اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 10:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكن لم يظل المالكي بعد صولة الفرسان : فارساً بل تحول الى مرتزق ، واستولى على خزينة الدولة ووضع رئيس البنك المركزي في السجن...
والحق ان " تسليع النضال " ، اي المطالبة بثمن لما يسمونه " الفترة الجهادية " هو الإرث الأخلاقي الذي خلفه المالكي من فترة حكمه ، والذي تم بموجبه تخصيص رواتب لسجناء العراق في عهد صدام حسين وجلهم من : اصحاب السوابق والحرامية ومرتكبي الجنايات : اذ ان سجون صدام لا تضم مناضلين من اجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ، فهؤلاء مصيرهم القتل الفوري والإعدام ، وهكذا اصبح قانون المالكي عن تسليع النضال : رافعة ، ارتفع من خلالها اصحاب الجنايات ليصبحوا احرار العراق ورموزه النضالية ، التي تستحق - مكافأة لها - ان تتبوأ قمة الهرم الاجتماعي ...
من الناحية الأخلاقية لا يجوز للثوار المطالبة : بتعويض مالي عن " نضالهم " ، ذلك لان الشعب العراقي لم يعقد مؤتمراً في الهواء الطلق ويكلفهم بمزاولة النضال ضد دكتاتورية صدام حسين . النضال وعي خاص وهو اختيار طوعي يمارسه المناضلون من غير اكراه ، وهم لم يفكروا بوماً بتعويض مالي : براتب او بضياع وقصور وبوظائف حكومية وامتيازات ، هم الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم كما قال الشاعر الفلسطيني طوقان . لقد حول المالكي بهذا الإجراء : شرف النضال الى سلعة لها ثمن ، ففقد النضال روحه وطاقته وأخلاقه العظيمة حين تحول الى سلعة رأسمالية تدر أرباحاً شهرية ثابتة على مالكها ...
من الناحية الوطنية والدستورية : لا حق للتيار السياسي ، ولا للأحزاب ، ولا لمن يسمون أنفسهم زعامات سياسية : بمنح أنفسهم امتيازات ثابتة مالية او سياسية ، ووضع أنفسهم فوق الدستور وفوق القانون العام ، وعملياً فوق الشعب ، صانعين بذلك مواطنين من الدرجة الاولى لهم امتيازات هذه الدرجة من المواطنة ، ومواطنين ثانويين او مهمشيين او رعية او عوام ...
انا شخصياً ارفض ان ينقسم المجتمع الى طبقتين : واحدة غارقة في امتيازات ظالمة : رواتب متعددة وبيوت فارهة وسيارات وخدم وحشم على طريقة السلاطين ، وطبقة غارقة بهموم : دفع الإيجار وتدبير قوت العيال وشراء الحاجات المدرسية للأولاد ودفع حق الامبيرات ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟