أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - منير مجاهد - اغتيال نبيل الهلالي














المزيد.....


اغتيال نبيل الهلالي


منير مجاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أرجو ألا تظنوا أن سلسلة أحزان يونيو التي بدأت بوفاة أحمد عبد الله ثم يوسف درويش وانتهت بموت الأستاذ النبيل نبيل قد أثرت على قواي العقلية وأصبحت من المهووسين بالمؤامرات والتصفيات الجسدية، ولكنني وفي حدود المتاح من المعلومات أقطع بأن الأستاذ نبيل الهلالي قد مات مقتولا وأن قاتله - وهو الإهمال الجسيم - كان وما زال يمشي طليقا يغتال المصريين الآمنين اللهم إلا إذا كانوا من أهل السطوة والنفوذ.



ذهبت وزوجتي بعد ظهر السبت 17 يونيو 2006 لزيارة الأستاذ في الحجرة رقم 812 التي كان يرقد بها بعد خروجه من العناية المركزة وكان في أفضل حال يوزع قفشاته التي اشتهر بها على زواره، ووعدته بأن أراه بعد عودتي الأسبوع القادم من عملي خارج القاهرة والذي كان سيحين موعد سفري إليه بعد بضعة ساعات، وكان يبدو في صحة جيدة وكان من المتوقع خروجه من المستشفى خلال يومين وهو ما حدث فعلا ولكنه خرج إلى القبر.



في صباح اليوم التالي اتصلت بي زوجتي وكانت من الدائرة القريبة منه ومن الراحلة العظيمة فاطمة زكي وهي تبكي وعلمت منها أنها قد علمت الآن بوفاة الأستاذ نبيل !!! عدت بأسرع ما أستطيع وأنا في شدة العجب والاستغراب رغم تسليمي بقضاء الله. كيف مات الأستاذ؟ إليكم هذه الرواية.



ذهب ثلاثة من تلاميذه لإلقاء نظرة الوداع الأخير عليه في المشرحة، أقصد الثلاجة فهذا هو الدور الوحيد لها في مصر، أما في بقية بلدان العالم فإن أي شخص يتوفى في مستشفى يجب أن يخضع للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة وتحديد المسئولين عنه، المهم ما أن فتحوا الثلاجة حتى اعترتهم الدهشة فقد كان الأستاذ ملفوفا بملاءة تغطيها الدماء وكانت بعينة ووجنته كدمة كبيرة زرقاء وبجبهته جرح غائر تمت خياطته حديثا.



كيف ومتى حدثت هذه الإصابات؟ لقد خرج الأستاذ نبيل من غرفة العناية المركزة إلى حجرة عادية بالمستشفى الاستثماري ولأنه كان وحيدا فقد حرصت الدائرة القريبة منه على التأكد أن كل شيء في الحجرة على ما يرام طبعا وجدوا مشاكل بالحمام والتليفزيون لا يعمل، ولكن المهم أن الجرس لا يعمل وهو صلته الوحيدة بـ "ملائكة الرحمة" بالخارج حينما يذهب الأصدقاء والتلاميذ والمريدون، بعد خناقات وأخذ ورد تم تصليح التليفزيون و"طلسقة" بقية العيوب مع وعد بنقله صباح اليوم التالي إلى حجرة أخرى كانت هي الحجرة 812 المشئومة.



لم نختبر الجرس ربما لأن الأستاذ كان سعيدا لقد قال لي أنه كان يشعر قبل ذلك بضعف شديد أما الأمس فقد تمكن من الذهاب بمفرده إلى الحمام، جاء صوت السيدة علوية زكي شقيقة فاطمة زكي "لازم تسمع الكلام يا نبيل وبلاش تقوم لوحدك" نظرت للأستاذ وقلت مداعبا "الأستاذ علمنا ما نسمعش الكلام" وضحكنا جميعا. ترى هل كان الجرس يعمل؟ هل أتلفته "ملائكة الرحمة" حتى لا يزعجها الأستاذ بطلباته؟ آه لو يعرفوا كم كان حييا وخجولا ومستقلا، آه لو يعلموا أنه لم يكن ليطلبهم إلا للشديد القوي. هل كان الجرس يعمل وحين أحس الأستاذ بالتعب أو أراد الذهاب للحمام ضغط عليه مرات ومرات وعينيه معلقة بالباب ولكن هيهات فـ "ملائكة الرحمة" تشاهد فيلما في قناة فضائية أو تثرثر في الفاضية والمليانة أو تأخذ تعسيلة بعد عمل في مستشفيات الحكومة بمرتبات لا تسمن ولا تغني من جوع ومش عايزة دوشة. أرى الأستاذ وقد تحامل على نفسه مغادرا السرير ولا أعلم إن كان متجها إلى الحمام أم إلى باب الغرفة طالبا النجدة، ولكن في نقطة ما تخذله قدماه ويسقط على الأرض وترتطم رأسه بالأرض.



كم مضى عليه وهو على الأرض ينزف ولا تتوقف دماءه بسبب أدوية السيولة التي يأخذها؟ هل أصيب بنزيف في المخ؟ متى اكتشفوه؟ هل أجريت له أشعة مقطعية على المخ لمعرفة ما إذا كان هناك نزيف في المخ أم لا؟ أسئلة لا جواب لها لأنه لم تجرى أي فحوص عليه بعد موته. كل ما فعلوه هو خياطة الجرح.



رغم الحب والاحترام الذين تمتع بهما الأستاذ في الحياة العامة والتفاف الأصدقاء والمريدين والتلاميذ حوله فقد كان وحيدا في حياته الخاصة، ورفض أن يبيت معه أي شخص لقد أخطأنا حين سمعنا كلامك يا أستاذ، كلنا يعلم أنه لا قيمة للإنسان في هذه الدولة وأن المؤسسات لا تفعل ما ينبغي أن تفعله والمسئولية على المواطن الفرد. المدرسة سواء حكومية أو خاصة لا تعلم المسئولية على الأب والأم كي يعلموا أولادهم. المستشفى لا تمرض فالمسئولية على أهل المريض – المرافقين – كي يقوموا بكل ما كان يجب أن تقوم به "ملائكة الرحمة" هؤلاء الزبانية الذين لا يهتمون إلا بالبقشيش. آه لو كان أحدنا معك لكنت اليوم على قيد الحياة.



لم تكن هذه هي المحاولة الأولى لقتل الأستاذ الذي دخل العناية المركزة بأحد المستشفيات الاستثمارية التي تعاقدت معها نقابة المحامين بعد إصابته بأزمة قلبية تبين أن سببها جلطة في القلب، وقرر الأطباء المعالجون إجراء قسطرة قلبية لإزالة الجلطة وتوسيع الشريان المسدود بالبالون وفي أثناء العملية انهار الأستاذ بسبب حساسية للصبغة المستخدمة ونتج عن هذا فشل كلوي حاد، ألم يكن من الواجب التأكد من عدم وجود حساسية؟ ووجود مضادات لحساسية بغرفة العمليات؟ ولكن بفضل الله وتوفيقه فشل الإهمال في اغتيال الأستاذ ولكن إلى حين.



نريد القصاص والقانون لا يعطينا الحق في ذلك فنحن في نظر القانون لسنا أقرباءه، وليكن مقالي هذا بلاغ للنائب العام وبلاغ لأصدقاء الأستاذ من الأطباء، نريد أن نعرف كيف مات والأهم نريد ألا يتكرر هذا مع أي مواطن سواء كان في مستشفى استثماري أو في مستشفى مجاني، نريد طبا للجميع وبالمجان كما كان يريد الأستاذ كحق من حقوق الإنسان، ولكن طب بحق وحقيق.



#منير_مجاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتراح ومداخلات مختلفة حول تشكيل ملتقى لليسار المصري


المزيد.....




- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...
- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...
- سلطات مدينة إيربيت الروسية تقرر نزع ملابس -ديد ماروز- عن تمث ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - منير مجاهد - اغتيال نبيل الهلالي