- كاركا بيك- إلى أين!

مراد الزارعي

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 09:58
المحور: الادب والفن
    

"كاركا بيك" او ما يطلق عليه بالفرنسية karka bike هو مولود تقني فني معاصر ،و مجسم يرتقي بمواصفاته الى العالمية بتركيبة التكنولوجية والاستيطيقية عالية الصنع. والتي تعكس في حقيقة الأمر رغبة حسية وقدرة على الصياغة والأداء والفعل الحر لكل من المصمم الطموح والفنان التشكيلي التونسي محمد أسامة عمار والمخترع الشاب محمد عوني.
انعكس هذا التمازج الفني/التقني في صورة هذا الشيء الوظيفي objet المعنون بكاركا بيك"، و هو عبارة عن دراجة كهربائية بيئية صنعت بأيادي وخامات ومواد محلية، تمتلك أكثر من بعد و صفة، فتعكس قدرة العقل والحس على التحليق معا حينما يمتزجان ويتحدان في كيان ومفهوم واحد.
"كاركا بيك" يعبر عن صورة الانسان المعاصر وموقع الباحث العالم والفنان التونسي في زمن العولمة، فيحاول كسر ما نشعر به من عزلة جراء تطور عالم الصناعة والتكنولوجيا من حولنا. ولعل تلك اللمسات التعبيرية والبصمات الارابيسكية المعاصرة لريشة "عمار " تجعلنا نسرح بخيالنا بعيدا ، فنحلق عبر أجنحة "كاركا بيك" إلى اللامتناهي، متناسين قهرنا وعجزنا أمام ما نعيشه من ضغوطات على كافة المستويات.
يمكن القول أن هذا الثنائي الشاب قد استطاع فعلا ان يعبر عن رؤاه وطموحاته من خلال هذا المجسم الآلي وان يخترق اللحظة الزمنية والمكانية الآنية. للتعبير عن أسرار الحياة والوجود بطابع العولمة والحد من العنف التكنولوجي الحضاري ضد الإنسان .
حيث يعد هذا العمل الفني التكنولوجي عصارة تكتل أفكار تقنية رائدة و عواطف فنية ورؤى استيطيقية لا يمكن أن ترسمها أكثر الآلات التكنولوجية تقدّما وريادة في العالم. من خلال التركيز على بساطة الشكل الهندسي وشعرية الأداء الفني الارابيسكي الذي كسر سكونية الصورة الجامدة للمجسم وقلص من توحش الآلة بصريا ولونيا في فضائها الاشعاعي الحر ورسم مسافات تحركها افتراضيا و طريقة اندماجها مع البيئة و واقع الانسان المعاصر.
وهكذا تفرض "كاركا بيك" على مستعملها طريقة أخرى في القيادة والتفكير الحر و ايضا في التعبير عن الابداع والابتكار التقني والفني بطريقة معاصرة تساير الواقع وتحترم البيئة و تسائل موقع الفنان و موقفه من الحياة .

باريس/ جوان 2020

#مراد_الزارعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات