خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 13:48
المحور:
الادب والفن
في حمى الآهاتِ وفورةِ الحنينِ تقلّب في فراشِه .فزع من الظلمةِ كأنه في سردابٍ لبيتٍ مهجورٍغادرَهُ أهلُه دون أثرٍيشيرُ الى حياةٍ كانت صاخبةً تحت ضوءِ شموعٍ تحترقْ .لازمُه الأرقَ وأحمرتَ عيناه, ما كان كعادته ممارسٌ لهوهُ الليلي مع الكأسِ ولذةٍ مبحرةٍ في أعماقٍ جسدِه النحيلْ . عادة لابد منها تثنيُه وتصدُ هيجانَ افكارَه الغارقةَ في واحةِ الأيامِ سرقها الوجودَ وباتت أحلامُ يقضةً وذكرى تطربُه ويغني لها بصوتٍ حزينٍ مستعارٍ من رجلٍ فاقدِ ظلّه وعلى كرسيِه الذي يهتزُ صعوداً ونزولاً حول طاولةَ تحملُ اسفارِه وفاكهةٍ مصنفةٍ بتدرجِ الوانِها وروائحِها العابرةِ الى مكان محددً في حديقةِ دارِه .
ظل في باحةِ الدارِ في ذلك اليومِ الممطرِ لم يسعفُه حظّه للخروجِ الى مكانه المفضلِ بين شجيراتَ الحناءِ فالمطرَ كثيفٌ حال بينه وبين غريزتهِ الليليِة .وقع صريع الأرقِ وأحلامِه المتخاصمةِ على وسادةٍ فراشٍ فارغْ . تثائب كثيراً بأنتظارِ نهارٍ يمنحُه ثيابُه ويسقيه من طعمِ الحاناتِ وجودهْ.
ينهزم الى قمةِ جبلٍ يخاطبُ سماءٍ تمنحه ليلةٍ هادئةٍ تعيدُ له أحلامِه محمولةٍ على طاولةٍ وكرسيٍ يهتزْ.
التعليقات
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟