أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - اغنية الكتابة














المزيد.....


اغنية الكتابة


بديع الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 02:44
المحور: الادب والفن
    


(ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب).

يراود القراء والكتاب سؤال غالبا ً ما يقودنا الى اسئلة اخرى .. السؤال : لماذا نكتب ؟ او لماذا اخترنا الكتابة كوسيله للتعبير عن انفسنا ؟ يعتقد البعض من اننا من خلال الكتابة سنصل الى النجاح وربما الى الشهرة ، وكذلك نسعى ان تكون الكتابة مصدرا ً للرزق والمال . لو تفحصنا الامر ، سنجد هنالك نوعان من الكُتاب ، الاول : مَن اتحذ من الكتابة كهواية للتسلية ، والثاني : كاحتراف واختيار يدر عليه ربحا ً يساعده على العيش ومواصلة الحياة القصيرة والجميلة .

( الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة )

في الغالب موهبة السرد وابتكار ما هو جميل ومدهش تتعلق بالاشخاص الذين منذ الصغر يحبون اعادة ترتيب الاحداث عبر الاصوات ومن ثم من خلال الكلمات .. هذه الهواية تجعل الاخرون يعجبون بتلك الطاقات الموهوبه وما تمتلكه من تمَيز ، وهذا الاعجاب يحفز الذهن ويحث الكتاب على متابعة التثقيف الذاتي و الاعتناء باللغة وجمالياتها والتي من خلالها سيتمكن المبدع من تحويل التراب الى ذهب .

(كلما تقدم الكاتب فى الكتابة كلما أدرك أن هناك التزاماً تجاه قرائه )

للاسف في بلد مثل العراق او البلدان العربية الاخرى نجد كُتاب كثر من روائيين وقصاصين يعانون من صعوبة في كسب لقمة العيش من خلال ما ينتجونة ، لذلك لا غرابة من ان روائيا ً كبيرا ً مثل نجيب محفوظ يقول : الحمد لله كانت لي وظيفة ساعدتني ان اعيش لاتمكن من الكتابة .

(الإنسان الذي لم يعد له وطن، يتخذ من الكتابة وطنا يقيم فيه )

الكاتب كالمزارع يقدم افضل ما عنده من منتوج ويصرف جهدا ً ووقتا ً لبلورة افكارة التي نتعاطف معها او نرفضها ، لكن تبقى للافكار الناضجة ثمنا ً لانها تسهم بفرحنا وتدلنا على الخيط السحري للحياة .

( الكتابة تعطي أكثر مما تأخذ، إن حدث العكس فلا مفر من تركها. )

السؤال الذي يعترضنا دائما ً ككتاب محترفون او هوات هو : لماذا نكتب ؟ نعتقد ان الامر لا يتعدى ان يكون حاجة داخلية ، في نفس الوقت نجد في عملية الكتابة ما هو جمالي يساعدنا على اعادة ترتيب عوالمنا او ارواحنا المضطربة، صحيح ان الكتابة عمل ذهي مرهق ، لكن من ثماره العثور على السعادة المستتره ، والتي تقترن بتحيق الذات ، فبعد ولادة اي عمل ابداعي نشعر ان قلوبنا افرغت مسراتها ومواجعها وشحنت بطاقة جديدة وتساعدنا على مواجهة الحياة بمشقة اقل وبنظرة اكثر صفاءا ً …

( كنت دائما متأثرا بعنوان لبودلير: «قلبي عاريا»، من الممكن أن هذه هي الكتابة)

الكتاب المتشائمون والمتفائلون في الغالب سعداء لانهم يعرفون ان جزء ً من ارواحهم تمتزج بالروح الجمعية ، وهذا الحوار من خلال الكلمة الصادقة يساهم في تحرير القاريء وفي بذر ما هو ممتع ومفيد في قلبه .. هذا النوع من الكيمياء والتفاعل يعيد للحياة بهجتها .

( ان كتابة رواية تحتاج إلى فكّين شرسين ، لا يكفّان عن الهذيان)

هكذا هو حال الكُتاب في جميع انحاء المعمورة ، ليس امام الكُتاب الحقيقيون سوى صناعة خمور ادبية وفنية جديدة .. ايها القاريء الحاذق : اذا قرأت لكاتب ما لا يعجبك ، اعطه فرصة اخرى ، حاول ان تؤمن من ان ما هو افضل سيأتي ، لا تنسوا إن الهة الأدب منحت الكتاب الفنتازيا الكافية كي يساهموا في ان تبقى ارواحنا تحلق بحرية وترصد العالم من زاوية اخرى .. لذلك يحتاج الامر منا الى قليل من الوقت ، وكثير من الاهتمام والصبر لأننا بحاجة ماسة للأدباء .
اخيرا ً اترككم مع الاقتباس الأخير متمنيا ً لكم المسرات والصحة

( الكتابة ليست نزهة، بل مسيرة احتجاج. )



#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع روحي على انفراد
- الحجيج إلى شكفته خَمري
- قصة قصيرة : الأرغن الذائع الصيت
- ماذا يخبي الله لنا
- 86 نبراسا ً من المقاومة
- هواجس كخبز القربان
- الهبوط الرهيب
- البوهيمي
- عاشقان
- احلم يا ولدي
- نداء وطن وهدير التغيير
- اللامنتمي والأبواب الخمس
- اليوم المحتفي بنفسه
- قصة قصيرة : القَبْرُ القرمُزيُ
- كريم كطافة وحصار العنكبوت
- قصة قصيرة جدا ً : الشبح
- نحن موتى أذن !
- ثلاث جرعات من الترياق
- إيماءات رأس السنة
- شجرة الأعياد


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - اغنية الكتابة