أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الذاكرة (La mémoire): قدرةٌ ذهنيةٌ خرجت من تلافيفِ المخِّ وحُفِظت في القُرْصِ الصلبِ داخل الحاسوبِ إلا عند العربِ!














المزيد.....

الذاكرة (La mémoire): قدرةٌ ذهنيةٌ خرجت من تلافيفِ المخِّ وحُفِظت في القُرْصِ الصلبِ داخل الحاسوبِ إلا عند العربِ!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 12:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أصبحت الذاكرة اليوم تقريبًا غير ضرورية بفعل الاكتشافات العلمية والتطبيقات التكنولوجية. قبل اكتشاف الكتابة أو قبل انتشارها في بعض المناطق الجغرافية (الجزيرة العربية في فجر الإسلام)، كانت الذاكرة ضروريةً عند العربِ وساهمت مساهمة كبيرة في حفظِ وتوارُثِ الشعرِ والقرآن والحديثِ والسيرةِ النبويةِ، ثم انحسر دورها في المجال التربوي زمن ازدهارِ المدرسة السكولاستية (التلقين والحفظ واسترجاع المعلومات عند الامتحان)، منوالٌ تربويٌّ ساد ثم انقرض في الغرب منذ القرن السادس عشر ميلادي على يدَي ديكارت.

الذاكرةُ المَحشُوّةُ (Une tête bien pleine)، تجاوزها الغربُ والحمد لله، أخرجها من المخ وأسكنها الحاسوبَ فتحرّر عقلُه من عِبءِ الحفظِ وتفرّغ للتفكيرِ والملاحظةِ والتجريبِ والاكتشافِ العلميِّ، أما نحن، العربُ المقيمون في الدول العربية، فقد أبينا أن نُخرِجَها من مخنا، وللأسف لا زلنا في مدارسنا نَنْقُلُ، نلقِّنُ، نُحفِّظُ، نَحفَظُ ونلوكُ معارِفَ الغربِ كما تلوك البقرةُ العشْبَ، لذلك لم نكتشِفْ شيئًا رغم انتشارِ التعليمِ في ربوعِنا منذ نصفِ قرنٍ أو أكثرَ. أما العربي المقيم في الدول الغربية فهو عالِمٌ وباحثٌ ومنتِج معرفة مثله مثل الغربيين.

لا أحفظُ إلا القليلَ القليلَ من القرآن الكريمِ والأحاديثِ، لكن وبفضلِ الحاسوبِ والأنترنات لم أعد أشعر بأي حاجةٍ إلى الذاكرة المخية عندما أكتبُ مقالاتٍ أضطرُّ فيها للاستشهادِ بآياتٍ من الذكرِ الحكيمِ وفي الأثناء أقرأ التفاسيرَ فتكونت عندي ثقافةٌ إسلاميةٌ لم أكن أحلُمُ بها قبل استعمالِ الذاكرة الصناعية واستغلالِ الأنترنات خاصة في المجال الفقهي المكتوب باللغة العربية ويا ليتها تكون بنفس الجودة في المجالات العربية الأخرى كالنحو والصرف والعلم والكنولوجيا.

خاتمة: أنظمتنا العربيية السياسية والتربوية هي المُكبِّلُ والمُجهِّلُ وليس خلايانا المخية.
اللهم ارزقنا بِديكارت مسلم-عربي يمحو ما تعلمناه ويُفَرْمِتُنا من جديد (Formatage)؟

L`idée principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001, p. 264

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 11 نوفمبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تمكن الإنسان البيولوجي (L`Homo biologicus) في القرن العش ...
- الثورات الحقيقية الثلاث في التاريخ؟
- حديث سابق للرسول صلى الله عليه وسلم، وجدتُ قولا مثله بالضبط ...
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 10
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 9
- الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 8
- قصة حب رائعة سمعتها للتو من أنيسي في وحدتي الفيلسوف الرائع م ...
- أعيدُ نشرَ المقال الذي أثار ضدي سخط كل رفاقي اليساريين وجعله ...
- لومٌ وديٌّ؟
- ال-معركة الثقافية-: الليبرالية أم الڤرامشية؟
- هل فَهم المثقف التونسي الواقع التونسي؟
- كيف نحوّلُ شعبًا إلى غوغاء؟
- فلاسفة أنصتُّ لهم، أشكرهم، نقلوني من قارئ لا يفهم الفلسفة إل ...
- بعد التقاعدِ، عادةً ما يعودُ المتعلم التونسي إلى الأمية!
- حريةِ التعبيرِ في القرآنِ الكريمِ، مَنَحَها اللهُ حتى للشيطا ...
- آياتان خارج السياق في العدل في الإرث مناصفةً بين الرجل والمر ...
- كُفُّوا، أرجوكُم، عن ترديد السؤال التافه والسخيف: -لماذا لم ...
- ما هي أهم الفروقات بين المخ البشري والحاسوب؟
- تعليق حول كتاب -غرق الحضارات- لأمين معلوف
- حِوارٌ سُرْياليٌّ بينَ فَيروسْ كورونا ومُسِنٍّ مُصابٍ بالكور ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الذاكرة (La mémoire): قدرةٌ ذهنيةٌ خرجت من تلافيفِ المخِّ وحُفِظت في القُرْصِ الصلبِ داخل الحاسوبِ إلا عند العربِ!