سارق الكتب المقدسة.....تاليف هشام شبر

هشام شبر

الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 22:42
المحور: الادب والفن
    

( المكان شبه مظلم تتوسطه طاولة فيها مقعدين كل مقعد مواجه للأخر حيث يجلس المتهم والمحقق )
المحقق: أخيرا وقعت في قبضة العدالة
المتهم :أبارك لكم هذا الانجاز الذي أعاد للمدينة هيبتها
المحقق: الأسلوب الذي تتحدث به ليس بصالحك
المتهم : تعددت خساراتي ولا فرق بخسارة اخرى
المحقق: كن حذر ولا توغل في السخرية
المتهم : لا أخشى تهديدك هل تفهم
المحقق: لا تصرخ في وجهي
المتهم : أريد أن أعود الى زنزانتي
المحقق: ستعود ولكن بعد أن تجيب على أسئلتي
( يفتح المحقق الملف الذي أمامه ويقرء مافيه ثم يوجه حديثه الى المتهم )

المحقق: لماذا كنت تحوم حول المسجد في ساعة متأخرة من الليل
المتهم : كنت أحاول الوضوء
المحقق: الوقت لم يكن وقت صلاة
المتهم : السرقة لا تحتاج الى صلاة
المحقق : ماذا أردت أن تسرق من مسجد أعد للعبادة
المتهم : أسرق الكتب المقدسة
المحقق: تلك الكتب وجدت كي نعرف من خلالها الصواب
المتهم : لذلك أنا أسرقها
المحقق: هل هذه أول جريمة ترتكبها
المتهم : لا لقد كنت أسرق الكتب المقدسة من البيوت
المحقق: فقط الكتب المقدسة
المتهم : فقط الكتب المقدسة
المحقق: لكن الغريب في الأمر اننا لم نستلم دعوى أو شكوى بهذا الخصوص
المتهم : لأن لا أحد يحسن القراءة
المحقق: هل تعاني من مرض نفسي
المتهم : لا
المحقق: تسعى للأنتقام
المتهم : لا
المحقق:تحاول أن تعبر عن سخريتك
المتهم : لا
المحقق: اذن لماذا تمارس تلك العادة السيئة
المتهم : الفقر عديم التقوى ياسيدي
المحقق: سألتك عن نفسك
المتهم : وأجبتك عن الكثير
المحقق: أعتقد انك تنتمي الى جهة متطرفة
المتهم : أنتمي الى نفسي هل يعد هذا تطرف
المحقق: هل تسعى لقلب نظام الحكم
المتهم : نظام يقلبني كما يشاء لا أعتقد أن بأستطاعتي قلبه
المحقق: ألا تثق بالسلطة
المتهم : لا
المحقق: لماذا
المتهم : لأنها تعرف ماحدث وتعمل على ماسيحدث
المحقق: لا دخل لها بجريمة ارتكبتها أنت
المتهم : لكنها لها دخل بجرائم أرتكبت قبلي
المحقق: عن أي جرائم تتحدث
المتهم : الجرائم التي لا تحدث ضجة
المحقق: هل هناك جرائم لا تحدث ضجة
المتهم : نعم التي تقيد ضد مجهول
المحقق: كان بمقدورك الكشف عنها
المتهم : ليس لدي سلطة على السلطة
المحقق: هل تقرء ماتسرق
المتهم : لا
المحقق: مالحكمة من سرقة كتب لا تقرئها
المتهم : كي لا يتوارى خلفها من يتحدث بأسمها ويحكم بأسمها ويحلل ويحرم بأسمها لتحقيق مابنفسه من مارب
المحقق: ألا ترى انك تتهم وتبريء دون دليل
المتهم : المقابر التي أكلت منا الكثير والجوع التي سكن أرواحنا و من يسكن القصور وفيه كل القصور
المحقق: الكتب تأريخ
المتهم : تأريخ محنط
المحقق: كيف
المتهم : لأننا نأخذ منه مايخدم مصالحنا ونحرف ماتبقى كي يكون لصالحنا

( يدخل الطبيب )
الطبيب: لماذا هذا الصراخ
المحقق: أريده أن يعترف بما اقترف من ذنوب
المتهم : لست مذنب كل مافي الامر انني أردت أن أجردهم مما يغطي عيوبهم
الطبيب: اهدءوا اهدءوا
المحقق : من أنت ومن سمح لك بمقاطعة التحقيق
الطبيب : اهدء وتعال الى سريرك لتأخذ الدواء
المحقق : أنا لست مريض نعم لست مريض
المتهم: هههههه عرفت من البداية انك مريض
الطبيب: وأنت كذلك تعال الى سريرك فقد حان موعد نومك

( موسيقى تصاحب حركتهم وهم يتوجهون الى اسرتهم)

( اظلام )

#هشام_شبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات