|
الثورة والحدث ومشكل الهويات والعيش المشترك
الناصر عبداللاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الحدث الفلسفي الراهن يرتكز أساسا على التلازم بين الثورة والحدث ،نجدها تنطوي على مشكل مركزي يرتبط بمسألة الهوية كمقاربة فلسفية تظل الخيط الناظم لكل المشاغل الفكرية التي تراود إنسانيتنا المتعطشة لأفق أكثر ترسيخا لمشاكل النحن التي بحوزتنا. وهي تريد أن تتجاوز الحدود الضيقة التي أصابها الكلل من التنميط الآلي. وأحكمت مسلماتها النظرية والصورية تلك العقلانية العلمية وترسانة العولمة بكل مكتسباتها "الرقمية". فضمن هذا الزخم الهائل الذي تسارعت آليات اشتغاله في كل الحقول المعرفية، نجد الفلسفة تعود للتمظهر من جديد من خلال المشكل الأساسي الذي تراهن عليه لكي تبقى في السباق ألا وهو "مشكل الهوية" . اتخذ الفكر المعاصر طريقة جديدة في التعامل مع المسائل المعاصرة التي بمقتضاها تجاوز الطريقة التقليدية .حيث تختزل الهوية في بوتقة ضيقة ذات منحى منطقي لا يخرج عن مبدأ الهوية كما صاغه أرسطو أو المصادرات الفكرية التي تستمد قوامها من "الأنانة" من حيث أنها تتخذ من الذات الحصن المنيع من كل آخر يهدد نرجسيتها . إذا ما افترضنا أن مشكل الهوية أصبح بمثابة حجر الزاوية الذي يحرك مطلب الفلسفة الراهن. فما التقنيات الجديدة التي على ضوئها سيعيد صدارة الفلسفة ضمن هذا التسارع الجديد للمعرفة؟وإذا ما كانت المناهج والتقنيات لا تشتغل إلا ضمن خطاب معين تستمد منها فاعليتها و نجاعتها ، فما هي الخطابات والمسائل التي تطرحها الفلسفة اليوم كأرضية صلبة نواجه من خلالها الديناميت التقني والعولمي وهو في تمام شراسته وشراهيته للفتك بكل "معنى"و"اتيقي"في مقابل ترك الباب مفتوحا لتنامي "المصلحة و المردودية "في رحاب مطلب "النجاعة"؟ إذا كانت الهوية بوابة لكل أمة تريد أن تعلن عن وجودها في هذا الفضاء من الكون على اعتبار أن الهوية هي الأفق الذي يسعى مجموعة من الناس يتقاسمون بينهم قيما وثقافة مشتركة فما هي مقومات الهوية العربية ،كيف لها أن تصمد أمام غزو العولمة بكل ملابساتها وتعقيداتها ،في ظل بلورة مشروع واضح يحدد خطابها من مسائل العصر ويعلن الحلول الممكنة لأزمة العصر التي يمكن تسميته ب"إفلاس المعنى وتراجع القيم الروحية والفكرية؟ إذا كان سؤال الهوية قديم في التناول الفلسفي، فمالذي شرع العودة إلى الالتقاء معه من جديد؟ بمعنى كيف يكون البحث حول مسألة الهوية معاصرا لنا ؟ ما هي الدلالات التي يمكن أن تحمل على مفهوم الهوية؟ وفيما تكمن راهنيته. وما مدى تناسبه مع مشاغل اهتماماتنا ومستلزماتنا التقنية والتكنولوجية؟ هل يعني ذلك أن الهوية أصبحت تعنى بذلك الفضاء الإنساني الذي يلتقي فيه المرء مع الآخرين ليتطارحوا القضايا والمشاكل، مادامت تجمعهم تقاليد مشتركة ،أم أن الأمر يقتضي مراجعة التواصل من جهة ما أحدثته أزمة العصر في السيطرة التي فرضتها العقلانية الحسابية وتراجع القيم الايتيقية وإفلاس المعنى؟ وكيف ساهم ظهور الأقليات العرقية وتنامي المركزية الغربية في إحداث الفجوة وتعميق الهوة ؟ يكشف هذا التوتر الإشكالي لنا أولا إلى أن مسالة الهوية بدورها تنطوي على صعوبة وتعقيدات في بلورة ملامح واضحة لإنسانيتنا التي تأكلنها الحروب ومزقتها الآلة واستفحلت فيها المجاعة والبطالة .ثانيا علينا أن نقف على مأزق إشكالي خطير وهو "المحلية"التي تتجلى كأساس لكل هوية ترتفع بمقام الأصالة والتراث وتكشف عن الصمود و"نحت الكيان الهووي". إنه حريّ بنا نذكر بالأقليات المعزولة عن هويتهم الأصلية بموجب تواجدهم في المهجر أو المخيمات وهم مغتربين عن المجتمعات التي يعيشون فيها وغرباء عن الأوطان .ولكن الإشكالية المركزية التي أريد اختبارها في هذا البحث هي كالآتي :هل تظل "الهوية الإنسانية "قاسما مشتركا بين الناس ،أم أن الشروط التي تسمح بملاقاة بعضنا مخرومة باعتبار أن هناك هوة حقيقية بين من يمتلك مقومات الحياة والرفاهية "صناعة التقنية وأرقى ترسانة عسكرية " وبين من يستهلكون ولا ينتجون بمعنى آخر ألا تكون الهوية الكونية قد استمدت قوتها من العولمة وبهذا ألا نخشى أن تكون الهوية الكونية فخا نصب إلينا قصد الترويج لثقافة غربية بنيت على إستراتيجية جديدة غيبت من جديد المعنى والمعيارية . يطمح الغرب في رفع الهوية إلى خطاب كوني يتسنى بمقتضاه دمج بقية الحضارات والثقافات الأخرى في مركزية "الثقافة الغربية" من خلال منطق الهيمنة التي تقوده الترسانة التكنولوجية بكل ما تحمله من تقنيات العولمة الرقمية إنّ منزلة الهوية خصوصا في اقترانها بالاعتراف بالآخر من حيث هو كيان موجود بالفعل يخضع لبنية حوارية ، إذ أن الالتزام بمبدأ الحوار يؤدي إلى الالتزام بشروط التعايش الديمقراطي الذي تكون فيه نظرية المناقشة كفعل حواري يهدف إلى نحت "هوية جماعية ذات بعد كوني تتجسد من خلال جماعة سياسية تظل مفتوحة لاندماج كل المواطنين بمختلف أصولها " (هابرماس:ما بعد الدولة الأمة) فهي تتخذ صيغة الانفتاح خيارا فلسفيا يؤمّن لها التواصل داخل صيرورة وحركة جدلية . و هو تراهن على الاختلاف والتنوع باعتبار هما سمتين لتأصيل الهوية ضمن وحدة إنسانية. يقول ريكور في هذا المستوى"احترام الآخر ليس من طبيعة مختلفة عن الاحترام الذي أبديه نحو الآخر لأن الإنسانية هي ما أحترمها في الآخر وفي ذاتي " هذا الإثبات يعلن أننا في العالم دون وصاية و إنما القرار ينبع من إرادتنا التي تحررت من عبودية " تمجيد التراث " إلى الحضور الفعلي و الكوني " للنحن" التي عاينت تاريخ الهويات في كل تزامنيتها لماضيها مرورا يحاضرها و استشرافا لمستقبلنا. ورهاناته " أن الحداثة حالة ناتجة عن تطور زمني يسمح للوضع القائم المتجدد تلقائيا بأن يعبر بشكل أو بآخر عن روح العصر وعن حضور الأنا في الهنا والآن ، لكنها وإن ارتكزت على التغير والاختلاف لا تعادي الهوية ولا تنفي التأصيل. الهوية والحداثة التونسية تسمح الهوية في طابعها الكوني بإعادة النظر إليها كإشكال راهن لحداثتنا التونسية من منطلق رؤيتها النقدية التي اقترنت أساسا بتفعيل الخطاب الهووي الذي بحوزتنا وفق مقتضى تفكير القرون الوسطى وتوثيقه بقيم الحداثة وفلسفة الأنوار باعتبار أن تونس المعاصرة ليست معزولة عن الفكر الإنساني المشترك الذي تقاسم القيم الإنسانية الكبرى الحرية والمساواة والكرامة . وباعباري باحث في مسألة الهوية من منطلقات الراهن الذي بحوزتنا واعني المسار المعاصر لهويتنا فاني لا أحيد عن المنطق الذي يصل مسالة الهوية بالخطاب الألسني المعاصر الذي يدور رحاه حول فلسفة اللغة التي بمقتضاها يتجاوز الهويات الكلية النسقية المغلقة. وقد وقع استبدالها بالهويات الجماعية البديلة ذات الصبغة المعيارية والتواصلية. ولكن في مقابل ذلك يطمح الغرب في رفع الهوية إلى خطاب كوني يتسنى بمقتضاه دمج بقية الحضارات والثقافات الأخرى في مركزية "الثقافة الغربية" من خلال منطق الهيمنة التي تقوده الترسانة التكنولوجية بكل ما تحمله من تقنيات العولمة الرقمية ؟ لا يمكن فصل هذا التوتر الإشكالي يكشف لنا أولا إلى أن مسالة الهوية بدورها تنطوي على صعوبة وتعقيدات في بلورة ملامح واضحة لإنسانيتنا التي تأكلنها الحروب ومزقتها الآلة واستفحلت فيها المجاعة والبطالة .ثانيا علينا أن نقف على مأزق إشكالي خطير وهو "المحلية"التي تتجلى كأساس لكل هوية ترتفع بمقام الأصالة والتراث وتكشف عن الصمود . كذلك علينا أن نذكر بالأقليات المعزولة عن هويتهم الأصلية بموجب تواجدهم في المهجر أو المخيمات وهم مغتربين عن المجتمعات التي يعيشون فيها وغرباء عن الأوطان .ولكن الإشكالية المركزية التي أريد اختبارها في هذا البحث هي كالآتي :هل تظل "الهوية الإنسانية "قاسما مشتركا بين الناس ،أم أن الشروط التي تسمح بملاقاة بعضنا مخرومة باعتبار أن هناك هوة حقيقية بين من يمتلك مقومات الحياة والرفاهية "صناعة التقنية وأرقى ترسانة عسكرية " وبين من يستهلكون ولا ينتجون بمعنى آخر ألا تكون الهوية الكونية قد استمدت قوتها من العولمة وبهذا ألا نخشى أن تكون الهوية الكونية فخا نصب إلينا قصد الترويج لثقافة غربية بنيت على إستراتيجية جديدة غيبت من جديد المعنى والمعيارية ؟ لكن ما يبرر لنا منزلة الهوية خصوصا في اقترانها بالاعتراف بالآخر من حيث هو كيان موجود بالفعل يخضع لبنية حوارية ، إذ أن الالتزام بمبدأ الحوار يؤدي إلى الالتزام بشروط التعايش الديمقراطي الذي تكون فيه نظرية المناقشة كفعل حواري يهدف إلى نحت "هوية جماعية ذات بعد كوني تتجسد من خلال جماعة سياسية تظل مفتوحة لاندماج كل المواطنين بمختلف أصولها " (هابرماس:ما بعد الدولة الأمة) . فهي تتخذ صيغة الانفتاح خيارا فلسفيا يؤمّن لها التواصل داخل صيرورة وحركة جدلية . و هو تراهن على الاختلاف والتنوع باعتبار هما سمتين لتأصيل الهوية ضمن وحدة إنسانية. يقول ريكور في هذا المستوى"احترام الآخر ليس من طبيعة مختلفة عن الاحترام الذي أبديه نحو الآخر لأن الإنسانية هي ما أحترمها في الآخر وفي ذاتي " إذا كان سؤال الهوية قديم في التناول الفلسفي، فمالذي شرع العودة إلى الالتقاء معه من جديد؟ بمعنى كيف يكون البحث حول مسألة الهوية معاصرا لنا ؟ فإذا ما كان سؤال" ما الهوية؟" متعدد الأبعاد نظرا لاتساع السؤال حول المعنى والحقيقة ,فماهي الدلالات التي يمكن أن تحمل على مفهوم الهوية؟ وفيما تكمن راهنيته. ومدى تناسبه مع مشاغل اهتماماتنا ومستلزماتنا التقنية والتكنولوجية؟ هل يعني ذلك أن الهوية أصبحت تعنى بذلك الفضاء الإنساني الذي يلتقي فيه المرء مع الآخرين ليتطارحوا القضايا والمشاكل، مادامت تجمعهم تقاليد مشتركة ،أم أن الأمر يقتضي مراجعة التواصل من جهة ما أحدثته أزمة العصر في السيطرة التي فرضتها العقلانية الحسابية وتراجع القيم الايتيقية وإفلاس المعنى؟ وكيف ساهم ظهور الأقليات العرقية وتنامي المركزية الغربية في إحداث الفجوة وتعميق الهوة ؟ مالذي جعل من مسألة الهوية المدار الإشكالي الذي حاول من خلاله هابرماس أن يفتتح فلسفة كونية منفتحة على علوم عصرها ؟ ولكن في مقابل ذلك يطمح الغرب في رفع الهوية إلى خطاب كوني يتسنى بمقتضاه دمج بقية الحضارات والثقافات الأخرى في مركزية "الثقافة الغربية" من خلال منطق الهيمنة التي تقوده الترسانة التكنولوجية بكل ما تحمله من تقنيات العولمة الرقمية ؟ لا يمكن فصل هذا التوتر الإشكالي يكشف لنا أولا إلى أن مسالة الهوية بدورها تنطوي على صعوبة وتعقيدات في بلورة ملامح واضحة لإنسانيتنا التي تأكلتها الحروب ومزقتها الآلة واستفحلت فيها المجاعة والبطالة .ثانيا علينا أن نقف على مأزق إشكالي خطير وهو "المحلية"التي تتجلى كأساس لكل هوية ترتفع بمقام الأصالة والتراث وتكشف عن الصمود و"نحت الكيان الهووي". وضمن هذا الأفق علينا أن نذكر بالأقليات المعزولة عن هويتهم الأصلية بموجب تواجدهم في المهجر أو المخيمات وهم مغتربين عن المجتمعات التي يعيشون فيها وغرباء عن الأوطان .ولكن الإشكالية المركزية التي أريد اختبارها في هذا البحث هي كالآتي :هل تظل "الهوية الإنسانية "قاسما مشتركا بين الناس ،أم أن الشروط التي تسمح بملاقاة بعضنا مخرومة باعتبار أن هناك هوة حقيقية بين من يمتلك مقومات الحياة والرفاهية "صناعة التقنية وأرقى ترسانة عسكرية " وبين من يستهلكون ولا ينتجون بمعنى آخر ألا تكون الهوية الكونية قد استمدت قوتها من العولمة وبهذا ألا نخشى أن تكون الهوية الكونية فخا نصب إلينا قصد الترويج لثقافة غربية بنيت على إستراتيجية جديدة غيبت من جديد المعنى والمعيارية ؟ ويعتبر أنّ هابرماس عرف أكثر من أي آخر الإمساك بالنواحي المهمة في العلم القانوني وأن نمطه يمكن أن يساعدنا في التفكر في صيرورة التبرير والتقييم الملازم لكل منظومة قانونية . يتضح لنا من هذا التأويل أهمية هابرماس في إخراجه لمشكل القانون من جهة اعتباره المشكل الحقيقي لنمط التواصل الذي يترجمه في فعل الخطاب. وهذا ما يعطي شرعية حقوقية لفلسفته. نلاحظ أن هابرماس يتقصى أثر هذا المشكل ليس من ناحية عرضية وإنما من جهة تحقيق المقاصد الكبرى لفلسفته الإيتيقية كرهان فلسفي. بل يذهب "ملكفيك" اكثر من ذلك حينما يؤكد أن هابرماس يريد أن يبني مشروعا علميا يسمى العلم القانوني، بما تسمح به هذه الإسمية من نظرية تستند لفرضيات وقواعد تحكم الظاهرة الحقوقية .فكيف فعّل هابرماس الخطاب الفلسفي مسألة الأخلاق والقانون في النقاش العمومي؟ يحرص فيها هابرماس لإثبات أن الهوية تتوافق والمعايير القانونية في ظل رؤية كونية تسمح بفهم رؤى العالم في إطار النقاش الحقيقي في عالمنا المعاصر.وأولى مسلمات هذا الإثبات إنشاء موقفا صريحا من الوعي الأخلاقي بحجة لا يتعلم هذا العقل الحديث التعرف إلى نفسه إلا إذا أوضح موقفه من الوعي الأخلاقي المعاصر.والتأكيد على الطابع المعياري للقانون الذي صار تأمليا. وثانيها، أن نجعل من مسألة الأخلاق معضلة تستجيب لنمط فكرنا الفلسفي ترسيخا لمعاني كونية تتحلى بالصدق في القول و الإنجاز . هذا النمط من التفكير الفلسفي الذي اختبره هابرماس في مسيرته الفكرية واعتباره فيلسوفا يدافع عن الحداثة من جهة أنها تمثل مادة فلسفية مازالت في حاجة إلى بحث وتقصي. يشترط هابرماس في العملية الحوارية مسالة الفهم كإمكانية للتواصل هو في حد ذاته ينبئ عن نزعة نقدية ثاقبة لكل مستجدات التحول في عالمنا المعاصر الذي يمثل حلقة مفتوحة على العالم . لكن ما يبرر لنا منزلة الهوية خصوصا في اقترانها بالاعتراف بالآخر من حيث هو كيان موجود بالفعل يخضع لبنية حوارية ، إذ أن الالتزام بمبدأ الحوار يؤدي إلى الالتزام بشروط التعايش الديمقراطي الذي تكون فيه نظرية المناقشة كفعل حواري يهدف إلى نحت "هوية جماعية ذات بعد كوني تتجسد من خلال جماعة سياسية تظل مفتوحة لاندماج كل المواطنين بمختلف أصولها " (هابرماس:ما بعد الدولة الأمة) . فهي تتخذ صيغة الانفتاح خيارا فلسفيا يؤمّن لها التواصل داخل صيرورة وحركة جدلية . و هو تراهن على الاختلاف والتنوع باعتبار هما سمتين لتأصيل الهوية ضمن وحدة إنسانية. يقول ريكور في هذا المستوى"احترام الآخر ليس من طبيعة مختلفة عن الاحترام الذي أبديه نحو الآخر لأن الإنسانية هي ما أحترمها في الآخر وفي ذاتي " . إن هذا الأمر استوجب رهانا فلسفيا يتمثل في تفعيل دور التفكير الفلسفي في إنتاج معقولية نقدية تحررية تقوم على إعادة بناء لمقتضيات العقل. وقد تحددت مجالات اهتمامه في "ايتيقا النقاش" في فضاء عمومي ،مرتفعا عن الخطاب الميتافيزيقي الذي يجد مقاصده في الكلية العملية للأخلاق . ويبقى المبتغى الأساسي لهابرماس يتمثل في رسم أفق جديد لقيم كلية للتواصل مثل الوضوح و الجدية والصدق . و هي قيم كلية مشتركة، تجد مجالها التفاعلي في العلاقات البينذاتية.والمقصد الأساسي في مدونة هابرماس تتمثل في تحديد ايتيقا تقوم على التسليم بأن المشاركين في نقاش ما بإمكانهم أن يشاركوا من حيث هم مواطنين أحرار في البحث عن الحقيقة. إن هابرماس قد توسع في كتابه نظرية الفعل التواصلي- The Theory of Communicative Action عام 1984، في فلسفة اللغة بهدف توسيع أساس النظرية النقدية وتطويرها، وهو الكتاب الذي أثار جدلاً واسعاً بين هابرماس وأنصار ما بعد الحداثة، واتهم بسببه بالشعوبية. ففى هذا الكتاب يدعو هابرماس إلى ضرورة التحرر من “فلسفة الوعى” التي ترى العلاقة بين الفعل واللغة، كالعلاقة بين “الذات” و “الموضوع”، وهو ما يجعلنا أسري للعقل الأداتي. تناول هابرماس هذا الإشكال في حواره المتواصل مع الجمعياتيين الذين يتمسكون بالتصور الأرسطي القديم القائل بأولوية مبدأ الخير على العدل، والفضائل على الحقوق، والنظر إلى المجتمع من حيث هو خير جوهري يولّد إيتيقا مندمجة تستوعب الأفراد داخل النسق الكلي العضوي . ويعتبر هابرماس التواصل مجموعة من الترابطات التي يتفق حولها المشاركون بغية تحقيق مخطط أعمالهم بطريقة فعالة. ويظهر التواصل، بالنسبة إليه، في شكل الفعل الذي يخرج الوعي من باطنه نحو الانفتاح على الآخر، لذلك أسس نظريته في مجال التواصل على نتائج نظرية أفعال الكلام والألسنية والتداول، وأعطاها تفسيرات اجتماعية وسياسية وقانونية.
#الناصر_عبداللاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة الانا بالاخر وتحفيز مشكلة الانساني
-
الهوية البديلة الضامنة للتواصل والحوار في ظل عالمنا السياسي
...
-
مقاربة فلسفية من الخصوصية الى الكونية
-
النموذج من المفهوم الى المشكل
-
علاقة السيادة بالمواطن داخل الدولة
-
علاقة الخير بالسعادة من زاوية اخلاقية
-
رهانات تقنيات الوسائط بين الإيتيقي والمعنى
-
من الخطاب السيميائي إلى الخطاب التداولي:حوافز اللغة في ظل خط
...
-
الحبيبة والكلمة
-
تونس و سر الحياة
-
تودد المشتاق للدروب الحالمة
-
الود والعشق والسفر
-
وجع فلسطين
-
الامل والحب
-
في الرد على مشروع هابرماس أو في كشف حدود العقل التواصلي
-
سؤال -مستقبل العقل العربي-
-
الفيلسوف الفنان
-
حدسية في سقوط صنامية مارد الكونية الغربية المزعومة
-
قصيدة لكل ابناء العالم
-
مطر وثلج
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|