أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - قال الله.. الدين المقلوب-بساطة 15-














المزيد.....

قال الله.. الدين المقلوب-بساطة 15-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


وقال الله:
"حرامٌ عليكم صمتكم.. كلكم من تراب وجعلتكم تعقلون، كيف تنسون روحي فيكم وتستسلمون؟".

يحكى والحكايات كثيرة أنّ الدين انتشر في بلاد الشرق.. فبدأت المساجد ودور العبادة بالتحوّل إلى بيوت للمظلومين والفقراء..
نام الأطفال تحت سقف عالٍ.. وقال الله: أنّي سمعتُ دعاءكم، فسَّخرتُ لكم عبادي المؤمنين…

أكل الجياع وناموا شبعى.. وقالت الملائكة: مالكم ليس لكم، بل لعباد الله فيه حق، وإلا لن تفلحون…

انتشر العلم وكتب الأدباء عن أسرار السعادة والسلام.. فقال الشيطان: إني أخشى خزيتي في مهنتي.. فالحال معكم غير الحال…


ثم جاء سيد البلدان.. الخليفة النعمان.. الذي لم تنجب البلاد غيره.. وخلقه الله وكسر القالب…

جلس النعمان على عرشه.. ونادى:
- يا وزير الجنان ويا وزراء الشريعة: عليكم بأصحاب القلم وبنات الأفكار.. هم سبب خراب الديار.. اِعْتَقِلُوهم.. شوهوا سمعتهم وأبعدوا الناس عنهم..

-كيف ياسيدي السلطان؟ والمحتالون ضمنوا حبّ الناس..
يمشون ويدهم في يدالدين..
الخبثاء تكلموا مع الناس حسب شرع الله، فقالوا لهم أن الإيمان هو حب الناس..
وأن رأس الدين المعاملة..
أقنعوهم بأن لا يلتفتوا للقشور ولا لحب الظهور، بل لقلوب عامرة بالتقوى والسعيّ لعمل الخير…

-هذه بسيطة .. اقلبوا الدين..

-ما تقصد أيها الخليفة المختار؟

-دعوا الدين يمشي على يديه.. قولوا له أنّ المعاناة هي أصل الحياة وضمان الطريق إلى الجنة..
فكروا أين سيضعُ قدميه بينما رأسه.. المعاملة وكل تلك الأفكار تحت.. تحت أسفل السافلين…

-يا لك من ملك..حكيم…
********

وهكذا يا أخواتي وأخوتي قلبوا الدين.. وفي ليلة نيسان لا تشبه ما قبلها في عمر الإنسان..

طال ظلّ الجور والفجور عندما قاربت شمس العقل على الغياب..

انتشر الجوع والجوع وجع لايعرفه إلا من عاشه.. وجوع طفلك طلقة في منتصف الظهر.. وأين يذهب المصاب والشمس على وشك الغياب…

انتشر الفسق الجنسي، والشذوذ الجنسي ليس كملا يعرفه عبيد الموروث، بل هو كلّ فعل جنسي يتم بالإكراه أو بالاحتيال.. كلّ فعل جنسيّ يخلّف كسرة قلب…

ساد الشر وماد.. وفرح الأشرار بخبثهم وأسموه (شطارة).. فركبوا أحلام الشعب.. وصادروا طموحات الشباب.. وما قيمة الحياة بلا حلم!

أصبحت النساء سلع جنس تستخدم للتغطية أو للكشف.. وأيضاً يشيع استخدامها لإدعاء شدة الستر.. أوقمة التحرر.. نزعة الإيمان أو بدعة الفلتان…

من يومها ونحن نفرّ بأحلامنا وأفكارنا من الأوطان..
وإن حصل وبقي أحدنا في بلاد العربان.. فإما يغتصبوه أو يغتصبوا أحلامه.. أو يبقى عريان..
وكي لا أعمم هناك من هم من النبلاء الأقوياء وحيواتهم مكرسة لضمان فرارنا ولحياة أحلامنا.. هؤلاء شهامةً رضوا بأن يكونوا لأولادهم قربان…

المهم يا أهل الخير.. أصبحنا ننام ونستيقظ على أخبار الاغتصاب..
اغتصاب السبايا تحت اسم الدين المقلوب…
اغتصاب النساء تحت عقود الشرعيّة المزورة…
اغتصاب الأطفال بسبب الكبت الجنسي وختان الأخلاق…
اغتصاب الأحلام تحت اسم محاربة المؤامرة..
اغتصاب الأفكار تحت اسم الاستقرار الداخلي…
اغتصاب حقنا في الوطن وفي الأمل…

تمّ اغتصاب الجميع -إلا من رحم ربي- وصار عنوان القرن الجديد بالخط العريض:
ممارسة الإكراه.. فكلّ من عليها فان..
إلا الملك النعمان.. ومثله ممن قلبوا الدين.. فهؤلاء لهم الأبد وأبعد ما يكونون عن الممارسة -أيّاً كانت-…

صرنا جميعاً في حاجة إلى أطباء نفسيين لإصلاح الرض النفسي العميق الذي يشق قلب كل من يقرأ ويرى ما يحدث.. لو كان في الغرب.. في أقصى الجنوب.. وحتى في الصين…

أما أهل السماء فلعنوننا.. وتلك اللعنة لا يفكها إلا تقويم الدين.. وقال الله:
ويحكم أقلبتم الدين الذي أرسلته لسلامكم وبقاءكم.. إن أنتم إلا قوم منافقين.. تحاربون الكنايات كما الأفكار بينما أحلامكم وأطفالكم يُغْتَصَبون…

وكان لنا الخجل.. كان لنا البؤس.. وكثير من الحزن كأقراص دواء..
متى سنعرف أننا الناجون لا الضحايا.. متى سننعش الأحلام غصباً عن قلبة الدين!
*********


هذا المقال هديّة إلى كل المغتصبين.. لستم وحدكم فكل من عاش في تلك البلاد أو هادن فيها الزمان ولو لسنين تمّ اغتصاب شيء فيه.. أحلامه.. مشاريعه.. حبه.. اختلافه.. أفكاره.. براءته أو حتى حق البقاء…

أنتم أيها المغتصبون أملنا في العودة وفي تغيير الواقع.. في تقويم الدين..
لا تخجلوا مما حدث لكم فأنتم النجاة لا الضحايا.. وبعث أحلامكم هو الدواء…
كل منكم سيساعد في منع ما حدث معه مع ملايين.. وبكم سنرجع أقوى وسنرجع مؤمنين…

ومن يعلم.. من يعلم يا بلاد يعرب.. علّ المستقبل أجمل ومنكم تخرج مهديّاتٌ تقوّمنّ الحال.. الحلم و رأس الدين…

يتبع…


* بساطة : مجموعة مقالات في غاية البساطة..
تناقش مفاهيم بسيطة.. أفكار بسيطة.. أحلام بسيطة في عصر التعقيد.. التشريد و المفاهيم المتشعبة.



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكمة (المنتخبة)- أعرفكِ 4-
- لا نستطيع أن نتنفس -أعرفكِ 3-
- أنتِ أهم مما تتخيلين -أعرفكِ 2-
- أعرف أسراركِ كلها -أعرفكِ 1-
- المثليّة الجنسيّة والبدع المتفق عليها -بساطة 14-
- وصفة سعادة- بساطة13-
- يا أعزائي كلنا يهود -بساطة12-
- أمّا آن الأوان لينزل الأباطرة عن عروشهم!- بساطة 11-
- لمى محمد - كاتبة وطبيبة أخصائية في الطب النفسي و الجسدي - في ...
- عندما شُفِيتُ من (الكورونا)… -بساطة 11-
- الخوف و خفايا الكورونا -بساطة 10-
- مالم يقال عن الكورونا - بساطة 9-
- كورونا ليس جديداً -بساطة 8-
- بَغْدَدَة.. سَلَالِمُ القُرَّاص -1-
- وأمّا بنعمة ربك فحدّث - بساطة 7-
- صينية الفرن- بساطة 6-
- قطعة من قلبي-بساطة 5-
- ثقافة الحُضْن -بساطة 4-
- الإيمان يبدأ من المرحاض - بساطة 3-
- نعمة اسرائيل - بساطة 2-


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - قال الله.. الدين المقلوب-بساطة 15-