عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 22:16
المحور:
الادب والفن
يا نقطة المسك
يا نقطةَ المسكِ فـوقَ اللّيلكِ الشامي
أيقظتِ نائمَ أحــــــــــزاني وآلامي
كمْ غرد الوجدُ في أيكِ الأسى طَرِباً
أوصاحَ طيرُ تبـــــاريحي بآجامي
ذكراهمو خمرةٌ قـــــد عُتّقَتْ زمناً
وفاضَ منها لذيذ الشــــوقِ بالجامِ
وقفتُ والبُهرُ يستولي على طُرقي
وحِرتُ ما بين إقـــدامي وإحجامي
الدمعُ آضَ حصىً والجفنُ من حجرٍ
وضجّ بالعشـقِ قرطاسي وأقلامي
والهجرُ صارَ عُقــاباً والنوى أسداً
وترجماناً فــــؤادي حيــنَ إعجامي
مسكٌ على زبدةٍ بيضـاءَ في لَهَبٍ
من حُمرةٍ لوَّنَتْ تُفّــــــاحَ أحلامي
يا ويلَ قلبيَ من خــــالٍ تُحاصرُهُ
بيضُ الخيولِ كُمَيْــتٍ فوقَهُ رامي
أدري بأنّ ســــــــهامَ العين قاتلةٌ
وفوقَ خـــــدِّكِ قينٌ رمحهُ دامي
إن لمْ تكوني مـلاذاً يستجيـــرُ بهِ
فما لقلبِ فتىً يهــواكِ من حامي
وفاتكِ الحسنِ لا يُبقي على رَمَقٍ
إذا تجلّى كشمس الصبــــحِ قُدّامي
عيناك نجمان والأفــــــلاكُ دائرةٌ
من نَقضِ أمرٍ إلـى شَـــكٍّ لإبرامِ
ما سرُّعينيك في الأحــلامِ تسلبُني
ما كنتُ أحرزُ من نبـــضٍ لأيّامي
هل سرُّها أنها فــي اللحظِ بارعةٌ
أو أنها سببٌ فــــــي كلّ أسقامي
أو أنها من قبيل الجِــــنِّ يطرُقُني
ويدّعي أنه شيطـــــــــانُ إلهامي
أحثّ روحي إلـى دربٍ يُجنبُني
بلوى هواك فتغـــريني بأوهامي
كقربةٍ شُقَّ جنبــــاها وقد نزفَتْ
فهل ستنفعُ في البيـداءِ للضـامي
تسيرُ بي خلَجـــات القلب أتبعُها
بخطوِ نبضتهِ لا خطـــوِ أقدامي
وكنتُ حين وكوفِ العين أمنعُها
أقولُ ياعين لا تؤذينـَـــنِي نامي
ذنبي بأنّ فؤادي قـــــــد أحبّهمو
وكان خوفي عليهم جـــلّ آثامي
أجاهليٌّ أنا فــي الحــبّ ذو وثنٍ
أودعتهُ كعبةً العشّــــاقِ مذْ عامِ
إن لم يغثني ملاكٌ ثغـــــرهُ عَنمٌ
بقبلةٍ منهُ تهـــــوي كلُّ أصنامي
لظلّ قلبي أســـــيرا فــي متاهتهِ
وصارَ ينشزُ قيثـــاري بأنغامي
سيحمل السيل عجـــلاناً قواربَنا
إلى بحارٍ أبادتْ كـــــــــلّ عوّامِ
أنا وأنت وكـــــل العابرين غداً
نكونُ بعضَ حكايـــــاتٍ وأرقامِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟