رحيل الأسد ضرورة إنسانيّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رحل هتلر، النازية لم ترحل كلياً، لكن خطرها أقل مما نتوقع، قد تكون نازية بنسخة مطوّرة ، لكن رحيل هتلر كان ضرورة إنسانية ، بعد رحيله تغيرت المفاهيم الإنسانية في العالم كله -عدا في الوطن العربي حيث العداء لليهود، وهذا ليس له علاقة بدولة إسرائيل فقد كان التعاون بين هتلر والزعامات العربية علنياً.
لماذا يكره العرب اليهود؟
مع أن اليهود عانوا من العرب المسلمين، لكنّهم كانوا يحبون أوطانهم العربية و يتمسكون بالعيش فيها إلى أن استحال عليهم العيش فرحلوا عنها . كانوا مسالمين ، كانوا أصدقاء مع محيطهم، لكن قضيّة العرب" الأولى" فلسطين جعلت من اضطهادهم انتصاراً للقضية. اليوم ضاعت "قضية العرب الأولى" و السباق حميم بين الحكام للصلح مع إسرائيل.
العنصرية في أمريكا وفي سوريا
أكثر ما يثير السخرية هو موقف شبيحة الأسد الصحافيين من العنصرية الأمريكية ومقتل الشاب جورج فلويد على يد شرطي. طبعاً هو عمل مشين، لا أحد ينفي العنصرية في أي بلد في العالم. حتى بين قرانا هناك عنصرية. لقد خرج البيض في أمريكا أكثر من السود في المظاهرات ضد العنصرية، لم يقتلهم رصاص الأمن. العنصرية الوحيدة على وجه البسيطة هي عنصرية النّظام الأسدي ، وهي فاقت عنصرية النازيين حيث أن ألمانيا بقيت كما هي بينما سورية تغيّرت جغرافياً ، و سكانيّاً، و إلى الأبد. لقد أباح النظام دم السوريين بحجة أنهم إسلاميون إرهابيون، بينما تفتح الكنائس أبوابها في الغرب من أجل صلاة عيد الفطر.
من هم الإرهابيون في سورية
الجميع إرهابيين معارضة وموالاة، وخير دليل أن الموالين الذين انشقوا أولاً ، ثم أخيراً قد خافوا على حياتهم. إن الشعب السوري جميعه يموت اليوم جوعاً أمام أنظار العالم، المسؤول عن تلك المجاعة هو النظام. السوريون يموتون جوعاً، قتلاً ، انتقاماً، و عنصرية.
ماذا لو قتل الأسد؟
معاناة الشعب السوري تحتاج لأجيال، لن تنتهي برحيل الأسد، ولم تنته معاناة اليهود برحيل هتلر، مازال من بقي منهم على قيد الحياة يبكي أحبته، لكن رحيل هتلر كان فيه شيء من المواساة. وكذلك لو قتل الأسد سيسود الهدوء في المقابر و السجون وبين الفقراء و المشردين السوريين ، وسوف يعودون للإيمان بأن للظلم يوم، و سوف يقتنع المؤمن منهم أن العدالة الإلهية قد بدأت تأخذ مجراها.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات