أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /7















المزيد.....

سهد التهجير /7


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


أدت عواصف الطبيعة الغاضبة ان تقتلع مخيمات الاعتراض أمام محكمة العدل الحكومي الملعون
استسلمت الاحلام لواقعها
و غادرت الطيور مشارقها
و رجع ( سحرور ابن كملون البرهاري ) ينشر كتبه الهمجية في وزارة التربية والتعليم و يملك الاتصال بالآلهة و علوم الاخرة و الأولى .

يستلهم تعليم الطبقة المتوسطة من المقدسات ردحاً من الزمن
صراع الطمس المستمر لمعالم الحرية و العدل و الصدق
لا شيء يقف أمامه لتغييب العقول الا منطق القوة العسكرية
و القوة العسكرية تقبل يديه لإنقاذ الوطن و تدعو له بالسداد لعمل خطه عسكرية لدحر اعداء الوطن مسلوب الإرادة
يختفي في المحراب ساعات و ساعات يتأمل الكون و يتدخل في الكيمياء و الفيزياء و علم الجسد و ملكية الأعضاء و بكل شيء لا علاقة للآلهة به ستجده يتدخل فيه
يحمي السماء من نفسها و يثبت الأرض على اعمدتها الثلاثة
يقال نقلاً عن رواة ثقاه ان الأرض عندما نشأت ثبتت على ثلاثة اعمده احمر و اخضر و ازرق
في رحى الملكوت تدور و لا تتوقف تنساب في الماوراء
يسمى الماوراء بعلم الطقوس بإسم الغيب
و هو ما لا تدركه النفوس الباليه في اجسادها العفنة التي تحتاج إلى صيانه مستمرة لأجل الإدراك و البحث عن الجمال و السلطة و المال

أدركت الأم أن لابد لها من دفع الثمن لأجل انقاذ الطفلين من التعذيب و الجهل النفسي
وافقت الأم على غرفة واحده لاستقلال كبير من سلطة الأهل
من سلطة أعلى طموحها هو ترتيب الأغطية و غسل الصحون و سرعة الذهاب للسوق و الرجوع لإتمام الطبخ
سلطة معقدة تعكس قوة تغلغل النظام الحاكم فوق الأسرة
يستمد الهامه من صراعات تافهة لينتعش و ينمو لتصبح له قدسية داخل الوجدان الشعبي

و لا قدسيه لشيء لا ترافقه طقوس
الطقوس مهمه جدا لإيصال صوت القدسية و تعليل أسباب وجودها
اي فكرة جديدة يرفضها النظام الحاكم بل يجب أن تتوافق بطقوسها مع نظم الحكم

تلمس الأم كتابها الجديد و ترفعه نحو الضوء
تدقق بعملية نشأة الإنسان و اختلافات الموت و الحياة و بداية الصراع و انتقاله من فوق إلى تحت و متى شارك البشر مع الإلهة في هذا الصراع لإتمام السلطة على رقاب الأغلبية الساحقة التي لا تتدخل في فلسفة شؤون الصراع بل تعيش لأجل قوت يومها و ترضى بالفتات من الفائض الذي يملأ بطون و عيون و عقول الحاشية المتملقة و أصحاب الطبقة العليا الحاكمة .

يتدفق سائل الغسيل على واجهة الكتاب
تصرخ الأم بحرقه اتركوا الغسيل

لا تؤمن الأم بإهدار الحياة بالغسيل و الطبخ الا أثناء التعاون الأسبوعي بين عائلتها
اما وقوع الوظيفة البيتية للغسيل عليها وحدها فهذا غير مقبول و لا تبرير له سوى الاستغناء عن الهدر الذي يقوض الحياة الإبداعية و يلغي قناعاتها نحو الانطلاق خارج الصندوق و أسوار غسيل الملابس الشائكة .
تتابع الأم قراءة الكتاب الجديد
تقول القصة المقدسة الدينية في الكتاب ( في البدء كانت هناك قطرة هائلة من الحليب ثم جاء الاله و خلق الحجر و الحجر خلق الحديد
و الحديد خلق النار
و النار خلقت الماء
و خلق الماء الهواء
ثم عاد الاله و هبط للمرة الثانية و جمع العناصر الخمسة تلك و شكلها بهيئة انسان
لكن الإنسان تكبر فخلق الاله العمى فغلب العمى الإنسان ولكن العمى تكبر هو الآخر فخلق الاله النوم فغلب العمى
و لكن النوم تفاخر و تكبر هو الآخر ...
فخلق الاله القلق فغلب القلق النوم
و لكن القلق تكبر جدا هو الآخر ....
فخلق الاله الموت فغلب الموت القلق
و لكن عندما تكبر الموت فإنه مات لأنه هو كذلك .
حاول الالة بعد الملل ان يهبط للمرة الثالثة ليجرب شعور الإنسان بذاته فأصبح خالداً
و عندما عاد الموت ليدور حول كل ما هو كائن حينها غلب الاله الموت ) .

و في رواية نقلا ( دحشور بن مرثد الكرويب و هو من الرواه الثقاه المؤتمنين على أعناق الأمة و تفكيرها ) يقول فيها :
( في البدء لم يكن هناك من شيء سوى العدم و في ظلمة العالم الحالكة عاش الموت مع زوجته و ابنته الوحيدة و لكي يوفر له مكاناً ما يعيش فيه فقد خلق بحرا هائلا من الطين بوسائط من السحر .
و لكن في أحد الأيام ظهر الاله من العدم فجأة و زار الموت في مقامه القذر فاشمأز و روع من هول الحالة التي رأها
عنف الموت قائلا له : انت خلقت مكاناً غير مأهول و غير ذي زرع و بدون مخلوقات و بدون ضياء
و لكي يعالج الاله هذه الأخطاء شرع اولاً إلى تجميد تلك الاوساخ خالقاً بذلك الأرض
و لما رأى الاله الأرض لا تزال عقيمه و حزينة قام بخلق الحيوان و النبات من كل نوع .
فاقتنع الموت بهذه التحسينات التي حصلت لمكان إقامته و قد عقد مع الإله صداقة حميمه و أكرمه بضيافة ممتازة ) .

ثقافة الموت مهمه جدا لتسيير امور الرعية بل للحث على القيم الأخلاقية و العمل على الطاعة سياسيا من خلالها .
تقول قصة اكتشاف الموت للمرة الأولى : ( عندما حل الموت في العالم لأول مرة ارسل الإنسان الحرباء تتحرى السبب فأخبر الألة الحرباء بأن تبلغ الإنسان أنه اذا رمى عصيدة مشويه على جثه فإنها تعود إلى الحياة .
لكن الحرباء تباطأت في طريق العودة و كان الموت قد أخذ يتفشى بين البشر لذلك ارسل الإنسان رسولاً آخر هو السحلية.
وصلت السحلية إلى مقام الإله بعد الحرباء ، و لقد أغضب الاله وصول رسول ثان فأخبره بأن على الإنسان أن يحفر حفرة كبيرة في الأرض ليدفن فيها الميت .
وفي طريق العودة سبقت السحلية الحرباء و أوصلت رسالتها اولاً ، و عندما وصلت الحرباء كان الأموات قد دفنوا و انتهى الأمر .
لذلك جزاءً للإنسان على قله صبرة تعذر علية إن يولد مرة ثانية ) .


- غسل الاواني و خياطة الملابس و تنظيف البيت !!!
لا أحد يساعدني على اتمامهن .

- نهاية الحضارة .

- ماذا ؟!!!

- عندما تخلى الإنسان عن خدمة نفسة بنفسه و تحمل خدمه غيرة و تصدى للدفاع عن أشياء لا يملكها سقطت الحضارة بل انتهت حتى وصلنا إلى معارك غسل الاواني و الطبخ بدلاً عن معارك المساواة و الملكية ليحقق الإنسان ذاته .

- ماذا أفعل إذن ؟

- الكل يخدم نفسه بنفسه كي تنتعش الحضارة اما وضع الغسيل والتنظيف لصاحبه المنزل فقط دون غيرها من أفراد الأسرة فهنا تفقد الام تطلعاتها نحو التفكير و الطموح و كيف لا و هي تغرس يديها بالقاذورات الأسرية الأبوية التي لا تملكها أساساً بل يملكها الاب الاوحد كما الاله الاوحد و لا شيء لها سوى الخدمة المجانية لعائلة طويلة تتعدى العشرون فرداً .

- و الأطفال كيف اعلم الأطفال لمساعدتي في أعمال البيت ؟

- تربية خدمة النفس تنشأ منذ الطفولة بل إنها افضل مخصصات التثقيف و الترتيب للقضاء على النظام الطبقي الأبوي الديني بل تمتد لإسقاط الحكم السياسي ذاته .

- لهذه الدرجة تكون نتائجها .

- بل تختفي الإلهة من فوق التل البعيد خوفاً من العدالة الأسرية لأنها تسقط اي نوع من الحكم فكيف بحكم الغيب و المجهول!!!

- لا ، هذه الأفعال تجردنا من شريعة النور التي يمثلها ( سحرور بن كملون البرهاري ) .

- إذن استمري بالخدمة المجانية و اصمتِي فالشجاعة في المواجهة صفه نادرة بل ستنقرض عما قريب .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /6
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!
- التجرد من الحواس
- سهد التهجير /3
- سهد التهجير /2
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /7