أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى














المزيد.....


بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى


سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يوما بعد يوم تَتَّسِعُ الفَجوة وتَزداد الهُوة بينك وبين الآخرين، تتساءل أنتَ «لماذا؟»، لماذا أنتَ دون الآخرين، لكنك لا تَدري شيئا.. لا تَدري كيف وصلتَ إلى هذه الحقيقة الْمُرَّة التي لا تَستكثرها عليكَ تجربتُكَ في الحياة.
الحياة هذه التي تَسلبك حقك في الحياة ما أشقاها ما أشقاها! وأنتَ الواقف فيها على قدم واحدة تنتظر لحظة سقوطك الحقيقية بعد أن سَقَطْتَ من عين الأغلبية دون أن تُضْمِرَ حِقدا أو تُبَيِّتَ نِية.
نِيةُ الغَوْغَاء والرِّعَاع والهَمَج الذين يَزحفون على أرضك زحفا نهايتُها الطمع في مَسحك من الوجود عن إصرار، وأنتَ لا تدري لِمَ هذه الضغينة التي تَجعلك غير مرغوب فيه، بل تَجعلك بطلَ الرفض الاجتماعي.
الرفض الاجتماعي نتيجة، أما السبب الخَفِيّ فلا يخرج عن البطولة المطلقة التي يَلعبها واقعيا هُواةُ نَقْلِ الكلام الذين يُجَنِّدُونَ نُفوسَهم الأمَّارة بالسوء وقلوبَهُم التي أعماها الحِقد، يُجَنِّدُونَها للمَجزرة التي تُذْبَحُ فيها أنتَ وإحساسك، يُجَنِّدُونها للمحرَقة الكبرى التي يُحْرَقُ فيها قلبك وعيناك الباحثتان عن شيء مِن العدل لإنصافك في غير زمن العدل الذي صَنَعَ الأبطال.
أبطال لُعبة نَقْلِ الكلام يَتَسَلَّوْنَ بِمَضْغِ إحساسك ليَزْرَعُوا الفتنة الأكبر من القتل وهُمْ يُفَجِّرُون المشاكل الْمُفْتَعَلَة بينك وبين الآخرين ويَقطعون العلاقات بينك وبين الآخرين ويُعَبِّئُون ضِدَّك (بالبُغض) قلوبَ الآخرين لِتَحْدُثَ القَطيعة.
القطيعة تَبْدَأُ مِن حيث انتهى نَقْلُ الكلام الذي لا يُؤَدِّي إلى غير الحرب الباردة والخصام، وإذا بكَ تسأل نفسك: أينَ هُم مِن مَداخِل العِزَّة وتَحصين النفس؟! أين هُم من قاعدة «لا أرى، لا أَسمع، لا أتكلم» التي يُنْتَظَرُ مِن المسلِم أن يَعمل بها وهو الذي يَجْدُرُ به أن يُسَلِّمَ أمره لله حتى يَسْلَمَ.
يَسْلَمُ حقيقةً من سَلِمَ لسانُه وعيناه وأذناه، يَسلَم من نأى بنفسه عن أن يكون من صُنَّاع نَقْل الكلام، يَسلم من لا تَستدرجه عيناه إلى مُسْتَنْقَع الهَمْز واللَّمْز رغبة في السخرية والانتقاص من سواه (ويل لكل هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)، يَسلم من لا يُسَلِّمُ أذنيه لغيره وهو يَجتهد في تفصيل القِيل والقال طلبا لإعفاء مَن لا يستحق مِن حقه في التقدير والاحترام سواء.
سواء بالـ«كوليرا» أم «الطاعون» أم «سارس» أم «كورونا» أم بالفقر الملعون، فإننا كُلنّا إلى الله راجعون.. راجِعٌ إلى الله أنتَ وليس في انتظارك أكثر مِن حُفرة، حُفرة تَتَمَدَّد فيها وحدَك: لا مال ولا «عيال» ولا ذَوات الحُسْن والجَمال ولا ذهب أصفر ولا أسود.. وحدَها حَسَنَاتُك تُضيء قبرَك المعتَّم إن لم تَسبقك إليه ذُنوبك ومعاصيك لتَفْتَرِشَها وتَلْتَحِفَها وتَتَوَسَّدَها مِن حيث تدري أو لا تدري.
نافِذَةُ الرُّوح:
- «بَريق الدنيا كاذِب».
- «كُنْ أكثرَ صلابة مِن الأرض التي تَقف عليها حتى تَصمد في وجه الأيام».
- «مَعتوه مَن يرى جَنَّتَه في إحراق سِواه».
- «شَتَّانَ بين الورد واليَد الخَشِنَة التي لم تَتَعَلَّمْ كيف تُحافظ عليه!».
- «بين شَفَتَيْن موتُك أو حَياتُك».
- «نَسِيتَ أنْ تُرَتِّبَ حُجراتِ عَيْنَيْكَ بعد جريمةِ قَتْلٍ لَمْ تَنَمْ».
- «الإِبَادَةُ الحقيقيةُ بَطَلُهَا فَمُكَ».



#سعاد_درير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصافير المشاعر تُشَيِّع جنازة القلب المقتول رَكْضا ولهاثا
- حفرة الواقع الأشَدّ ضَيقا من احتمالات القفز
- أَعِدْ شِفاهَكَ إلى مكانها
- أَجْدِفُ بِعَصا الصمتِ
- أَلِابتسامة عَينَي الحُبّ أن تُقَبِّلَ ثَغرَ الحياة؟!
- اِمْلَأْ جُيوبَ قَلبِكَ
- كآبة تُسيلُ دماءَ الروح
- -حياة وردية-.. المُلهِمة
- فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ
- أصابع الموت تُغازِل روح إدغار
- فاكهة التجلّي
- الرحلة الأخيرة إلى الكأس
- مِن أين لجواد الحُبّ أن يَعبر؟
- أصابع تستعد للقاء
- ذوبان ساعات الحياة.. عند عتبة سلفادور دالي
- وهم
- أقمرت في ليلي لِمَ؟!!!
- الطريق إلى العروبة، شقرة الشعر وزرقة العينين والمدينة الجديد ...
- خيانة
- الكتابة المتملقة والكاتب المغرور


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى