احزاب لا تملك استراتيجية لبناء دولة.
• اقامة دورات ثقافية لأعضاء مجلس النواب تتضمن موضوعات في سيكولوجيا التعامل مع الازمات واخرى في الصحة النفسية.

ثانيا:خاصة بحكومة السيد الكاظمي:

• فرض سلطة الدولة بما يؤمن امتلاكها الأرادة الوطنية وقرارها السياسي واعادة الهيبة للعراق.
• اعتماد الحكمة في التعامل مع مرحلة حرجة وخطيرة مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها مواجهة مع قوى خارجية واحتراب طائفي سياسي.
• دعوة السيد الكاظمي الى احاطة نفسه بمستشارين في الاختصاصات كافة،يقولون له الحقيقة لا ما يحب ان يسمعه..كسابقيه!
• تأمين انتخابات نزيهة وشفافة باشرف الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي ومنظمات حقوق الانسان،بوصفها هي طريق الخلاص من الازمات وتوالي الخيبات.
• و..القيام باصلاحات تزيل التشكيك وتولد اليقين لدى العراقيين،بما فيها تشكيل محكمة من قضاة مستقلين لمحاكمة الفاسدين الذين وصفتهم المرجعية بـ(الحيتان)،واسترجاع المليارات التي نهبوها،وتأمين حياة كريمة في وطن يمتلك كل المقومات لأن يعيش أهله برفاهية.

شكر وامتنان:
يتقدم الباحث بجزيل الشكر والامتنان لكل الذين شاركوا في الاجابة على هذا الاستطلاع في عاميه (2016 و2020)..فبدونهم ما كانت هذه الدراسة.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ دراسة علمية (1)
- الحاكم وسيكولوجيا اتخاذ القرارات في زمن الأزمات - العبادي وا ...
- من يحكم العراق..الكاظمي أم المالكي؟
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟(3)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بحجم التحديات (1)
- تداعيات قرار..يحتاج رأيكم
- مصطفى الكاظمي..هل بدأت المواجهة؟ مؤشرات سيكولوجية
- المثلية الجنسية بين الدين والعلم (2)
- المثلية الجنسية من منظوري الدين والعلم (1)
- مواصفات الحاكم من منظور الأمام علي - لمناسبة ذكرى استشهاده
- العراقيون أصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم - مصطفى الكاظمي ا ...
- القائمة الثانية مذكرة اطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مذكرة لدولة رئيس مجلس الوزراء العراقي
- مذكرة لرئيس الوزراء باطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مقالب رامز..بين (تحت الصفر) و (مجنون رسمي)
- العراقيون ومتلازمة..(اللهمّ اني صائم)!
- الصيام في رمضان..مفيد أم مضر؟
- الفساد..بين تجربة سنغافورة وتحديات الكاظمي (2)
- العراقيون في المختبر السيكلوجي (الرابعة والأخيرة)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ تحليل سيكوبولتك (2)