حسن الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 19:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المرصد المصري للصحافة والإعلام
تحل اليوم، الذكرى الـ 25 للاحتفال بيوم الصحفي المصري، وهو اليوم الذي اختارته الجمعية العمومية للصحفيين، ليكون عيدًا سنويًا لحرية الصحافة، لأنه يتزامن مع ذكرى انتفاضة الصحفيين ضد القانون رقم 93 لسنة 1995، عندما انعقدت الجمعية العمومية الحاشدة، التي حضرها عدد كبير من الصحفيين، في 10 يونيو 1995، للتنديد بهذا القانون، الذي أُطلق عليه "قانون اغتيال حرية الصحافة وحماية الفساد".
القانون 93 لسنة 1995
في 20 مايو 1995، اقترحت الحكومة المصرية على البرلمان، القانون رقم 93 لعام 1995، لتنظيم الصحافة، وفي مساء 27 مايو 1995، وافق البرلمان على القانون، ووقعه الرئيس الراحل، محمد حسني مبارك، في نفس الليلة، ونُشر في الجريدة الرسمية، في صباح اليوم التالي، وبررت الحكومة حينها، سرعة إصدار القانون، بمبررات من قبيل: "حرية الصحافة تهدد الديمقراطية"، "حماية الحياة الخاصة"، "التصدي لنقاط الضعف في القانون الجنائي"، و"عدم دستورية امتيازات الصحفيين والكتاب".
وكان هذا القانون، يضع مجموعة من القيود على العمل الصحفي في مصر؛ حيث تضمن تغليظ العقوبات في جرائم النشر، وإلغاء ضمانة عدم الحبس الاحتياطي للصحفيين في هذه الجرائم، وجدير بالذكر أن هذا القانون لم يُعرض على نقابة الصحفيين، أو المجلس الأعلى للصحافة، أو حتى مجلس الشورى.
احتجاج الصحفيين
دفع إصدار قانون "اغتيال الصحافة"، مجلس نقابة الصحفيين آنذاك، إلى اتخاذ قرار بمواجهته، فدعا المجلس إلى عقد جمعية عمومية طارئة، في 10 يونيو 1995، سبقتها مجموعة من فعاليات الاحتجاج، التي قام بها الصحفيون العاملون في القطاع القومي والخاص، على حدٍ سواء، ونشر الصحفيون حينها، قائمة سوداء بأسماء النواب، الذين تزعموا تمرير القانون، كما أقاموا جنازة رمزية، شيعوا فيها حرية الصحافة.
ثم توالت مبادرات الغضب بعد ذلك، واحتجت الصحف الحزبية، فاعتصمت بكامل مُحرريها في حديقة النقابة، بينما عقدت القوى السياسية والأحزاب مؤتمرًا حاشدًا، بمقر حزب الوفد، واستمرت هذه الانتقادات والتنديدات، لمدة عام، حتى انتصرت الجماعة الصحفية، بعد نقاش واسع النطاق، بإصدار قانون جديد للصحافة، وهو القانون رقم 96 لعام 1996، وهو قانون الصحافة المعمول به حاليًا.
يوم الصحفي 2020
يحل يوم الصحفي المصري، في عام 2020 -أي بعد مرور 25 عامًا على هذه الانتفاضة الاحتجاجية للصحفيين- ولا يزال الصحفيون في مصر، يواجهون تحديات عِدة، في مجال عملهم، من أبرزها: سوء الأوضاع الاقتصادية، وتصاعد ظاهرة الفصل التعسفي في المؤسسات الصحفية، والأشكال المُتعددة لانتهاك حرية الصحافة في مصر، وغيرها من المشكلات التي تُعاني منها الصحافة المصرية، منذ عشرات السنوات، ولم يتم إيجاد حلول عملية لها، حتى الآن، بل أُضيف إلى هذه المشكلات، صعاب وتحديات أخرى جديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: مشكلات الصحفيين الذين يعملون بشكل حر، والإشكاليات المتعلقة بالصحافة الإلكترونية، والصحفيين العاملين بها.
المرصد المصري للصحافة والإعلام
#حسن_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟