|
سيرة رحيل القومندانتا فيديل كاسترو
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 15:17
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كان متحمساً يُطلِقُ الرصاص على كل ادوات النظام الإمبريالي العالمي خصوصاً في مقدمتها الجارة اللدودة ما يُسمي الولايات المتحدة الأمريكية التي ابادت الإثنيات والأقليات وساهمت في تعويم فكرة " الرق والعبيد " كذلك عندما إنتصر في الثورة الكوبية كان يُحرضُ على ثورة السود والعبيد والزنوج والسكان الأصليين من الهنود الحمر بعد الإطاحة بهم . وإستخدمت امريكا وحكامها الى زمن ليس بعيد اعتماد نظام التفرقة والتمييز العنصري وكان الفعل ذلك في كل شيئ إبتداءاً بالحكم والتعلم والوظائف ، قرر القومندانتا ان يوجه في خطاباتهِ الطويلة حيزاً مهماً عن فضح الغول الأمريكي المستبد والذي يستخف بمعنويات السكان من غير اللون الأبيض. عن عمر تسعون عاماً ذهب الرفيق القائد الأممي والعسكري والثوري الأول في جزيرة كوبا النائية والمجاورة الى الولايات المتحدة الأمريكية. فلوريدا وميامي .التي وصل اليها المعترضين على الثورة الشعبية الكوبية .اثناء تحالف معظم الطبقات الفقيرة والمسحوقة والمعدومة بتبني ثورة الخلاص من نير العبودية التي كان الشعب الكوبي يعاني منها تحت حكم وظل الحليف والمعادي لطموحات الشعب.فلغونستو باتيستاحارس الخاصرة للولايات المتحدة الأمريكية الى عقود طويلة . فيديل كاسترو الذي أشعل العقول والقلوب حاثاً اياهم على الصحوة من الغفوة الغابرة من الزمن الصامت حيث وضع أسس ومداميك إنطلاق ايام الحرية من هنا،جزيرة كوبا،مُضرماً نيرانها ولهيبها الذي لاحق الخونة والعملاء المنهزمين بين أحضان الإمبريالية،حيث صال وجال في البساتين المزروعة القصب السكري والتبغ التي كانت رائحة عرق العمال تمتزج بالأرض والحقول والغابات والمزارع التي كانت مكان ومسرح التخطيط للثورة التي سوف تندلع وتدحر المتأمرين والمحتكرين لقوت الناس الذين يعيشون في خيم الصفيح .إن الأحرار الذين رأوْا في الخطب الطويلة التي كان القومندانتا الرفيق كاسترو يعلن من خلالها عن حث الجماهير ضد العبودية من جهة ،وتبنيها الأفكار الثورية التي تحمل النهج الأشتراكي في تصنيفها نتيجة الماركسية اللينينية والشيوعية في بلد الفقر وجزيرة الحصار. الذي فرضتهُ الأمبريالية العالمية ضد الثوار.وكان التحالف التاريخي مع الثائر الأممي إرنستو تشي غيفارا، الذي لعب دوراً خارقاً في إنتصار الثورة الكوبية.وحاولا معاً تصديرها الى الخارج .في جنوب امريكا. وفي افريقيا .تحديداً أنغولا والزائير .اثناء السنوات الأولى في عقد الستينيات عندما تحررت افريقيا من رجس الإستعمار. لكن كاسترو كما يحلو للشعب الكوبي إعتبارهِ المنظر الأول والأب الروحي للثورة الكوبية .كان قد رافق رحلتهُ الطويلة تلك والتي تختزن حقداً على الإمبريالية التي تعتمدها امريكا وحلفاؤها في إمتصاص خيرات ودماء الفقراء معاً.إلا إنه إجتمع مع الزعماء في العالم وروؤساء بعضها من امريكا من بعد القطيعة والحصار للجزيرة اثناء الحرب الباردة، عندما نُصبت الصواريخ التي تحمل رؤوسها قنابل نووية في خليج الخنازير متحدياً أمن اكبر دولة تُعتبرُ حاكمة للعالم أجمع.وكادت ان تؤدي الى حرب عالمية ثالثة آنذاك بين القطبين الرأسمالي والأشتراكي .والتي كانت كوبا من أوائل الدول الرافضة للسياسة التعسفية التي تمارسها على الشعوب امريكا وزبانيتها!؟ لكن البزة العسكرية والزيتونية الألوان كانت دائماً عندما يرتديها في لقائات عامة مع زعماء من الصف الأخر كتعبير عن ثورة لا تنام.وهذا ما شاهدناه مع الرئيس الامريكي نيكسون.وفي ردهات الأمم المتحدة الناطقة بحقوق الأنسان.حيث ركز إعلانه مع التضامن المزمن والتاريخي الذي ابداه كاسترو في نظرتهِ للقضية الفلسطينية .التي تحالف مع شعبها قلباً وقالباً وكانت اللقائات بين الرمزين كاسترو وياسر عرفات تشكل عقدةً للأعداء من الطغاة ،حيث لكل من القائدين خصوصية في حيازة المسدس الذي إشتهر بهِ الرجلين من خلال واجهات الأمم المتحدة. إن السيجار الكوبي الذي إمتاز به كاسترو وجيفارا ترك أثراً لدي من إعتنق دين الثورة الذي لا كتاب مقدس لَهُ .سوي مبادئ وشعارات العزم والأصرار الدائم ضد الظلام والإحتكار، كما اتذكر جيداً في حرب تموز 2006 عندما كانت المقاومة تدك الكيان الصهيوني في عقر دارهِ .إخترق خبر سوء صحة القائد كاسترو وأدخل الى المستشفيات ومع ذلك صرح واعترض على همجية الصهاينة ضد الشعب اللبناني. ومازالت تحضرني الى الأن فقرات غناء ثوري. عندما كنّا اثناء الإجتياح الأسرائيلي الأول للجنوب في عملية "الليطاني"سنة1978 كانت الأغاني الثورية في مجدها وزهوها.وكانت تحية الى الرفاق ""في كوبا الأبية ""على مسامعنا تدفعنا الى الأعتزاز بالثورة الأممية . تسعون عاماً قضى معظمها وأكثر أوقاتها خادماً وثائراً وفلاحاً ومزارعاً.مثقفاً وشاعراً وفناناً وصديقاً للذين صدورهم عارية، سوف يتفاجئ العالم بأكملهِ عندما يُعلن عن ثروة القائد الذي تصدر قيادة كوبا اكثر من خمسة عقود .بإن التركة التي ينتظرها الملايين هي عبارة عن كلمات رائعة وخالدة وواقعية .خلافاً ما إعتدنا عليها عندما تعلنها البنوك والمصارف!؟ عندما زار الرفيق القائد هوغو تشافيز الرمز كاسترو في إستراحتهِ الأخيرة .قال بالحرف الواحد لن ننام وشعوبنا تإنُ من القهر والفقر المدقع والمرض والجوع. علينا ان نكمل المسيرة ليس بمن بقيّ.لا بل بالصبايا والشباب والدماء الحديثة الولادة . الحرية ابوابها مُشرعةً علينا الدخول من ابوابها الواسعة ،
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعظم دولة ملعونة تُقاصص و تُعاقب قيصرياً
-
إجهاض ثورات .. الربيع العربي ..
-
من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي لل
...
-
نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
-
خمسون عاماً على النكسة ونحنُ نُراوِحُ .. في المكان .. حتى تم
...
-
إقفال مكتب واشنطن لا يُنهي حق .. فلسطين المشروع في إقامة الد
...
-
حنين قبل حريق لبنان الكبير ..
-
عودة حرب النجوم في الإعلام الغربي مع إلغاء .. الإتفاقات النو
...
-
تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة .
...
-
لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
-
ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور
...
-
الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا
...
-
دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية
...
-
إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة
...
-
كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
-
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب
...
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|