|
الخزعلي للكاظمي - غلس-والخيارات الثلاثة!!
متي كلو
كاتب واعلامي
(Matti Kallo)
الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لكي يحققوا الهيمنة والسلطة السياسية؛ جعلوا بدورهم مصالحهم الخاصة كأنها المصلحة العامة" كارل ماركس
مفاجئاة كبيرة لدي العراقيين عندما سمعوا بعملية استهداف عناصر حزب الله العراقي الأخيره من قبل القوات العراقية "أن عملية "الدورة"، التي اعتقل خلالها الأمن العراقي عناصر من كتائب "حزب الله"، خططت ونفذت من الجهات الأمنية العراقية حصراً، دون تدخل أي جهة أخرى وانها عملية استباقية هدفها حفظ هيبة الدولة و أن العملية عراقية التخطيط والتنفيذ والإشراف من الألف إلى الياء، وكل كلام يثار غير ذلك هو أكاذيب لاصحة لها بتاتا" منذ الاحتلال الامريكي للعراق بدا بتشكيل المليشيات المسلحة والتابعة لاحزاب السلطة، ولم يجرأ احد من رؤوساء الحكومات السابقين ان يضع حدا لنمو هذه المليشيات وازدياد اعدادها ونفوذها والتي اصبح لها مقرات وقيادات ومعسكرات للتدريب وانواع من الاسلحة الخفيفة والثقيلة ، وهذه العملية هي اول عملية يقوم بها الكاظمي لانهاء السلاح المنفلت واخضاعه لسلطة الدولة، وقوبلت هذه العملية بفرح كبير وتظاهر مئات العراقيين في ساحة التحرير ببغداد، دعما لتحرك الحكومة ضد جميع المليشيات التي تحمل السلاح واعتقال عدد من عناصرها، في المقابل كانت غصة كبيرة في قلب قادة المليشيات التي لم تتوقع ان يقوم رئيس الحكومة بمثل هذه العملية بالرغم من الاحزاب الكبيرة السياسية هي التي اعطت اصواتها في البرلمان لتمرير حكومة الكاظمي لتشكيل وزارته وفق برنامجه المعلن مسبقا" قد تعهد في برنامجه الحكومي بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين، فضلا عن تعهدات أخرى بحصر السلاح بيد الدولة" فاذا لماذا رد فعل احد قادة المليشيات سريعا وهو قيس الخزعلي زعيم مليشيا"اهل الحق" حيث خاطب الكاظمي قائلا: انت غير منتخب من قبل جماهير الشعب" ! لنقف قليلا عند هذه الجملة التي صرح بها الخزعلي للكاظمي، ونسال الخزعلي, هل ان رؤساء الحكومات الاربعة السابقين منتخبين من قبل الشعب مباشرة "الجعفري والمالكي والحيدري وعبد المهدي" ام عن طريق مجلس النواب، والذي يعتبر نوابه وفق الدستور العراقي ممثلون الشعب العراقي، فاذا كان كذلك فما الفرق بين الكاظمي والسابقين! ولا نريد هنا ان نسرد كيف تمت الانتخابات وما صاحبها من تزوير عن طريق التهديد والقتل والتخويف والترهيب في بيئة ملغومة ،ام لان الكاظمي بدا بحصر السلاح المننفلت بيد الدولة والتي لم يستطيع اي من الاخرين القيام به! وهل نسى الخزعلي من ضمن برنامج الوزاري للكاظمي هو حصر السلاح بالدولة ومحاربة الفساد !! ونعتقد تصريح الخزعلي لا يعني سوى استمرار المليشيات المدججة بالسلاح خارج المؤسسات العسكرية واستمرار الفساد. الجملة الثانية التي اطلقها الخزعلي هو نصيحة للكاظمي ان لا تتجاوز حكومته المؤقتة الصلاحيات !! وكلنا نعلم بان حكومة الكاظمي ليست حكومة تصريف الاعمال بل حكومة ذات صلاحيات كاملة وليست لتصريف الاعمال كما اصبحت حكومة عبد المهدي بعد الاستقالة استجابة لمطالبة الجماهير المنتفضة في ساحة التحرير في قلب بغداد وساحات المدن العراقية الاخرى ، ولا يخفى عن الجميع بان من اوليات حكومة الكاظمي هو محاربة الارهاب والعملية التي نفذتها القوات المشتركة هي جزء من مكافحة الارهاب. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يعترض الخزعلي على التوقيع على ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الصين من قبل عبدالمهدي وهو يراس حكومة تصريف الاعمال الذي لا يحق له التوقيع على اي اتفاقية !! واجمع عدد كبير من المحللين السياسيين بانها اتفاقية مثيرة الجدل وتسبب انهيارا اقتصاديا في حالة تنفيذها!! يقول ايضا الخزعلي بان تشكيل حكومة الكاظمي جاء بناء مطلب المرجعية والجماهير! ويوجه كلامه الى الكاظمي ليقول" هذا ليس حجم حكومتك لانك تدخل في مشاكل !! تصريح اخر فيه من الغرابة والسذاجة في ان واحد، اذا كان تشكيل حكومة الكاظمي مطلب من المرجعية والجماهير فلماذا لا تكون حكومة لها كل الصلاحيات، وهل حكومته اقل شانا من الحكومات السابقة! ولا نعلم اي المشاكل لا يحق التدخل فيها! هل يترك السلاح السائب بيد المليشيات وتصفيته واستعادة هيبة الدولة و ترك سطوة المليشيات على الشعب! الا يحق للحكومة ان تقوم بحملات لانقاذ ابناء الشعب من الابتزاز والخطف والاختيال الذي يتعرض له ابناء بغداد من قبل تلك المليشيات والجميع يعلم بان اثناء العملية الاستباقية عثر على انواع مختلفة من الاسلحة،منها مسدسات وبنادق قنص مزودة بكاتم صوت التي تعتبر ممنوعة بموجب القانون، وهذا هو احد الادلة الدامغة بتورط هذه المليشيات بالاغتيالات التي طالت الناشطين من ثوار تشرين خلال المظاهرات الشعبية حيث فشل الجيش العراقي من ضبط افراد "المليشيات" و التحكم فيها ، وفي اكثر من موضع تم مهاجمة المتظاهرين و الجيش والقوات الأمنية من قبل تلك الميليشيات. اما نصيحة الخزعلي الاخيرة للكاظمي بان يترك المليشيات وسلاحها كما تركها الاربعة الاخرين"الجعفري والمالكي والحيدري وعبدالمهدي" ويبقى العراق يرزح تحت نظام مذهبي طائفي فاسد يزداد فيه الفساد يوما بعد اخر، ونهب اموال الدولة وتجويع الشعب، لكي ينعم قادة الاحزاب السياسية ببرجهم العاجي في ظل غياب اي شكل من اشكال الرقابة الرسمية عليهم، اي باللهجة العراقية على الكاظمي ان"يغلس" كما"غلس" الاربعة الاخرين!! مما تقدم ، وباعتقادنا يتبادر الى ذهننا ثلاثة اسئلة، الاول، هل يستمر الكاظمي بتكرار ما حدث في الدورة وثانيا، "يغلس" كما "غلس" قبله وثالثا، ام يجهز حقيبته ويرحل! الايام القادمة سوف تكشف المستور..!
#متي_كلو (هاشتاغ)
Matti_Kallo#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إذا قبضت المال ثمنا لنضالي سوف أتحول من مناضل إلى مرتزق - ما
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|