|
رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
غسان المفلح
الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خارج السجال داخل الحدث السلطوي لأنه بالنسبة لي هو مربط الفرس.. أقرأ جيدا نص عدوك قبل أن تعد العدة للإجهاز عليه نصا وجسدا إن أمكن !!لهذا وفق هذه اللاقراءة أعلن هزيمتي في هذا السجال / النزال الليبرالي ! خصوصا أن صديقي الصحفي بسام حسن هو أمين سر التجمع الليبرالي العلماني ـ حيث الدكتور الياس حلياني الذي رد علي هو ناطقا رسميا لهذا التجمع ـ وبسام صديق مراهقة واعتقال لأنه أتى من اللاذقية إلى حلب ليراني وهو لم يكن في حزب العمل الشيوعي بل خارجه وله حزمة كبيرة من الانتقادات للحزب وبرنامجه السياسي.. فتفاجأ بوجود المخابرات العسكرية في منزلي بحلب كامنين كأنهم في دشمة عسكرية على جبهة الجولان..وبقي من أجل هذا أكثر من أربع سنوات في سجن حقير في فرع فلسطين للمخابرات العسكرية لتحرير سوريا من أي عقل مستنير. ولازالت هذه الذكرى تشعرني بالأسى لأنه اعتقل أربع سنوات ونصف السبب فقط : هو مجيئه لرؤية صديق مراهقته. [ من أين خرج لنا الأخوان المسلمون أيضا..كان ناقصك أستاذ أن يحسبوك على الأخوان المسلمين !! ] هذا جزء من حديث تلفوني دار بيني وبين صديق عزيز وأكد أكثر من مرة أن علي الرد..ثم جاءني الصديق العزيز الكاتب أكرم شلغين ليقول لي أيضا هاتفيا هذا ثمن شفافيتك ياصاحبي..قلت له إذا كان هذا السجال يخدم المعارضة وهدفها في التغيير الديمقراطي فلابأس. وليست هذه هي المرة الأولى وأظن أنها لن تكون الأخيرة. وفي كل مرة أجد نفسي أمام سؤال غريب حقيقة : كيف نقرأ بعضنا؟ لهذا بعد أن قرأت ردا علي شعرت أن كل منا بواد يغني على ليلاه وأنا ليلاي لا تغني لأنها حزينة على أصدقاء في المعتقلات وأصدقاء حرموا من رزقهم ورزق عيالهم !!الذين ذهبوا للمعتقلات وقطعت أرزاقهم لأنهم لم يغنوا في وادي التقدم والتطور والهدف الليبرالي النبيل والسامي ونحن هدفنا أن يتسلم الأخوان المسلمين السلطة !!! وهم سيقطعون علينا الطريق..!! أظن بعد هذه القراءة للنص الذي كتبته في حواري مع المعارضات حول إعلان دمشق بيروت.. علي أن أعترف بالهزيمة وها أنا أرفع الراية البيضاء ولن أدخل في سجال وسأدع ذلك للتاريخ. كلما زاد الضغط على السلطة كلما زاد الفرز في المجتمع وقواه السياسية والمدنية. وهذا الفرز لن يكون مطلقا إلا مشروطا بهذا المجتمع وسلطته وثقافته التي ربت هذا المجتمع عليها ويبقى السؤال قائما: ماهي الثقافة التي ربت السلطة السورية المجتمع السوري عليها؟ هل يظن أحدهم أن هذه السلطة قد ربت المجتمع السوري على ثقافة مدنية تعلي من الانتماء السوري وتجعله فوق أي انتماء أم أنها بثت عصبية طائفية بغطاء قومجي تافه وضيق الأفق؟ هذا هو السؤال الأول والسؤال الثاني : كيف يمكن أن نزيل فتيل هذه العصبيات الطائفية من قعر المجتمع والتي يبدو أنها تنتظر شرارة واحدة كما يرى بعضهم؟ على المعارضات كلها أن تلوث يديها الطاهرتين بطين هذا المجتمع.. وتفتح هذا الملف للحوار والنقاش الهادئ والمثمر والبعيد عن هذه الاتهامات والاتهامات المتبادلة خصوصا أن السلطة مازلت قائمة ولن يخيف النقاش أو يزيد من هذا الخوف بالعكس فإخراج الكامن في هذا القعر هو معرفة لما هو تحت هذا المستنقع الراكد بفعل القمع. فالسكوت عليه هو أمر لايخدم سوريا مطلقا بل يتركنا أمام مستقبل مجهول. كيف يتربى أطفالنا في مدارس سوريا؟ وماهي الثقافة التي يتلقونها في المنازل أيضا؟ لماذا كلما صار حراك ما تعود المسألة الطائفية لتحتل واجهة الاتهامات والاتهامات المتبادلة وهنا لااستثني نفسي من هذا العار !!؟ في بداية السبعينيات كتب الكاتب السوري المعروف أبو علي ياسين كتابا حول المحرمات الثلاث ـ الدين والجنس والصراع الطبقي ـ ولكن المتتبع لمسيرة السلطة والمجتمع منذ ذلك التاريخ يرى أن هذه لم تعد محرمات بل المحرم الوحيد هو ـ المسألة الطائفية.؟! والمتتبع للمشهد الثقافي السوري يشاهد فورا أنك تستطيع أن تهاجم الإسلام كما تشاء وما يكتبه بعض من يردون علي نموذجا ثم تستطيع أن تتحدث عن الجنس بالطريقة التي تشاء والصراع الطبقي ما شاء الله لدينا حزمة من الأحزاب الشيوعية. أما المسألة الطائفية فقد تحولت إلى تابو في سوريا لايستطيع أحدا مقاربتها مطلقا؟ أعتقد هذا هو الحدث السلطوي بامتياز وعلينا أن لا نتركه في باب التابو إذا كانت دعواتنا فعلا صادقة للعيش الحر الكريم والتعايش في دولة قانون..ولتقدم كل معارضة !! رؤيتها لكيفية الخروج من هذا المأزق السوري؟ وتطرح مفهومها للتعايش وفق تعقيدات هذا المشهد بعد تشخيصه..لا أن يبقى الكلام معوما على طريقة النصوص الليبرالية والديمقراطية التي تجدها في كل مكان وكنا قد وجدناها سابقا عند المعارضة العراقية ماشاء الله !! إذن هذا هو الحدث السلطوي الأساس ومن هذا الحدث ننطلق لأن إرادة السلطة هي التي جعلته حدثا مركزيا في المجتمع ومسكوتا عليه ولهذا لن ندخل في سجال اتهامي مع أحد.
#غسان_المفلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
-
صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
-
حماس إلى أين؟
-
المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
-
حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
-
لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
-
الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
-
السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
-
الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
-
الخامس من حزيران مشهد يومي
-
ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل
-
نكبة عائلة أم نكبة وطن
-
رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء
-
إعلان دمشق وجبهة الخلاص
-
رسالة من الخارج
-
الديمقراطية في سوريا والرسملة
-
رسائل من دمشق
-
تصحيح معلومات فقط للقارئ العزيز وللمناضل نزار نيوف
-
أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ
-
حكم التاريخ
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|