|
ضم اسرائيل للاراضي ليس السبب الوحيد للمواجهة القادمة
سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 13:06
المحور:
الادب والفن
المحامي سمير دويكات بخصوص الضم، اسرائيل لم تتأخر يوما عن مصادرة الاراضي وتوسيع اعمالها كدولة احتلال على حساب الاراضي الفلسطينية، فعلى طول الشارع الواصل بين شمال الضفة والوسط وايضا طول الشارع والواصل بين جنوبها والوسط، وحول القدس، مجرد ركوب المركبة والسير فيها تجد الفرق في التوسع الاستيطاني على طول تلك المساحات الكبيرة من الاراضي الفلسطينية، وتوسع الاستيطان هو الاساس في عملية الضم الاسرائيلي الاحتلالي، فالضم هو قرار بتطبيق قانون الاحتلال على الاراضي كمحاولة لاضفاء نوع من الشرعية الاحتلالية عليها، وهو امر لا يمكن قبوله تحت اي ظرف وانما وجب محاربته بكل الوسائل والطرق. اما والحديث عن تجسيد ما يسمى السيادة الصهيونية على الاراضي الفلسطينية في مطلع الشهر المقبل، فهو ضرب من الخيال، لانه وحتى ضم القدس واعتبارها عاصمة لهم بشرعية امريكية، امر غير مقبول، لان القوى الثورية الفلسطينية على مختلف انتماءاتها لن تكون مكتوفة الايدي، ونحن كشعب فلسطيني وان اشغلتنا الحياة لبعض سنين خلال فترة المفاوضات، لن نستسلم وان كان راس حربة هذه المواجهة السلطة الوطنية فلتذهب الى الجحيم، وان مجموعة من المستفيدين منها لسنوات وما زالوا لن يستطيعوا مقاومة الارادة الشعبية، وان فتات الاتفاقيات والعلاقات لن يكون مقبول ولن يستمر. ان الضم هو ليس سببنا الوحيد في توقع الثورة او الانتفاضة لانه سيكون هناك اسباب موضوعية ووجيه من اجل الثورة وقلب الطاولة راسا على عقب، ومنها استمرار الاستيطان والاعتقالات اليومية ووضع الحواجز وتعذيب الناس وقتلهم وجرحهم، فهي مسلسلات من الاعتداءات المتراكمة ضد الفلسطينيين حتى في عز المفاوضات بين الطرفين. لقد تجلت الان اسباب الموضوع، وصار لزاما امام الجميع ان يتجهوا نحو الخلاص من الاحتلال وحتى الان لم توجد خطة لدى القيادة لقيادة الشعب الفلسطيني نحو الخلاص من الاحتلال على قاعدة فقدان اسرائيل لشرعيتها وعدم الاعتراف بها، والمطالبة من جديد بكل الاراضي الفلسطينية، وبالتالي فان الامر اصبح عبئا كبيرا في المواجهة ولكنه حقيقة واقعية، اذ لا بد من وضع خطط واستراتيجيات مواجهة فعالة ضد الاحتلال، ففي تل ابيب يرغبون في الابقاء على السلطة لانها مشروع ناجح لهم، وانه كما قال احدهم ان اقتصاد رام الله اهم من اقتصاد تل ابيب لضمان الهدوء. فلسطينيا نحن لسنا ضعفاء وهم يعلمون ذلك وهناك عدة اسباب وظروف موجودة فوق الارض تستطيع دعم الفلسطينيين، فكل محاولاتهم السابقة لم تنفع في هزيمة الفلسطينيين ونحن كشعب تحت الاحتلال لم يغب عنا يوما موضوع تحرير فلسطين. الاسباب التي تمنحنا القوة كثيرة ومنها، اولا العامل السكاني فوق الارض، وثانيا قوة الشعب الفلسطيني وتحمله، وثالثا الخطط الفردية التي يتمتع بها الفلسطينيين على اختلاف اعمارهم وتوجهاتهم، وكذلك مقاومة غزة، والمحيط العربي الذي لا يكن سوى العداء لاسرائيل، فان فرحوا بان طائرة اماراتية حطت في اسرائيل فلن يفرحوا لصواريخ دبي عندما تدق تل ابيب في اي مواجهة قادمة. الاهم في ذلك ان احد العوامل التي بدات تتجه نحو الفلسطينيين والبعض يعتبرها ليس لصالحهم هو ما يجري في امريكا من كورونا واعمال عنف وشغب ضد العنصرية وبالتالي فان هذه العوامل قد بدات في صحوة لدى التوجه العام لدى المواطنين عبر العالم من اجل فهم القضية الفلسطينية اكثر واكثر. ومرارا نتوجه الى القيادة بضرورة وضع تصور لمواجهة قادمة الا ان السفارات الفلسطينية عبر العالم ما تزال نائمة بحجج واهية، وان وزارة الخارجية تدار من قبل ناس غير مكترثين سوى لمصالحهم الشخصية، لذلك ومنذ سنوات لم تنجح الدبلوماسية الفلسطينية عبر القنوات الدولية، ربما هو تحول غير متوقع في سياسات الدول ولكن قضية كقضية فلسطين تحتاج الى ثوار في كل المواقع وليس موظفين. فاسباب الاحتلال قائمة ووعوده بالسلام اخذتها ادراج الرياح، وبالتالي فان الايام القادمة ستكون عصيبة على كافة المستويات، وان الامور قد تخرج عن السيطرة في اي لحظة، وخاصة ان الرجل العامل المهم في الامور واستقرارها قد يتاثر في اي وقت وان المنظومة الفلسطينية الداخلية من الناحية القانوية غير مستقرة، فمغادرة الرئيس عباس للمشهد لاي سبب سوف يعطي اسرائيل اسباب كثيرة ويشجعها على الضم وان الاحتلال ليس في عجلة من امره، واعتقد ان ابو مازن يريد ان يختتم حياته في مواجهة لا تقل عن مواجهة نهاية حياة عرفات، فعلى الرغم من تقديم كل اسباب الاستقرار والعلاقة مع اسرائيل الا انهم خانوه هم والامريكان وهو لن ينسى ذلك، ولكن يرغب في تدرج الامور نحو ظروف لا تلقي اللوم عليه، هي مرت بكل ظروفها واسبابها واوقاتها وستمر كما لم توجد من قبل لاننا في عودة سريعة للمربع الاول بعقلية جديدة وفهم جديد وحلة جديدة، والقادم له معنى وحديد فقط وهي المواجهة ونهايتها زوال اسرائيل.
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في حضرة الشهداء 2
-
عظم الأجر عند الله
-
كوبر الليلة
-
لكن لأن هذا الحاكم
-
آه أيها الفقراء
-
في حرب الكورونا
-
في حجري المنزلي
-
آليات مواجهة الكورونا في القوانين الفلسطينية
-
قل لمن الملك اليوم
-
فلسطين قوية
-
شهيد الجبل
-
كورونا الموت
-
في بيتا
-
هذه ارضي
-
عرمة السماء
-
أتظن أنك ان سرقت ارضي
-
جبل العرمة
-
إني انير كوكبي
-
وأقذر منك لم تلد يوما نساء
-
لنعلن اشياءنا
المزيد.....
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|