فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 02:42
المحور:
الادب والفن
في المجزرة
يعرضون عظام الفقراء للبيع
هي أرخص كثيرا من رصاص سائح يصطاد الحَبَارى بالجنوب التونسي.
لا أملك من الدّنيا غير لحم الذّاكرة مشويّا..
على الوجع,
على خسارات تشبه الوحل.
مازلتُ إلى اليوم "أرفع ساقا.. تغرق الأخرى".
عوْدا على مأدبة الذّاكرة
أظنّ أنّ الأوهام مالحة
هي تصلح إذن لجعل نوستالجيا شعارات المسيرات الطلابية أشهى:
[خبز..
حرّية..
عدالة اجتماعيّة..]
صرتُ نحيلا جدّا
لأرفع لافتةً أثقل من زنزانة.
صرت أكثر نحولا حتى إنّني استغنيت عن فمي.
الأفواه..
تأكلنا إذا جعنا.
هكذا
قرّرت أن ألقي الكلمة في عرض الصّمت.
في البحر..
يتخلّص البحّارة من بعض رفاقهم إذا تسلّل الماء إلى مراكبهم.
خيبةٌ
أكلت قلبك حتّى الوطنَ.
صدرُكَ خاوٍ
أسوأ الأشياء أن يصير صدركَ طبْلا
قرعُ النّحيب
أعلى من صوت بوط عسكريّ يخلع ضلوعكَ
و أنت تتخفّف من الوزن الزّائد
لفمِكَ
للشّعارات الطلّابيّة
لقصائدكَ
و تصمت..
مثل جثّة ألقى بها البحّارة من مركبهم.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟