أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - وجهة نظر














المزيد.....

وجهة نظر


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكرت كثيرا في مسألة وضع قادة الغزوات او الفتوحات الاسلامية في مناهج التعليم لأولادنا، ما الهدف ؟، أو ما هو العائد من ذلك؟؟!! ، وهل كانت معارك هؤلاء القادة تخصنا ، أو تدفع عنّا ضررا ، أو تجلب لنا منافع ؟؟!!!.
أعرف أن الأمر فيه حساسية كبيرة ، لكن إلي متي سنظل الحساسية التي تصيب البعض تمنعنا من تناول موضوعات ذات أهمية كبيرة لوعي أبنائنا بتاريخهم وبأنفسهم وبوطنيتهم وبانتمائاتهم الفكرية والثقافية؟ ، قادة الغزوات أو الفتوحات أمثال عقبة بن نافع وسعد بن أبي وقاص وطارق بن زياد وخالد بن الوليد علي سبيل المثال لا الحصر لم ينطلقوا بجيوشهم من مصر ، ولم تكن حملاتهم سواء باتجاه الشام أو العراق أو بلاد فارس أو الأندلس تمثل لمصر في ذلك الحين أية أهمية سياسية أو عسكرية ، بل إن نتائج معارك هؤلاء القادة لم يكن لها بالنسبة لمصر أي عائد سياسي أو عسكري أو حتي ديني ، ولم يكن لأمن مصر القومي أية علاقة بهذه الحملات ولم يكن النصر فيها يرفع من شأن مصر أو يحط من قدرشعب مصر ، وحتي إذا كانت حملة من هذه الحملات قد لاقت الهزيمة فإن مصر لم تكن لتتأثر من قريب أو بعيد بتلك النتيجة.
صحيح أن هذه الحملات كانت من أجل رفع راية الاسلام ونشره في ربوع البلدان التي استهدفتها هذه الحملات ، وللمسلمين في كل مكان أن يبتهجوا وأن يفخروا بالنتائج التي حققتها هذه الحملات ، لكن الابتهاج والفخر لا يلغي تاريخ الأمم ولا يزيل مامرت به كل أمة من تجارب خاصة ، ونوائب ، وهزائم ، وانتصارات ، وعذابات ، وآلام ، لا يزيل أحداثها الخاصة التي صنعت منها دولة ، وكونت منها أمة تنفرد بخصوصيات تاريخية واجتماعية وثقافية وسياسية .
إن ما يخصنا في الموضوع كله هو دخول عمرو بن العاص بجيشه إلي مصر ، هذا حدث جلل كبير من ضمن الأحداث التاريخية التي مر بها الوطن ، ومن الواجب ومن الضروري ومن حق أبناء هذا الوطن أن يعرفوا تفاصيله ، فدخول عمرو بن العاص بجيشه إلي مصر غير الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية لهذا الشعب ، أحدث انقلابة هائلة - بغض النظر عن توصيفها - في حياة المصريين ، ومن حق الأجيال المتعاقبة أن تعرف ما حدث ، وفي هذا الصدد أنا لا أجد عيبا أبدا في تسمية حملة عمرو بن العاص بجيشه علي مصر بالغزو ، ولا أجد أي مبرر لتلك الحساسية التي تصيب البعض من تسمية الأشياء بأسمائها ، فسواء كان الأمر غزوا أو فتحا فالنتائج واحدة وهي نشر الاسلام في ربوع مصر ، ثم إنني لا أجد أية غضاضة أو أي انتقاص أو أي إهانة للجيش الاسلامي بقيادة عمرو بن العاص لو أن أبنائنا الطلاب وقفوا علي تفاصيل الحملة سواء كانت هناك مقاومة أو لم تكن ، المهم أن تقف أجيالنا علي حقيقة تاريخ أجدادهم بلا أي زيف أو أكاذيب أو تلافيق أو حكاوي ساذجة بلهاء.
تاريخ مصر الحقيقي هو مصنع الانتماء والوطنية ، وهو الركيزة التي يُبني عليها المستقبل ، وهو المفسر الوحيد لحركة الحاضر ، فما شأن التلميذ المصري بانكسار الفرس أمام جيش سعد بن أبي وقاص ، ما الذي يفيد هذا التلميذ في مغامرات خالد بن الوليد ، ما الذي يعود علي وطنيته أو انتمائه أو فهمه لمسيرة أجداده من دراسته لما فعله عقبة بن نافع في بلاد المغرب؟؟
كيف أصبحت هذه السير بديلا عن كفاح الشعب المصري وبديلا عن نضاله للمحافظة علي قوامه كشعب موحد يؤمن بالسلام والتعايش ، إنك تلاحظ أن واضعي المناهج لأبنائنا وكأنهم يتعمدون فصل ذهنية الطالب عن وطنه وأخذه بعيدا في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل ، بالرغم من أن واضعي هذه المواضيع في مناهج أبنائنا لو كانوا أمناء حقيقيين ويؤمنون بأن لكل شغب تاريخه الخاص الذي يلعب الدور الحاسم في تكوين العاطفة الوطنية لوضعوا ابراهيم الرفاعي - علي سبيل المثال - اسطورة حرب الاستنزاف العظيمة لكي يعرف التلميذ إلي أي نوعية أو إلي أي معدن من الناس هو ينتمي ، أو لوضعوا مثلا عبد المنعم رياض كمثل رائع لروح الوطنية والفداء مع بيان دوره في بناء القوات المسلحة بعد تفككها إبان هزيمة يونيو 67.
التاريخ المصري مليء بالأحداث وبالأسماء العظيمة ، مليء بالقادة النادرين ، مليء بقصص بطولية صنعها بسطاء مصريون ، مليء بحكمة شعب لم يتوقف يوما عن العمل فأنجز ما نراه ماثلا من آثار تشير إلي عظمته وقوته وعلمه وفنونه المتنوعه، وقد آن الأوان لكي يتوقف كهنة التزييف والكذب والتضليل عن حشو أذهان ووجدان أبنائنا بما لا يخصنا ولا صلة لنا به.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة
- كُفار مكة
- هذيان
- كورونا في خطابي الدين والثقافة
- مخدرات
- كيف ننجو؟؟!!
- صاحب المعالي
- من غير لف
- قول علي قول
- بعض مصادر الاختلال


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - وجهة نظر