أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود البصري - عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟














المزيد.....

عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 465 - 2003 / 4 / 22 - 05:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


                                          
 

ماذا يشكل سقوط النظام العراقي على صعيد تهاوي واحد من أشد الأنظمة قمعا في العالم ككل ؟

وكيف يمكن النظر من هذه الزاوية للآفاق التطورية لحركة حقوق الإنسان العربية ومنظمات المجتمع المدني العربية على صعيد إنعتاق وتخلص الإنسان العربي من كل العوامل والمسببات التي أدت لقيام أنظمة قمعية شرسة ساهمت في تكسيح العالم العربي وأودت بكل الأحلام الرومانسية للحركة السياسية العربية طيلة نصف القرن المنصرم ؟ وحولت حلم الدولة العربية القومية المستقلة لكابوس كبير من الظلم والموت والتشريد إنتهى عبر الصورة العراقية للخضوع لإحتلال أميركي واضح وصريح كثمن باهظ للتخلص من نظام أدمن القمع وتوغل بعيدا في سلوك طريق الرزايا والخطايا والجرائم التي حاول تغليفها بأطر قومية مزيفة تعتمد على التزوير القيمي والسلوكي ، وعلى إستحضار عناصر اللعبة الإعلامية التبشيرية والدعاية الجماهيرية المترسبة من بقايا أنظمة المعسكر الشيوعي الشمولي الراحل ! ، لقد أكد تهاوي وسقوط نظام صدام في العراق حقيقة نهاية حقبة القمع المؤدلج والتي وصلت معها هذه النوعية من الأنظمة لنهاية الطريق الشاذ الذي إستنزف من الأمة ومواردها الشيء الكثير ، وعوقت العمل القومي الحقيقي بل أصابته في مقتل ؟ ورسخت القيم القطرية والإنعزالية في ترسيخ واضح لكل عناصر الإنفلات من حدود ومديات العمل القومي ؟ فلقد خسرت القومية العربية وتعرضت الفكرة ذاتها لضربات موجعة لن تندمل آثارها ومؤثراتها في المديات المنظورة على الأقل !.

لقد مثلت الأوكار الأمنية والسجون السرية التي كشف النقاب عنها في العراق ومازالت أسرارها ومغاليقها لم تحل بعد بشكل نهائي حالة من العقم السياسي والجريمة الإنسانية الممنهجة التي تسببت بها أنظمة الحزب الواحد الشمولية ، وبات من الضروري على المتابعين والمؤرخين والسياسيين ولكل المهتمين بالقضايا الإنسانية أن يؤرشفوا ويسجلوا كل أحداث ومآسي هذه الحقبة المفصلية من التاريخ العراقي والعربي بل والإنساني  ، ففي حالة القمع العراقية تغلب الخيال على الواقع ؟ وإنزوى الواقع يجر مشاعر الخيبة والحزن نحو شعب يعاني منذ ثلاثة عقود فيما سلطته القاتلة تتمتع بطنين دعاية قومية مشرقة وبصورة زاهية بين الأوساط العربية للأسف إلى أن كشفت الأيام عن رزايا ومصائب نظام هرب وإنزوى وتلاشى ولم يكلف نفسه حتى بإظهار المداخل لتلك السجون الرهيبة وكأنه يريد أن يأخذ أسراه وضحاياه من الأسرى والمغيبين لرحلة الموت التي إنزلق إليها ؟ لقد حدثت في العالم العربي حملات قمع شرسة بنيت فيها السجون والمعتقلات الخاصة ، وإختطف فيها من إختطف ؟ وغيب فيها من غيب ؟ ولكن في آخر المطاف وضمن إطار مراجعة المواقف وآليات تطور العملية السياسية تم إغلاق تلك الملفات وتعويض من تضرر منها تعويضا قد لايكون عادلا ولكنه تعويض على أية حال وإعتذار للأجيال القادمة ، حدث ذلك في مصر وحدث الأكبر والأوضح من كل ذلك في المغرب منذ أوائل التسعينيات وحيث أقدم الراحل الحسن الثاني على مراجعة الموقف وضمن إطار حالة الشفافية والمراجعة الوطنية الشاملة لممارسات مرحلة الإحتقان السياسي في الستينيات والسبعينيات والتي توجت بسلسلة إنقلابات عسكرية فاشلة وصدامات مع الحركة الوطنية فإفتتحت المعتقلات الصحراوية والسرية وأشهرها معتقل ( تازمامارت ) الشهير والذي رغم سمعته السوداء يظل واحة مقارنة بسجون نظام صدام البائد والذي عجزت كل تكنولوجيا التصنت عن معرفة الأبواب والمداخل الرهيبة لمقابر الإعتقال الجماعي الرهيبة ؟ فلقد رحل النظام هاربا من بوابات التاريخ الخلفية تشيعه كل لعنات المظلومين والأحرار وقد نسي المفاتيح بحوزة جلاوزته الهاربين ؟ فبأي تقويم سيحظى النظام العراقي البائد في عيون التاريخ الثاقبة ؟

وكيف ستنظر الأجيال القادمة لجيل العذاب العراقي الراهن ؟.

 

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ أحمد الكبيسي ... الولي الفقيه والخطبة البتراء ؟
- ليلة القبض على برزان التكريتي ؟
- سجناء العراق وأسرى الكويت .. شرخ في ضمير العروبة !
- حواسم ) صدام ... هل تحسم ( البعث ) في الشام ؟
- هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود البصري - عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟