أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نايف عبوش - إلتقاط تجليات مشهد اللحظة














المزيد.....

إلتقاط تجليات مشهد اللحظة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 17:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا ريب أن تجليات مشهد اللحظة،غالبا ما تكون فرصة مليئة بالتعابير،ومكتظة بالإيحاءات. لاسيما وان فرصة اللحظة، هي ومضة مشهد تنقدح بسرعة،لكنها سرعان ما تتخامد على عجل، وبالتالي تفوت فرصة الانتفاع من التمتع بها، والتفاعل مع جمالياتها، في اللحظة، ما لم ينثال الوجدان المرهف حسا مباشرا معها ، أو يبادر لتوثيقها صورة، في اللحظة.

وهكذا يلاحظ ان اقتناص لقطة فرصة اللحظة بالعدسة في حضن الطبيعة،بما هي حس وفن، ومهارة، انما تأتي بمثابة استيلاد نص سردي، أو إبداع نظم قصيدة تأمل صامتة،او رسم لوحة بريشة، تعكس بصدق صورة الحال في اللحظة ،وبذلك فأنها تمنح المشاهد المتأمل فيها مليا عندئذ،فرصة قراءتها بإحساس مرهف، نظما،او نثرا، او رسما،او حتى مجرد اندهاش وجداني عابر، تبعا لما تمليه عليه ذائقته، في اللحظة، من مشاعر ،وذلك هو حقا هو ما تثيره  في المخيلة، تلك اللقطة من الأيحات الطافحة بالكثير من البواحات.

فعندما يهرب الانسان من مضايقة ضغوطات الحياة اليومية المثقلة بالتراكمات السلبية،ويلجأ الى فضاءات الطبيعة المفتوحة الافاق امامه ، لينفرد في جنباتها بخلوات تأمل وجدانية، يستفرغ من خلالها ارهاصات معاناته المرهقة،كلما سنحت له الفرصة بذلك، لكي يخفف من شدة وطأتها عن كاهله،فيركن الى الاضطجاع على جنبه  مسترخيا عند حصى حافة شاطيء النهر، على سبيل المثال ، متكئا على مرفق يده مباشرة، ومن دون وسادة،ليمعن النظر في عناصر افاق الفضاء المبسوطة قبالته، متأملا روعة بهائها،فانه يبدو عندئذ، كأنه يسترجع ذكريات أمسه،من اخاديد ذاكرة، منهكة بإحساس موجع.

وما أن تنساب في مخياله المتعب،تلك الارهاصات المرهفة، متهدجة مع مجرى ماء النهر،ليتركها ترتحل بهدوء مع اسراب النوارس المرتحلة، هي الأخرى، الى ما وراء الشطآن البعيدة، كأنها تريد ان تتساكن هناك في ادغال الاوجاع المتناثرة عند حافات جزر الوجد، والوجع المزمن،بعد أن كانت تحز شغاف قلبه الحاضن لها في لحظة ما قبل تأمله الحالم عند حافة الشاطيء، حيث تنتابه عند ذاك ومضة شعور عارم بنشوة الخلاص، من إرهاصات تلك الأوجاع، ولو للحظات.

ومن هنا تأتي مهارة، وذائقة الإنسان صاحب الحس المرهف، الذي يستكشف بوجدانيته المتدفقة تجليات جماليات الأشياء، التي تتراءى له في اللحظة، فيبادر إلى تسليط عدسته عليها، ويسارع لاقتناص الفرصة بالتقاط صورة لها، قبل أن تتخامد او تتلاشى من أمام ناظريه، فترحل إلى الأبد، ليخسر بذلك، فرصة التقاط  ملامح مشهد تلك اللحظة وتوثيقه بالصورة .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر أبو يعرب والإبداع المتجدد.. في قصيدته وما أدراك ما كو ...
- ثقافتنا العربية الراهنة.. تحديات المعاصرة ومتطلبات الأصالة
- حضارة مادية صاخبة.. تحتاج إلى بعد أخلاقي
- تعيس عبدالرزاق روضان.. يتخبطه شيطان البؤس في زقاق السوق
- تجديد الخطاب الديني... تحديات العصرنة وضرورات الأصالة
- الكاتب ابراهيم المحجوب.. موهبة إبداعية متميزة
- حول الإهتمام بالزراعة المنزلية والحقلية
- العولمة الاقتصادية وكورونا وصراع المصالح
- ثقافتنا الشعبية.. متلازمة فرط استذكار أم تواصل عضوي مع جذور ...
- فايروس كورونا المستجد وإعادة تشكيل عالم مابعد الجائحة
- في ذكرى الثورة الجزائرية
- إشكالية تناول اللغة العربية بالمناهج التفكيكية والحداثوية
- ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد
- المصادر الأولية لتغذية التلاميذ بالمعرفة
- عصرنة صاخبة.. وحياة مكتضة بانشغالات فارغة
- سلامات الشاعر الكبير ابو يعرب
- التضخم وتآكل المدخرات
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. تمظهرات التغني بالديرة و ...
- مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض
- إشكالية تدني مستوى التعليم


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نايف عبوش - إلتقاط تجليات مشهد اللحظة