أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد هجرس - بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالسواد














المزيد.....

بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالسواد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 11:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هذا عام الحزن لليسار المصري.. فما أن يغلق سرادقات العزاء في أحد رموزه وقياداته حتي يعيد إقامتها لتلقي العزاء في رمز آخر.
والعجيب أن الموت اختار معظم أجيال اليسار المصري لينتقي من كل جيل زهرة يقتطفها ويضمها إلي كوكبة الخالدين.
فمن جيل الثلاثينيات من القرن الماضي رحل يوسف درويش عن ستة وتسعين عاما، ومن جيل الأربعينيات رحل محمد سيد أحمد ونبيل الهلالي ومن جيل السبعينيات رحل أحمد عبدالله رزة.
ولم تكن فاجعة اليسار في هؤلاء الأربعة فقط، بل إن هذا الرباعي ضم رموزا تضم تحت أجنحتها أعدادا من الجنود المجهولين الذين رحلوا في صمت بعد أن دفعوا ضريبة باهظة للنضال من أجل القضية الوطنية والقضية الاجتماعية والمسألة الديمقراطية، وقضوا أحلي سنوات العمر في السجون والمعتقلات، بمحاكمة لا تتوافر فيها أركان العدالة حينا وبدون محاكمة في معظم الأحيان، وتعرضوا للتعذيب الوحشي والحرمان من أبسط حقوق الإنسان، وتحملوا ما لا طاقة لبشر بتحمل عشر معشاره من عنت وأذي مادي ومعنوي.
والمؤلم بالنسبة لليسار، فوق خسارته لهذه الرباعية البالغة التميز من رموزه وقياداته، أن حرمانه من هؤلاء القادة/ الرموز يأتي في وقت يعاني فيه من هزيمة قاسية عبرت عنها نتائج انتخابات برلمان 2005.
فرغم ما انطوت عليه هذه الانتخابات من انتهاكات وتجاوزات، ورغم العزوف شبه الجماعي من الأغلبية الساحقة من المصريين عن الذهاب إلي صناديق الاقتراع، فإن النتيجة التي حصل عليها مرشحو اليسار، بل وجميع مرشحي القوي السياسية غير الدينية، تمثل تراجعا مهينا ومشينا لا يتسق مع تاريخ القوي الوطنية والديمقراطية ولا يتسق مع التضحيات التي بذلها اليساريون المصريون منذ عشرينيات القرن الماضي.
وفي هذا الوقت الذي يحتاج فيه اليسار إلي مراجعة النفس، ونقد الذات، وإعادة الحسابات، وإبداع أدبيات وسياسات وأفكار وتكتيكات جديدة تتلافي أخطاء وخطايا الماضي وتنسجم مع مستجدات الحاضر وتحديات المستقبل، وبالذات متطلبات ثورة المعلومات واستحقاقات عصر العولمة بوجهيها،..، في هذا الوقت فقد اليسار أبرز رموزه وأعظم قياداته.
وهذه ليست خسارة لليسار فحسب، بل هي خسارة للحركة الوطنية والديمقراطية عموما، لأن اليسار جزء لا يتجزأ من هذه الحركة الوطنية والديمقراطية، بل إنه كان القلب النابض والعقل المفكر لهذه الحركة في بعض الأوقات. ومن المستحيل أن تنهض الحركة الوطنية والديمقراطية من كبوتها دون استعادة اليسار لمواقعه الجماهيرية ودوره الفكري والسياسي.
ورغم هذه الخسارة الفادحة التي ألمت باليسار، فإنه مطالب بأن يسمو فوق جراحه وآلامه، ولن يكون ذلك بالاكتفاء بوضع باقات الورود علي قبور قادته الراحلين أو إقامة سرادقات العزاء لهم وإلقاء قصائد التأبين والرثاء.
هم يستحقون ذلك بكل تأكيد.. لكنهم يستحقون أيضا ما هو أكثر.
نعني أن من حقهم علينا أن نستخلص نقاط قوتهم التي جعلتهم يتبوأون مكانة الرمز. كل في جيله، وأن نقوم بإحياء القيم الكامنة خلف نقاط القوة هذه، والاستفادة منها في مشروع إعادة الاعتبار إلي السياسة المطروح علي جدول الأعمال.
وفي عجالة شديدة جدا.. نحاول أن نلفت النظر إلي أن الكنز الذي تركه يوسف درويش يتعلق بالدرجة الأولي بالتحليل العاقل للدولة الإسرائيلية، الذي يجعلنا نتمسك بمناهضة الصهيونية دون الانزلاق إلي خطيئة معاداة اليهودية.. أو النظر إلي الصراع العربي الإسرائيلي علي أنه صراع ديني.. أو حتي صراع حضارات.
ومأثرة محمد سيد أحمد هي التعامل مع الماركسية كمنهج، وليس كمذهب، بما يستتبعه ذلك من ضرورة التخلص من الدوجماطبقية، وجميع أشكال الجمود العقائدي.
ومأثرة أحمد عبدالله رزة.. هي محاولة وضع كل المقولات الثورية موضع التطبيق العملي في أحضان الناس الحقيقيين، والأحياء الشعبية، بعيدا عن مملكة الكلام.
أما نبيل الهلالي.. فمآثره أكثر من أن تعد أو تحصي، لكن جوهرته الخالدة هي ادخاله الأخلاق والسلوك الثوري، السوي، الصادق، المتواضع، ساحة السياسة المقترنة دائما أبدا، بالقذارة والمناورة والمداورة واللعب بالبيضة والحجر.
علي عكس ذلك جسد نبيل الهلالي نموذجا مغايرا للثائر الذي يفعل ما يقول، والذي ترك ثروة والده الباشا رئيس وزراء مصر للفلاحين الغلابة، وترك قصره المنيف ليعيش في حي روض الفرج الشعبي، والذي ترجم الحديث عن الحرية والديمقراطية إلي مرافعة رائعة حتي عن خصومه الفكريين والسياسيين في ساحات المحاكم.
وفي اعتقادي.. أن هذه القيم الأساسية التي دافع عنها رموز اليسار الأربعة العظام الراحلون يمكن أن تكون العمود الفقري لمشروع إعادة الاعتبار إلي اليسار.. والأخلاق إلي السياسة.. والمصداقية للشعارات.. وعودة الروح إلي الوطن.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم .. الصحافة فى محكمة الجنايات 2
- غداً .. الصحافة فى محكمة الجنايات
- اختلفوا علي كل شيء.. واتفقوا علي معاداة العلمانية
- معضلة أحمد عز
- الارهاب .. على الطريقة الكندية
- رسالة من كندا إلي أحمد نظيف.. ابن مونتريال
- »ثلاثية« المصريين بين الوطن والمهجر
- حاجة تقرف!
- ماليزيا تغادر سبنسة العالم الثالث.. وتلحق بقطار التقدم عام 2 ...
- الخصخصة.. وسنينها - 1
- الخصخصة.. وسنينها - 2
- أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!
- لماذا يتحول كل خلاف إلى عداء مستحكم؟!
- أمريكا.. غوريللا النفط العالمي
- هل يعود شهبندر التجار .. بأزياء ديموقراطية؟!
- .. كى تبقى القاهرة حاضرة الحواضر .. وبستان العالم
- حراس التراث الحى .. يستغيثون!
- مصر متخلفة بثلاثين عاماً عن الدول التى تشجع الاستثمار!
- صورة أقوى من الكلام
- ليس دفاعاً عن البهائية .. والبهائيين


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد هجرس - بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالسواد