أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الحسين بوخرطة - مات اليوسفي وعاش تاريخ سياسة وفكر














المزيد.....


مات اليوسفي وعاش تاريخ سياسة وفكر


الحسين بوخرطة

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 18:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ماذا عساني أن أقول في هذا اليوم الحزين جدا لفقدان رجل عظيم، بصدقه، وحنكته وحبه للشعب المغربي. لقد غادرتنا ذاته، كتاريخ روح وجسد بصم بقوة المخيلة المغربية في كل البقاع الجغرافية الوطنية، تاركة وراءها ثروة سياسية وفكرية ستبقى راسخة في تاريخ المملكة المغربية. لقد غاردنا من رفع، بعزم خارق، شعار إنجاح خلافة القيادات التاريخية لحزب القوات الشعبية وعلى رأسها عبد الرحيم بوعبيد. لقد ناضل بالشجاعة المطلوبة، وبحكمة ناذرة، وبصدق شديد، وبمردودية قصوى، وبتكامل في المناهج والأبعاد الإيديولوجية والمقاربات التنفيذية في حياته المهنية كمحامي، وفي مشواره السياسي والإعلامي. لقد وصل الرجل مرتبة الاستحقاق الوطني في الزعامة السياسية حولته إلى نجم سياسي ورئيس حزب جماهيري وتاريخي، وإلى قائد فذ للدولة والسلطة في شقيها التشريعي والتنفيذي في إطار مشروع واضح المعالم.
إنه مسار رجل، قادته طوال أكثر من تسعة عقود روح زكية، وعقل ذكي دائم التفكير، وآذان صاغية للآراء والانتقادات الفكرية الموضوعية والغيورة على الوطن، إلى النجومية الفكرية والسياسية التي كان لا يعيرها أدنى اهتمام مقارنة مع ثقل الأمانة التي حملها لنفسه بنفسه لخدمة الشعب المغربي ووطن انتمائه واضعا نصب عينيه دائما أن المغرب جزيرة مطوقة بالأطماع الخارجية. لقد حولته الأحداث المتراكمة إلى تاريخ زعامة بحصيلة جد مشرفة على المستوى الإنساني وطنيا وإقليميا ودوليا. لقد نجح بامتياز في بناء مرجعية للعمل السياسي النبيل، مرجعية عبرت عن تشبث تفكيره الدائم بضمان الارتباط الوثيق في أنشطته اليومية ما بين المسؤولية السياسية والمدارك والإنتاجات المعرفية والفكرية، ارتباط عاش من أجل نصرته، في كل يوم وساعة، وشيد من خلاله نسق معرفي للرجولة السياسية الوطنية الصادقة، مانحا لأجيال اليوم والغد دروسا مبدئية قابلة للتفعيل وزاخرة بالمفاهيم المعرفية المحددة لمقومات الرجل السياسي الناجح في وجوده النضالي اليومي إلى جانب رفاق دربه، وفي قيادته بتمام المسؤولية التاريخية للشأنين الحزبي والحكومي.
إنه مسار تفكير دائم وموضوعي في الوطن ومستقبله، تفكير ثابت على المبادئ، ومفعم بقدرة عالية على الصبر، والتحلي بالصدق التام، والسعي المتواصل للتوضيح والشرح والإقناع لنيل ثقة ورضا الشعب المغربي.
لقد تمكن المقاوم عبد الرحمان، رحمه الله وأكرم مثواه، من إخراج مفهومي الإصلاح والنهضة المغربية بشقيها السياسي والثقافي من فضاء التيه والتفاهة، ليمكن الرأي العام المغربي من الملامسة والاستحضار الواقعي القوي والمفيد للتراكمات الفكرية الوطنية بمشاريعها التنويرية في الممارسة السياسية اليومية، مزكيا بعزم ثابت تقوية ترسيخ الخصوصية التاريخية المغربية. إنها الخصوصية التي ناضل إلى جانبه من أجل تحقيقها الهرميين في مجال الفكر والفلسفة والتاريخانية المرحوم محمد عابد الجابري رحمه الله عبد الله العروي أطال الله في عمره. لقد نجح الرجل في سعيه المنهجي لخلق نوع من التلاحم ما بين السياسة والفكر، تلاحم امتزج من خلاله الفكر بالسياسة في الفضاء العام ليمتد بالقوة اللازمة في أنشطة الفاعلين (مصادر السلطة) في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بأصنافها الإدارية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.
إنه درس حياة وثروة رجل ثمينة حولت اليوم مسؤولية الإصلاح النهضة ببلادنا إلى أمانة أثقل جدا من سابقاتها. لقد ورثت عنه أجيال الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات حب الشعب برؤية المستقبل، ليصبح رهان الاستجابة للتحديات المستقبلية مرتبطا بحدة التمسك بالوفاء للزعماء الصادقين وعلى رأسهم المرحوم عبد الرحمان اليوسفي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.



#الحسين_بوخرطة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار التنموي المستحق بالإتحاد
- المغرب، التقليدانية والمؤسسات الديمقراطية في الحكم
- حقوق الطفل ما بين الأسرة والدولة
- تأويل مغاير لتوطيد سلطة الدولة المرابطية
- مستقبل الوطنية والإصلاح والهوية اللغوية ؟
- الخصوصية الفكرية والثقافية المغربية ومشروع قانون 22-20
- رهان تفوق ثقافة -النحن- المجتمعية ما بعد الكورونا
- المقومات الجديدة للمشروع التحديثي المغربي
- أي روابط للثقافة بالتنمية زمن ما بعد الكورونا
- الجابري، جعيط، العروي وأركون ومشروع تحديث التراث


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الحسين بوخرطة - مات اليوسفي وعاش تاريخ سياسة وفكر