عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 02:01
المحور:
الادب والفن
يا ليلُ لستَ عنِ الأسـى مسؤولا
قد صارَ يسعى أرجــــلاً وذيولا
أنيابُهُ نشبَتْ بصــدري وانتهى
قلبي على أظفـــــــــارهِ محمولا
أتراهُ نمراً زائــــــــراً في غفلةٍ
أم جِنسَ جِنٍّ صار بيْ أم غولا
حتّى وإن كــــانَ الأسى متغولاَ
ما زالَ في عُرفِ الهوى مقبولا
أوَهلْ يُلام المرءُ لـو أن المدى
أضحى يبــاباً عَرضَهُ والطولا
إن الفؤادَ يمـــــــوتُ كلّ دقيقةٍ
ما دمتَ تتبع حاســـدًا وعذولا
قد كانَ حبّك كعبةً أســعى لها
فأصَبْتني وتركتــــني مشلولا
أفلا تراهم يحـــــملون معاولاً
كي يهدموا جدرانَـها و تزولا
أضحى بهجرهمُ الفؤادُ ضحيّةً
ودمي بحبِّهمُ غـــــدى مطلولا
فلمَ الملامةَ أنتَ أدرى بالجوى
ما زالَ جرحُــــــكَ ليّناً مبلولا
ما كان يجدرُ بالأمـاني غيرُهمْ
جُعَلَ الفؤادُ بحبّــــــهمْ مجبولا
كُتِبَ الغرامُ عليهِ في صحف الهوى
وتنزلت آيـــــــاتُهُ تنزيـــــــلا
محرابُهُ وجـــدٌ وفرطُ صبــابةٍ
وكتابُهُ عشقٌ يضـــــمُّ فصولا
وصَلاتُهُ شوقٌ لأحبـابٍ مَضواْ
ما بدّلوا بعــد النـــــــــوى تبديلا
السهدُ صومُ العاشقين عن الكرى
وزكاتهم كانتْ وَنـَــــــىً و نحولا
رؤياه في الأحــــــلام حجٌّ مُبرئٌ
نَزرَ المنامُ فمــــــــا إليهِ وصولا
الحجّ للمحبــــــــوبِ فرضٌ إنّما
فرضٌ على مــــن يستطيعُ سبيلا
كيف الوصولُ إليهِ في حلم الكرى
إن لمْ ينمْ جفن الســــــهيد قليلا
فدع الفقاهةَ فــــي الغرامِ فإنّهُ
لا يقبل الإســـــهابَ والتفصيلا
من شاءَ أخرسهُ الهـــوى وأذلّه
ذلاّ وكبلهُ الجـــــــــــوى تكبيلا
باسم الهوى إقرأْ ولسـتَ بقارئٍ
حتى يراك بقيـــــــــــدِهِ مغلولا
وعليك من هجر الحبيب علامةً
تنعى إليك خرائــــــــباً وطلولا
تنعى إليك الذكريـــــات قديمَها
وتراك في سيف النوى مقتولا
من يعشق الغيـــــد الحسان فإنه
لاشكّ يمسي بائســــــــا مخذولا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟