أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !














المزيد.....

بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازال قتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الافريقية ( جورج فلويد ) على يد شرطي من ذوي البشرة البيضاء يخيم بضلاله على المشهد السياسي ، ليس فقط في أمريكا وانما على صعيد العالم . احدى تداعيات هذه الجريمة هي العودة الى ماضي العبودية وتجارة الرقيق في القرون الماضية وحتى صدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في باريس يوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبرعام 1948 الذي جاء في المادة الرابعة منه: ( لا يجوز استرقاقُ أحد أو استعبادُه، ويُحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما). جدير بالذكر ان هذا الإعلان ،رغم شمولية مواده، لم يتمكن من إيقاف هذه الظاهرة التي تمارس حتى يومنا هذا ولكن باساليب وطرق مختلفة .
تاريخ المجتمعات الإنسانية شاهد على مدى بشاعة العبودية حيث الانسان وسيلة يتم استهلاكه وليس غاية بحد ذاته، هناك مجتمعات لها اليد الطولى والتاريخ المخزي في الاسترقاق وتجارة العبيد ومنها بريطانيا وكذلك العديد من الدول الأوروبية . اعدام جورج فلويد أيقظ ضمير العالم وأعاد بالرق والعبودبة الى ماضيه المؤلم والأشخاص الذين تورطوا في عملية تجارة الرقيق هذه وكسبوا من وراءها ثروات طائلة اضطروا فيما بعد ، وكعملية ذر الرماد في العيون ، الى صرف قسم من تلك الأموال في بناء المدارس والمستشفيات، فتم على أثره نصب تماثيل لهم في تلك المدن " عرفانا بجميلهم " دون العودة الى الوسيلة التي جنوا من خلالها تلك الأموال، ومن هؤلاء تمثال تاجر الرقيق ( إدوارد كولستون ) في مدينة بريستول الواقعة جنوب غرب إنكلترا ، كان كولستون عضواً في الشركة الأفريقية الملكية التي يُرجَّح أنها كانت وراء نقل أكثر من 80 ألف رجل وامرأة وطفل من أفريقيا إلى الأميركتين. وفي عام 1721 مات كولستون بعد أن أوصى بأن تكون ثروته لصالح "الأعمال الخيرية" ولا تزال هناك في مدينة بريستول نصبْ تذكارية ومبانٍ كان يمتلكها، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
يوم الاحد المصادف 7 / 6 / 2020 ،وهو اليوم الثاني من الاحتجاجات التي خرجت ضد العنصرية في بريطانيا، حطم محتجون من حركة "حياة السود مهمة" تمثال تاجر الرقيق هذا وألقوا به في النهر وهم يرقصون فرحا وانتصارا كون هذا التمثال يمثل رمزا العبودبة في القرن السابع عشر.
بعد ما جرى لهذا التمثال، وتعرية الوجه الحقيقي لصاحبه ،عمت عملية اسقاط وتحطيم تماثيل العديد من أمثال هؤلاء وشملت دولا عديدة في أوروبا حتى وصلت الى تمثال كرستوف كولومبوس في مدينة لوس انجلوس الأمريكية.
مقارنة بسيطة بما يجري هناك من تحطيم التماثيل التي ترمز الى تأريخ إجرامي بحق الانسان، وما نراه في بلداننا وبالأخص " الإسلامية " منها ، يظهر العكس تماما، حيث صناعة التماثيل من خلال الرموز التي تعتبر " مقدسة " وهي راقدة في قبورها، تقديس يتخذه أصحابها كذريعة لطلب " الشفاعة والمغفرة " من تلك الرموز . بالتزامن مع هذا ، هناك
عملية أخرى تجري على قدم وساق في صنع التماثيل ، ولكن هذه المرة ليس للأموات وانما للأحياء من ذوي النفوذ والسلطة بحجج أما دينية وإرثيه أو سياسية وهو ما يجري اليوم أمام أعيننا في العراق .
صناعة هذه التماثيل في بلداننا لم يأت من فراغ وانما جاء من ضرورات مادية تستوجبها عملية فرض السطوة والسلطة بكل السبل على الجماهير من أجل اضطهادها وتوهيمها بكون طريق الخلاص من البؤس والشقاء لا يأتي سوى عن طريق الخضوع لما يصدر من كلام وفتاوى من قبل تلك الرموز .
هذه الظاهرة امتدت لتشمل حتى بعض القوى التي تحسب نفسها على اليسار كالحزب الشيوعي العراقي ومن خلال قيادتها الحالية ولربما ستشمل آخرين كذلك.
ان صناعة الرموز والتماثيل قد ولى عهدها، وما على الجماهير سوى اخذ الحيطة والحذر من الانجرار وراء دعوات بهذا الاتجاه وان الخلاص لا يأتي الا عن طريق النضال الجماهيري من أجل اسقاط كل هذه السلطة مع جميع رموزها وتماثيلها .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!
- الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!
- وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!
- حقائق يؤكدها فايروس كورونا !
- كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!
- عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!
- كورونا تحقق المساواة، ولكن بطريقتها الخاصة!
- عام مميز للمرأة في العراق !
- الكمامة الإسلامية وكمامة كورونا * !
- رؤوس تسقط وأخرى تنتظرالسقوط !
- كلنا منظمة حرية المرأة !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !