عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 13:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعتقد شخصيا من متابعتي لما يجري في ليبيا أن مصر لن تتدخل بريا بجيشها في ليبيا ولكنها ستكتفي بتدريب القبائل الليبية و دعمهم بالسلاح ليصبحوا قوات رديفة لجيش حفتر كما فعل الجيش السوري بإستخدامه لقوات رديفة في حربه ضد الجهاديين صبيان آل عثمان .. و هنا ستقوم مصر بتغطيتهم و بدعمهم بغارات وطلعات جوية من سلاح الطيران قد ينضم لها قريبا سلاح الجو الروسي حسب الوضع الميداني .. وبالنسبة للأتراك فسيقومون بتسليح صبيانهم بصواريخ أرض جو من نوع ستينغر مما تم إستخدامه في سوريا ضد سلاح الطيران السوري القديم نسبيا .. إلا أن هذه الصواريخ لا تصيب إلا الطائرات القديمة غالبا كالميغ واحد وعشرين، ولكنها غير فعالة كثيرا في مواجهة طائرات الجيل الرابع أو الجيل الرابع ونصف كطائرات رافال التي إشترتها مصر من فرنسا مؤخرا لخفة حركتها وتطورها إلكترونيا و إستطلاعيا .
لا أبالغ عندما أقول .. لو لقيت مصر الدعم السياسي الكامل من روسيا وأوروبا والجامعة العربية وضمنت حياد ترامب فهي قادرة حاليا على قطع رجل تركيا بشكل كامل عن شمال إفريقيا ..
ليس لضعف تركيا عسكريا ولكن لبعد طرق الإمداد لديها مما يسهل قطعها من عدة دول كاليونان و إيطاليا ومصر .. يعني شيء مشابه لما جرى عندما قطعت القبائل العربية خطوط إمداد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى مما أدى لخسارتها المذلة في الحرب وإنهيار الدولة ذو العقلية الجهادية مع الأمل عندها بقدوم أتاتورك جديد ينظف آثار أردوغان ومرتزقته من البربر ممن نشرهم حول العالم ...
إن إدراك إثيوبيا لجدية مصر في ذلك جعلها تؤجل أخيرا تعبئة سد النهضة بإتفاق ثلاثي مع مصر والسودان و قد لعب خطاب السيسي الحاسم حول سرت دورا في ذلك ..
يحسب للسيسي دعمه للجيش المصري بطائرات حديثة رغم أن الكثيرون إنتقدوه لذلك -وخاصة إعلام الإخوان - فلا بديل عن بقاء مصر متفوقة جويا في إفريقيا لكي لا تلتهمها الدول الإقليمية المجاورة و كي لا يستبيحها صبيانها من المرتزقة والجهاديين .. فطائرات كالرافال الفرنسية مثلا قادرة حتى على تجاوز الدفاعات الأرضية الإثيوبية إسرائيلية الصنع من نوع سبايدر فيما لو قررت مصر ضرب السد أو حتى التلويح بذلك وهذا الخيار غير متوفر في الطائرات الأخرى التي تملكها مصر غالبا وهذا ما أعطى مصر نقطة متقدمة في صراعها مع إثيوبيا وتركيا أيضا .
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟