أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - مخلب واحد أم مخالب كثيرة ؟!














المزيد.....

مخلب واحد أم مخالب كثيرة ؟!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل ثلاثاء
إختارت تركيا إسماً ذا دلالة رمزية هو "مخلب النمر" لعدوانها الأخير على السيادة العراقية، وتوغلها داخل أراضي إقليم كردستان العراق بعمق أكثر من (10) كيلومترات، بعد أن مهدت له بقصف جوي ومدفعي مكثف ، طال (8) قرى حدودية وتسبب بأستشهاد عدد من المدنيين، ونزوح عائلات من القرى وخسائر مادية فيها.
وكما ينشب النمر مخالبهُ بفريسته، ويقضي عليها، يريد القادة الأتراك، القول بأنهم مصرون على التدخل في الأراضي العراقية، وقضم ما يستطيعون منها، تنفيذاً لأطماعهم التاريخية في ولاية الموصل التي كانت تضم الموصل وكركوك وأراضي عراقية أخرى إبان الأحتلال العثماني، الذي إستمر أربعة قرون كاملة، وجعل من العراق مرتعاً للفقر والتخلف والظلم المستمر الى الان.
كما أن هذا العدوان المتكرر منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، عقب الأتفاقية المبرمة آنذاك بين حكام تركيا ونظام "صدام حسين" الفاشي، لمحاربة المقاتلين الأكراد والشيوعيين وسائر المناضلين ضد النظامين الرجعيين، يمثل في جانب منه هوس حكام تركيا وخاصة "أردوغان" بإعادة الإمبراطورية العثمانية التي سميت في اخر أيامها بـ" الرجل المريض" وهزمت شر هزيمة في الحرب العالمية الأولى، مع دول المحور الأخرى بقيادة ألمانيا، وجرى تقاسم ممتلكاتها بين بريطانيا وفرنسا بموجب إتفاقية "سايكس بيكو".
إن هذا الحلم الفنتازي يعد أحد الدوافع الرئيسية للسياسة العدوانية التي ينتهجها " أردوغان" في كل من العراق وسوريا وليبيا، الأمر الذي سيقود تركيا صوب المجهول، ويطؤّح بكل المنجزات التي حققها الشعب التركي طيلة العقود الماضية.
إن ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني "pkk" لتبرير عدوانه الآثم على العراق وخرقه المتكرر لسيادته الوطنية لا يمكن أن تنطلي على أحد، لاسيما وإنها إقترنت بتنكره وتراجعه عن تفاهمات أسلافه من الرؤساء الأتراك لحل القضة القومية الكردية، وإصراره على الحل العسكري وعلى اتباع سياسة شوفينية مقيتة، فضلا عن القضم المتواصل للديمقراطية السياسية الناشئة في تركيا، وإحتضانه لـ "داعش" وتوظيفها لخدمة مشاريعه التوسيعية والإجرامية.
لكن المخلب التركي ليس وحده المتأهب لأفتراس العراق شعباً ووطناً، والتدخل في شؤونه الداخلية والخارجية، بل هناك أكثر من مخلب لا يقل خطورة عنه إن لم يكن أكثر،
مغلف برداء طائفي، ويهدف في نهاية لمطاف الى إحياء الإمبراطورية الفارسية، أما المخلب الأمريكي، فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
ولا يقتصر إنتهاك السيادة العراقية وهضم حقوق العراقيين على هذه الدول الثلاث، بل حتى الدويلات الصغيرة المحيطة بالعراق، إستغلت ضعف الحكومات العراقية المتعاقبة، وولاء العديد من القوى السياسية والكتل المتنفذة الى الأجنبي القريب جغرافياً أو البعيد! للعبث بالأرض العراقية وإنتهاك حرمتها، والأستحواذ على جزء من ثرواتها الوطنية، التي حرم منها الشعب العراقي.
إن هذه الحالة الشاذة، سيكتب لها الديمومة، وسوف تستمر التدخلات الفظة في شؤون الشعب العراقي وتنتهك أراضيه وسيادته الوطنية، إذا لم يجر تغيير جدّي في بنية السلطة السياسية، ويستبدل نهجها وفلسفتها وشخوصها الفاشلين بمن هو قادر فعلا على إدارة الدولة بعقلانية ومهنية وكفاءة، بعيداً عن المحاصصة والفساد ونهب المال العام وإنعدام الضمير.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟
- حذارِ مسك العصا من الوسط!
- مفوضية الانتخابات تعيد انتاج حصان طروادة
- هيروسترات عراقي
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الاتفاق النووي المتوقع بين واشنطن والرياض؟
- أردوغان: لن نسمح بتقسيم سوريا وسنقف إلى جانب حكومتها في مواج ...
- أبو عبيدة يُعلن فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة للجندي عيدان ...
- عشرات الغارات الأمريكية الجديدة على اليمن
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- تونس .. أرقام قياسية لاكتظاظ السجون ورؤية لإصلاح المنظومة
- فيتسو ردا على كالاس: لن يمنعني أحد من حضور احتفالات النصر في ...
- السلطات الأردنية تحبط محاولة تهريب أكثر من نصف طن من الحشيش ...
- وزارة الخارجية الأمريكية تلغي منحاً لدول أجنبية بـ215 مليون ...
- الجيش المصري ينفذ بحثا عسكريا يرسم مستقبل أمن الطاقة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - مخلب واحد أم مخالب كثيرة ؟!