ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)
الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 10:31
المحور:
الادب والفن
تأَسٍّ
قصة قصيرة جدّاً
إلْتِزاما بالأصالة والعادات والتقاليد التي توارثوها عن آبائهم، وأجدادهم الأولين، والتي لا يُسمح بتجاوزها ، أو الأخلال بها ، رُفِعَتْ صبيحة هذا اليوم لافتة سوداء كتب عليها بخط الرقعة الجميل ( إنتقل الى جوار ربه المغفور له ...) ، فحضر الأقارب والأصدقاء وابناء الحارة ، مجلس الفاتحة المُقام على روح المرحوم طيّب الذكر . ومن المتعارف عليه، أن المواسي الذي يدخل المجلس، يقول بصوت يسمعه الجميع ( الفاتحة ) ، وتنحني الرّؤوس قليلاً، وتتلو الشِّفاه السورة بصمتٍ، ومن ثم تُمْسح الوجوه بالكفين ، فتُأتى القهوة المُرَّةُ للجميع، ويجري الحديث عن سيرة الفقيد الطيبة ومناقبه التي تركت هذا الحب الكبير في قلوب الجمع الغفير من الحاضرين .
وثمة بعض المقربين من المتوفي تهامسوا فيما بينهم ، فانطلق من إحدى زوايا المجلس صوت ، ( نسأل الله أن يحفظ الجميع من هذا الوباء اللعين ). وبعد أن أدّوا واجبهم الأخلاقي والعرفي المتبع ، إحتراماً للميت ، ومواساة لذويه ، بدأ يخرج الواحد تُلْوَ الآخر ، معانقاً الواقفين مع قبلات ودٍّ حزينة ، وفي اليوم التالي رُفِعَتْ لافتات نعي سوداء جديدة على جدران البيوت بِعَدَدِ القُبُلات ...
#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)
Ibrahim_Al_khazaly#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟