أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - أنقذوا حياة السّوريين














المزيد.....

أنقذوا حياة السّوريين


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن اختفى صوت ترنيمة الأغاني على شفاه السّوريين بدأت الحياة في الانهيار. لم يكن السّوري سعيداً في يوم من الأيّام إلا البعض ممن يملكون السلطة و المال، و الذين يشكلون قلّة قليلة، مع هذا كنت تسمع العامل يتمتم بأغنية عبد الحليم، أو عبد الوهاب حيث لم تكن فيروز دارجة، وعندما درجت ، و سحرتنا بصوتها الرخيم ، كنا نستمع منها في كثير من الأحيان إلى محاضرة سياسية ، لكنّنا مفتونون!
كان النّاس ينتظرون أغاني أم كلثوم حتى منتصف الليل، يحفظون الأغنية ، كما كانوا يذهبون إلى السينما فيبكون مع البطل. كانت هناك مشاعر أفسدها البعث قبل الأسد، ثم الأسد، ثم الجبهة الوطنية ، و هكذا دواليك.
منذ ذلك الحين تقدّم رعيل من الفنانين و الكتّاب و الشعراء بعثيون، أو أسديون غيّروا نمط الحياة ، أصبحت الأغاني التي تصدح هي نعم إلى الأبد ، و الأغاني التي تمجد القتل تحت اسم الوطن. فقدنا حاسة مهمة من حواسنا ، و هي حاسة الاستمتاع بالجمال. لكن هذا لم يستمر سوى أكثر من ستين عاماً، قامت الثورة السّورية- لا يهم كيف قامت، و من كان وراءها .إن كان هناك أحد وراء ذلك- المهم في الموضوع أن السوريين مع قيامها استعادوا حاسة من حواسهم وهي حاسّة حبّ البقاء، أو ربما غريزة حبّ البقاء. نعم. إنها المعجزة، كان أجمل ما في الثورة ذلك الهاتف النّقال الذي وثّق الحدث بالصّوت و الصّورة، و لطالما تساءل الأسد في سرّه: كيف يمكنني أن أعيد الناس إلى الوراء، و أمنعهم حتى من استعمال هذه الوسيلة؟ قد قطع الانترنت، حاول جهده قنص الموثقين للأحداث، لكن العالم الرقمي لا يستجيب. الأحداث موثقة.
مات الثّوّار الذين كانوا يحملون الورود، انتصر الأسد على الشّعب، و اختفت كاميرات الهواتف النّقالة من الشّوارع لتفسح المجال لكاميرات المتخلفين و مقدسيّ الأسد الذين يؤمنون بأنه إما أنّه الله، أو أنه وليّه على الأرض. أصبحت الهواتف النّقالة تصوّر أغاني القائد الهابطة، و صور النساء الداعرات ، على الشعب أن يتمتّع بما يقدمه له المنحلون من السلطة، وزبانيتها.
عادت الكاميرات اليوم في ثورة رقمية جديدة حيث تصور لنا الطوابير على الخبز، كما تصور لنا الفقر و الجوع، و عادت صور المهجّرين يصوّرون خيمهم ، و صور أطفالهم ، و معاناتهم. هي ثورة جديدة، يمكن تسميتها " حلاوة الرّوح" التي تلفظ أنفاسها تحت وطأة الفقر و الجوع.
بالنسبة لي كسورية ، و ربما بالنسبة لأي إنسان في هذا الكوكب فإن أهم شيء لي هو عائلتي، مدينتي، ثم وطني. اليوم تساوت أوجاع الجميع، ففي هذا الوطن " المقبرة" الذي يسمى بسورية الأسد يتمنى السوري" موال ومعارض" أن تحتلّه دولة تؤمن له الخبز .
لست مهتمة لما يجري في أمريكا ، لأن الأزمة خاصة بها، ما يهمّ من الموضوع بالدرجة الأولى ،ونحن ندفن أحبتنا وهم يموتون جوعاً . أن ندفن تاريخاً من القهر، يكون الأسد في مقدمة من ندفنهم.
هل يمكن لك أيها العالم أن تخصص لنا يوماً تحت شعار: "أنقذوا حياة السّوريين"؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينقذنا أحد
- جورج فلويد: لماذا يمنحني منظر هؤلاء المتظاهرين الشجعان المنه ...
- رحيل الأسد ضرورة إنسانيّة
- الغضب الاستعماري
- كيف سوف يكون رحيل الأسد؟
- كيف توفر آراء العالم غير الدينية العزاء في أوقات الأزمات
- مؤسسة الآغاخان
- إعادة تدوير الفساد في سورية الأسد، و ما بعد الأسد
- شراء الجنس
- ابق يقظاً! إنّه الوباء !
- قل لي أين تبيض أموالك أقل لك من أنت
- سوق الدّين، والدّنيا
- يجب على الأوروبيين والروس أن يتذكروا ما ربطهم ببعضهم البعض: ...
- دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة
- تبيضون بيض الحباري من طيز الدّلون
- كان هناك أكثر من روزا لكسمبورغ
- روزا ليكسمبورغ الثائرة التي لم تحظ بتكريم
- ليس بالضرورة أن تكون شفّافاً
- قراءتي للآخر
- أكرّر نفسي


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - أنقذوا حياة السّوريين