أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - حول عنف ال-فيسبوك-














المزيد.....

حول عنف ال-فيسبوك-


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتصلت بي أستاذة جامعية وهي في غاية الانزعاج بسبب ما تلقته من سباب وشتائم على "فيسبوك"، بعد أن أقدمت لأول مرة على نشر مقال أكاديمي لها في الفضاء الأزرق، قالت :"مقالتي علمية محضة ولا علاقة لها بأي صراع إيديولوجي أو سياسي"، فطمأنتها قائلا:" لا تهتمي يا سيدتي، فالذين شتموك فعلوا ذلك لأنهم لم يفهموا شيئا من مقالك العلمي ولا حتى من العنوان، والسبب الحقيقي لشتمك والتهجم على شخصك هو أنّ هذه العينة من الناس لا تقرأ ولا تكتب أصلا، كما أنهم يكرهون المرأة الذكية والمثقفة، وخاصة إذا خاطبتهم في أمور لا يفقهون فيها شيئا،، إنك تشعرينهم بالمهانة، وبأنك تتعالين عليهم وتجعلينهم يُحسون بتفاهتهم، وهم لا يقبلون أن يصدر ذلك عن امرأة.
قالت : "هذا ليس قصدي وما العمل ؟" قلت أن تستمري في الكتابة لأنك تخاطبين العقلاء بمقالاتك وأبحاثك وهم كثيرون، يستفيدون من كتاباتك في صمت دون أن يصدر عنهم أي تعليق، ولأنهم يُعدّون بالآلاف فإن عصابة الهجاء والقذف المحترفة تبقى محدودة جدا وغير ذات تأثير في مجرى التاريخ، لأن التاريخ تصنعه العقول الكبيرة.
ثمة مواطنون كثيرون يشعرون بأنهم على الهامش في النقاش العمومي بين النخب، والذي لا يستطيعون خوضه في فضاءاته وإشكالاته النظرية، وقد وجدوا في شبكات التواصل الاجتماعي حرية كبيرة في التعبير، لكنهم يسيئون استعمال حريتهم لأنهم لم يتربوا عليها.
وهكذا هرب كثير من المثقفين المعتبرين وأهل الاختصاص من الـ"فيسبوك" بسبب العنف الوحشي، واعتبروه فضاء للمواجهات السّجالية وتصفية الحسابات وليس المعرفة، وتخلوا عن وسيلة حديثة يمكن أن يبلغوا من خلالها الكثير من نتائج عملهم وأبحاثهم وتجاربهم لجمهور المهتمين، لكنهم بذلك مخطئون، لأنهم عوض أن ينظروا إلى تسعة أعشار الكأس المليئة بالماء، يكتفون بالنظر إلى عُشره الفارغ.
والحقيقة أن التفكير في أصل هذه الظاهرة التي تزايدت في الآونة الأخيرة يجعلنا نطرح مسؤولية مختلف الأطراف التي يمكن ترتيبها على الشكل التالي:
ـ مسؤولية السلطة التي خلقت بسياساتها اللاشعبية، وبسبب انسداد الآفاق وإجهاض المشاريع المعلنة وإفسادها وتراكم الخيبات، احتقانا كبيرا لدى الشباب ولدى جزء هام من الفئات النشيطة والمنتجة.
ـ مسؤولية الأحزاب السياسية التي تخلّت بشكل كبير عن وظيفتها التأطيرية.
ـ مسؤولية المجتمع المدني الذي جعل مهمته تقتصر على التحريض ضد الدولة والأحزاب والتيارات المختلفة.
ـ مسؤولية المنظومة التربوية التي ما زالت بحاجة إلى إصلاح حقيقي يسمح بإدراج عناصر النسبية والإختلاف وأخلاقيات الحوار ضمن برامجها ومقرراتها.
إن المشكل تربوي في العمق سواء بالمعنى العام أو الخاص للتربية، ما دام الهدف هو إشاعة قيم و مبادئ إيجابية ومواجهة ذهنية العنف بكل مظاهرها وأبعادها.
إنّ هيمنة العنف اللفظي على فضاءاتنا هو أمر في غاية السلبية، لأنه يعاكس مشروع الإنتقال نحو الديمقراطية الذي لا يمكن أن ينجح بدون إشاعة ثقافة الحوار والاختلاف واحترام الآخر، ما دامت الديمقراطية ليست أكثر من تدبير الاختلاف بطرق سلمية، وهي صنو الحرية، بينما الاستبداد نتاج العنف، كما أنه يولد العنف حيث لا يستطيع الاستمرار إلا بواسطة الإكراه والإخضاع والزجر والتهديد والوعيد، وهي حالة ليس لنا خيار في أن نغادرها بعد أن قضينا فيها قرونا طويلة.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنكار -السببية- من عوامل تراجع العلوم عند المسلمين
- الأسباب الحقيقية لهجرة الأدمغة
- حول مكانة العلوم العقلية في الحضارة الإسلامية
- حزب بألف قناع
- أسباب التوتر النفسي للإسلاميين
- تضمانا مع الأطباء وكل العاملين في قطاع الصحة
- ظاهرة الدكاترة ـ المشايخ
- حتى لا نظل فئران تجارب
- الحجر الصحّي وحقوق الإنسان
- الوباء ، الطائفية والاخلاق
- لماذا لا نأخذ العبر من تاريخ الأوبئة ؟
- أغاليط تشوش على حملة التحسيس ضدّ الوباء
- في الحاجة إلى ضمير جَمْعي منتج وفعال
- الوباء والدعاء
- حزب في رعاية الله
- نزعات اختزالية ضدّ الديمقراطية
- مصادرة كتاب من معرض الكتاب فضيحة دولة
- أعطاب العقل الإسلامي من خلال تعقيب شيخ الأزهر
- الهوة بين قانون العقوبات والمجتمع يعرقل العدالة الجنائية
- خمور البشير و-آدابه العامة-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - حول عنف ال-فيسبوك-